فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    ما لا تعرفونه عن عبدالملك الحوثي    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد علي شائف ل " التغيير ": لو أخذت المعارضة بما طرحه " تيار إصلاح مسار الوحدة " لكنا في وضع سياسي أفضل
نشر في التغيير يوم 25 - 09 - 2008

محمد علي شايف أمين عام ملتقى التصالح والتسامح في محافظة الضالع و عضو اللجنة المركزية للاشتراكي عضو اتحاد الأدباء والكتاب الكاتب والمحلل السياسي في الحوار الذي أجراه معه (التغيير نت) عن الحراك الجنوبي ونتائجه التي حققها وما تعريفه لقضية النوبية التي يناضلون من أجلها وعن مكونات الحراك والصراع القائم فيما بينها واسئلة اخرى حفل بها الحوار واليكم نصه :
س : كيف تقرأون الوضع السياسي الراهن ؟
ج : ان الأوضاع السياسية الراهنة يستحيل فهمها ، كنتيجة شغالة خارج اسبابها وعوامل تشكلها السابقة .
بيد ان موت الزمن في وعي توقف زمنه هناك في الماضي البعيد ، وغدا هذا الماضي قبلة حاضرة ، أي مستقبلة كثيرا ما يتوقف امام النتائج وحدها مفصولة عن مقدماتها ولذلك تجري عملية قراءتها وفقا للمصالح الفردية او الجمعية المرتبطة بها ... أي انه يتم تفسيرها بما يخدم استمرار المصالح المنتجة لها سواء لدى قوى الهيمنة الحاملة لثقافة الماضي او من قبل نخب التواطؤ السياسي والثقافي ناهيك عن القطيع المصفق في حضيرة (( العبودية الاختيارية )) .
فنحن حين نتحدث عن ( وضع سياسي ) ما يلزمنا – عقلا ومنطقا – ان نتساءل: ما الذي أوصل الامور الى ماهي عليه لحظة السؤال الزمنية ، سواء كان الوضع سلبا او ايجابا ؟؟
وفيما يخص الوضع الشديد القتامة الذي نعيشه اليوم فهو نتيجة منطقية لمقدمات سالبة ، غير صحيحة ، افضت الى هذا اللامعقول ، ليفرض قسرا بانه عين العقل – ومن لا يعجبه ( يشرب من ماء البحر الاحمر ) !!
وقراءة الوضع السياسي الراهن الذي يسم جمهورية ( 7/7 ) الاسود ، تبدأ من استقرار الناس المعيشي والامني ، من المصالح المشتركة الضامنة لعلاقات اجتماعية
متناسقة ، من تكافؤ الفرص وكفالة حقوق المواطنة المتساوية وسيادة القانون ... الخ ذلك في ظل مجتمع يعيش سيادة دولة نظام وقانون اما في وضعنا فان الامر يختلف , حين تحولت وحدة 22مايو / السلمية التشاركية بين دولتي ال (ج . ع . ي) و(ج. ي . د . ش ) الى (استعمار داخلي ) حسب الدكتور ابو بكر السقاف والى احتلال عسكري في الواقع , وفضي بانتصار اللادولة على مشروع الدولة (الجمهورية اليمنية ) وعلى دولة الواقع (ج . ي . د. ش) الى تسييد الفوضى و (العقل الهمجي ) لاسيما في الجنوب الدولة الغنيمة لامراء غزوة الفتح الشيطانية للجنوب .
مقاطعا: هل يعني ذلك الصراع بين مشروع الدولة واللادولة وليس بين الشمال والجنوب ؟
كان ذلك قبل حرب 1994م أما اليوم فان الأزمة مركبة : فمن أزمة اللادولة المنتصرة في حرب 1994م إلى اجتياح الجنوب عسكريا وإخراجه من معادلة (الوحدة ) المغتالة , وسلبه استقلاله . الأمر الذي موضوعيا إلى نهوض هوية شعب الجنوب لمواجهة هوية أخرى تستهدف فيها بالطمس و... الخ مما تعلم عن فضائح وجرائم الفاتحين للجنوب , بعقلية غاوية (غاغة ) .
