تحدث العميد صادق سرحان قائد أنصار الثورة في تعز عن "انعكاسات انضمام الجيش المساند للثورة على واقع الثورة اليمنيةتعز أنموذجاً". واستعرض العميد سرحان العديد من الأحداث التي دارت في تعز إبان الهجمة الشرسة لنظام الرئيس السابق صالح على المدينة والمعتصمين الثوار، متسائلاً عن سبب "هذه القبضة الحديدية على المحافظة وعسكرتها بالتركيبة العسكرية المدعمة بأقوى الأسلحة على المحافظة مع أن أهلها مواطنون مسالمون ولا يمتلكون الأسلحة التي يمتلكها غيرهم من بعض المحافظات". جاء ذلك في محاضرة له في منتدى الدكتور غالب القرشي، وقال: "كانت التركيبة العسكرية على مدينة تعز من خلال اللواء 33 مدرع وهو مدعم بمختلف الأسلحة القوية وكذلك اللواء 22 حرس جمهوري وهو مدعم أيضاً ومعسكر الأمن المركزي والأمن العام والشرطة والنجدة، والأمن القومي يهاجم الناس إلى بيوتهم ويوزع الأسلحة وينشر المسلحين، يريد النظام من وراء كل ذلك تشكيل دولة عسكر لحكم تعز وإدارتها إدارة عسكرية وتقاسمها". وأضاف: "كان الناس يقابلون بشتى أنواع القوة ولم يظهر في وسائل الإعلام إلا القليل، وكان النظام يريد تفجير حرب ومواجهة بين القوات المسلحة. لكن بفضل الله ثم بفضل أنصار الثورة تمكن أنصار الثورة من الدفاع عن تعز وتحييد القوات المسلحة عن الحرب، رغم تعرضهم لشتى أنواع التنكيل من حرمانهم من مرتباتهم لمدة عام كامل والتشويه والتضييق، ولكنهم وضعوا نصب أعينهم تحقيق كامل أهداف الثورة". وأوضح العميد سرحان أن "أنصار الثورة كان هدفهم هو حماية الثوار وليس المواجهة مع القوات الموالية لصالح وذلك بتوجيهات قيادة أنصار الثورة في صنعاء متمثلة باللواء علي محسن. وحمينا المسيرات ومنها مسيرة الحياة التي انطلقت من تعز ولم يتم الاعتداء عليها إلا في صنعاء". وبين أن "كان فارق التسلح كبيراً بيننا وبين الطرف الآخر ورغم مواجهتهم إلا بالسلاح الخفيف واشتداد الأمور على الطرف الآخر كانوا ينزلون اللجان لجنة وراء لجنة للتوسط، وكانت تصب في صالحهم، ويقولون أوقفوا النار من الطرفين رغم أننا لا نمتلك سوى البنادق الخفيفة وهم يضربون تعز بالأسلحة الثقيلة والمفروض هم يوقفوا النار لأنهم من يطلق النار ويمتلك الأسلحة الثقيلة التي يقصفون بها المدينة..وكنا نطلب إخلاء المدينة من المعسكرات والسلاح". وأضاف بالقول: "أراد نظام صالح أن تخضع تعز لحكم العسكر وقلنا لهم هيهات، وعملوا طوقاً عسكرياً على تعز بشكل دائري من دبابات ومدرعات وخنادق عسكرية ومعسكرات ونقاط مختلفة، وكان الغرض من هذا الطوق هو تمكين الحرس الجمهوري من تطهير الساحات، وداهموا البيوت، واضطرت بعض النساء لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهن وبيوتهن من المداهمات". وأرجع سرحان هجوم نظام صالح على تعز "لأن تعز كانت شرارة الثورة وأبناؤها يحملون راية الثقافة والثورة اليمنية في سبتمبر واليوم وهم متواجدون في كل ساحات الجمهورية والنموذج التعزي نموذج لكل اليمن". وفي تعقيبه على المداخلات والأسئلة قال سرحان: "كان هذا النظام يحتاج إلى ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. والثورة اليوم لم تحقق كامل أهدافها وما زلنا في الخط الثوري، والثورة وأهدافها أمانة في أعناق كل اليمنيين وخاصة العلماء والمثقفين والدكاترة والمسؤولين وغيرهم". وفي مداخلة له، قال النائب محمد مقبل الحميري: "عندما أقدم نظام صالح على إحراق ساحة الحرية بتعز كان يظن أنه بذلك سيقضي على نواة الثورة، وتلقى التهاني على إحراق الساحة، وتم استعراض إحراق الساحة أمامه واعترف بأن الثوار لم يطلقوا حبة رصاص واحدة، ولم يقدم على إحراق الساحة إلا عندما علم أنه لا توجد قطعة سلاح فيها. وعندما استعاد الثوار الساحة جن جنونه ولم تعد تلك المعسكرات تدخل المدينة وصاروا يقصفونها بالمورتر وبالأسلحة المختلفة من بعيد". وأضاف: "بعد إحراق الساحة بأيام أحرق الله من أحرقها، وأذل الله المتجبرين المتغطرسين، ولا زال الظالمون يحكمون رغم أن شوكتهم انكسرت..صحيح أنهم نالوا الحصانة لكن سينقضون حصانتهم بأنفسهم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً. وهذه الثورة والدماء التي سالت فيها لن تنصب أصناماً جديدة بعد اليوم". كما تحدث العديد من الضيوف الدكتور محمد عثمان والمستشار الإعلامي برئاسة الوزراء يحيى عبدالرقيب البكاري، ورئيس ملتقى أبناء صعدة بدر جبران، وآخرون.