ان فرض استمرار الحرب بين طرفيها , وكم تصدق مقولة (روسو ) هذه على واقع الحرب المستمرة على الجنوب والتي انحرفت إلى إرهاب دولة منذ ابريل الماضي
وفرض الطوارئ والحصار العسكري والقتل والسفك والاعتقالات والمطاردات و و.. كلما نعرف .. بهدف ضرب النضال السلمي الجنوبي وهذا الجنوب العنيف , في مسار حرب 14سنة مفروضة على شعب الجنوب , هو تجل صارخ ليس لفشل مشروع وحدة لم تتم في الواقع , انما كذلك – عن هدف الحرب في ضم وإلحاق وإلغاء الجنوب : الأرض والإنسان والتاريخ .
ومن حرب مستمرة ضد الجنوب إلى حروب السلطة في صعدة الذي فصلها الخامس اعنف وأوسع المواجهات العسكرية بين الحوثيين وسلطة (7/7) فكانت أكثر فصول تلك الحروب خسائر بشرية ومادية , دمرت فيها مدن وقرى وسقط فيها الآلاف من القتلى والجرحى من الطرفين ونزح عشرات الالاف من سكان مناطق
المواجهات ليتم إنهاء الحرب بصورة تجسد العبث السياسي وخضوع كل شيء لنزوة الحاكم , بما في ذلك أرواح ودماء الناس ... السؤال : لماذا لم تحضر الحكمة إلا بعد فشل رغبة الاستئصال للحوثيين , هؤلاء الذين دافعوا عن وجودهم بالوسيلة التي تنتمي إليها , السلطة (القوة ) ؟ فهل على الجنوبيين كي يستعيدوا حقهم ان ينتقلوا الى خيار القوة ؟
ومن انعدام الاستقرار الأمني والمعيشي الى الحروب القبلية والثارات كإحدى أدوات السلطة لضمان السيطرة هكذا من حرب مستمرة إلى حروب متعددة ومن أزمة إلى أزمة .
هذه الأوضاع كتجل لواقع (الدوار التاريخي ) والصراع السياسي , تذكر بتاريخ الحروب القديم والوسيط . وتؤكد , كل يوم بأننا نعيش دورة تاريخية جديدة تعيد إنتاج أسوا ما فيها وتقرر وقائعها وأحداثها حقيقية ان كل تمدد جهوي او طائفي عنيف على جغرافيا هذا الإقليم , إنما ينتج أحشائه بذور التمزق والانقسام الانفجاريين , ان خط الدم ليس نهرا عذبا تنمو على ضفافه (الوحدة ) أو أزهار المحبة والسلامة , انما هو مبقع سيئ بيد عقل القوة : الغزو – الغنيمة يدمر ولا يبني , يفرق ولا يوحد .
س: القصية الجنوبية لها مفاهيم وأبعاد ولها شقين مطلبي وسياسي ولها مكونين جغرافي وسكاني . كيف تتعاملون مع هذه المفردات؟
ج : من الضرورة بمكان ان نميز بين المفاهيم السياسية لندرك ابعادها مراميها ودعني افهم تقسيمك للشق الاول من السؤال , من ان القضية الجنوبية شقين : حقوقي سياسي . لان كليهما يقعان في دائرة المطالب , أي مطالب حقوقية ومطالب سياسية . وما نفهم هو ان المطالب الحقوقية هي في الأصل مطالب سياسية , وهي هنا- في القضية الجنوبية –أكثر وضوحا .. ان تطهير القوات المسلحة والأمن الجنوبيين من هاتين المؤسستين بتسريحهم الجماعي , و تسريح الكوادر الجنوبية من أجهزة الدولة المدنية وإلقاء عمال القطاع العام والتعاوني ومزارع الدولة إلى أرصفة الجوع والمهانة تحت زعم الخصخصة . لتشريع نهب مؤسسات ومصانع الجنوب فضلا عن نهب الحقوق والخاصة والعامة ... الخ .
إن كل تلك المظالم والجرائم هي إجراءات سياسية بامتياز كل حقوق الجنوبيين سياسية لا مهنية وعلى هذه القاعدة نحن نفهم أن القضية الجنوبية ليست حقوقية وإنما سياسية مهما تعددت المطالب داخلها , او تنوع خطابها السياسي في البدء . فالعامل السياسي هو المسؤول أولا وأخيرا عن كلما حصل في الجنوب الأرض والإنسان والتاريخ .
ولو ان ذلك غير وارد كما يزعمون زورا , فلماذا شنوا حربهم عام 1994م على الجنوب ليحتلوه عسكريا ؟ ولماذا بلغت مأساة الجنوب مستوى الفاجعة الإنسانية منذ يوم نصرهم السبئي الجديد (7/7) ؟
وما نفهمه ان قضيتنا هي وليدة اتحاد سياسي بين مكونين سياسيين (دولتين ) فشل قبل ام يرى النور وتمكن ظرف من الغدر بالاخر , لتصبح دولة الجنوب خاضعة لاحتلال عسكري من قبل شريكيتها ال(ج . ع . ي ) وانها تخص مكون جغرافي وديموجرافي وثقافي واحد هو (ج . ي . ش ) هذه التي جرى الغدر بها وتحويلها الى غنيمة لدولة الفاتحين . جدير بنا على هذا الصعيد – تساءل الشعب الجنوبي , لزاعمي الوضع القائم بانه (وحدة ) وان تعمدت بالدم والغدر هل توقيع قيادة دولة الحنوب على اتفاقية اعلان 22مايو 1990م شرعي ام انه غير شرعي ؟
اذا كان شرعيا فان اعلان قيادة الجنوب مساء 21/5/1994م كذلك شرعيا . اما اذا كان هذا الاخير غير شرعي , فمنطقيا ان يكون توقيعها على اعلان 22مايو كذلك .
ان الحركة السياسية الشعبية الجنوبية , اكدت بان منطق القوة وحده لن يستطيع ان يمنح تعاريف المغتصبة دوام الهيمنة ضد الحقائق الواقع , كما ان حق .. وثورة الجنوب السلمية خير شاهد على ذلك .. صحيح بان القضية الجنوبية انتظمت عدة تعاريف وليس مفاهيم كما ورد في السؤال بيد ان ذلك كان له مسوغاته السياسية الى ان هب الشعب الجنوبي على قاعدة التصالح والتسامح ليعلن استحالت التعايش مع سلطة صنعاء وفوضى وهمجية سياسياتها , فواجه القمع والرصاص الحي بصدور مفتوحة , فقد اجمل مفهوم قضيته في استعادة دولته المستقلة وسيادتها على كامل ترابها .
اما ما يخص المكونين الجغرافي والسكاني فذلك لا ريب بانه الجوهري في شرعية القضية انطلاقا من الحقيقة الثانية في ان ثمة دولتان مستقلتان دخلتا في اتحاد سياسي قام على اتفاقيات وشروط لكنه فشل وتوج وحرف اعادة انتاج نظام الجهورية العربية اليمنية والغت الاتفاقيات الوحدوية والغت حق الدولة (ج . ي . د . ش) في الشراكة وحولتها الى غنيمة .. الخ .. الامر الذي يعطي شعب الجنوب الحق في العودة الى ما قبل اعلان الاتحاد كحق سياسي برر بفشل موت عقد الاتحاد .
س: ولكن البعض يرى أن الأزمة في الديمقراطية وليست في الوحدة؟
ج : ان الحديث عن وحدة من نوع ما او عن (الديمقراطية ) او القانون , ضرب من العبث والتدليس المفضوح , الان غياب الدولة تفي صريح لكل المفردات والمفاهيم . ومن يتابع رحى الحوارين السلطة واحزاب المعارضة , يلمس بسير حجم العبث السياسي والأخلاقي , جعجعة تصيب العقل بالدوار , لم نرى طحينا قط . فالجمعة الجمعة والخطبة الخطبة .
ان عقل القوة وثقافة الغزو – الغنيمة ....... اسود لابتلاع اكثر من دولتين وشعبين ناهيك عن ثقوب اللادولة والفساد الشامل , والإقصاء والاستحواذ ... الخ .
الخلاصة ان الأمور تسير نحو الهاوية , وما لم يقر الجميع , بان الكوارث التي تتدفق علينا . من معبد (الوحدة المعمدة بالدم) هي نتاج ازمة الوحدة المغدورة المنتصرة قبل المهزوم المتواطئ قبل المحايد سوف لن ينجوا من فعل الدورة التاريخية الموضوعي , وبدلا من دولتين , لا يستطيع احد ان يتكهن بنتائج الانفجار الانقسامي .
س : إذن ما هو المخرج من هذا الوضع؟
ج : بعد 14سنه من المعاناة وبعد كل التضحيات ان نواصل التمسك بحقنا المشروع في الحرية والاستقلال كضرورة أكد شرعيتها فشل مشروع الوحدة وتحوله إلى احتلال عسكري .
ولذلك ينبغي التنبيه الى مخاطر إسقاط هذا الحق تحت أي مسمى او مبرور لا انه لا مصلحة لشعب الجنوب في أي حل آخر مفترض وخارج سياق منطق الانهيار الكارثي لمشروع وحدة سقط قبل ان تكتمل الزفة الشعاراتية.
وكحق سياسي وجو ثقافي وقانوني ان تعود كل دولة إلى وضعها السابق بعد فشل الاتحاد ناهيك عن أن يتحول المشروع إلى فخ للابتلاع طرف من قبل الآخر.
وبالمناسبة .. لا أخفيك قلقي بشان تراجع الخطاب في الآونة الأخيرة حيث أن صرنا نسمع ونقرا في الخطابات والبيانات مطلبنا شديد الغرابة في بنيته السياسية هو مطالبة الحراك الجنوبي لسلطة ان تعرف بالقضية الجنوبية دون نفسير للمفهوم فضلا عن بروز انفصام داخل الخطاب كاضطراب اتسم بالازدواجية وهو ما ينبغي التنبيه الى ضرورة الان اكثر من السابق لا سيما وقد شكل حالة انكسار الى مربع الضبابية بعد ان قدم الشعب الارواح والدماء والمعتقلين ثمن وضوح الهدف . ولا زال يقدم ويستمر في كفاحه حتى يتحقق هدفه وذلك عن ايمانه بان الحقوق لا توهب وانما تنتزع انتزاعا .
ومن الغباء السياسي ان يطلب من الجاني الإقرار بجنايته ومن ثم اشتراكه كطرف رئيس في الحل وفي تفسير مفهوم القضية ، ولذلك انتهز هذه الفرصة لااؤكد ان لا خطر على ثورة الجنوب الا من الجنوب . ولمن يحمل مشروعا داخل قضيتنا نطالبه ان يعلن مشروعه بشفافية , فنحن لسنا قطيع حيوانات ولا حقل تجارب , فبعد هذا اللامعقول الذي يغرقنا , فلن نقبل ان نشرب عصير فاكهة الوهم التي ابتلعناها ذات شعار ايديولوجي ولن نلدغ من حجر الايد ولوجيا مرة اخرى . فالشارع الجنوبي قد تخلص في تجربته المرة من اوهام الايديولوجيا ومن اساطير التاريخ ولن يبلغ مجددا فاكهة الاغواء ليحمل صليبه للمرة الثانية الى جلجلة (الوحدة) او فخ الفيدرالية .
س : عام ونيف مر على النضال السلمي في الجنوب ماذا أنجز من الأهداف التي خرج من أجلها؟
ج : في تقديري أن ثمة حقها الغضب السياسي السلمي في الجنوب لكم دعنا نركز على أهمها :
1- وحدة الوجع والإرادة الجنوبية التي تلاقت على جسر التصالح والتسامح السياسي الهادف الواعي .
2- تعريف الشعب الجنوبي بقضيته وأن بمستويات مختلفة من الوعي بجوهر القضية .
3- أجبار سلطة الحرب على الاعتراف بطابع القضية السياسي من خلال إصدار القرارات بعودة العسكريين والأمنيين وإصدار قرارات سياسيه بلجان حل قضايا النهب والسلب للأرض في الجنوب وغيرها .
4- إقرار أحزاب المشترك بالقضية ومطالبتها السلطة أن تعترف بها واعترافها بأن حل القضية الجنوبية هو المدخل لحل الأزمة بما معناه أن الأزمة أزمة وحدة وجدير بالتذكير أن أحزاب المشترك بما فيها الاشتراكي كانت تنكر وجود قضية للجنوب وتصر على الإصلاح السياسي هو أن المخرج من الأزمة وكانت تتهم تيار إصلاح مسار الوحدة في الاشتراكي بالعمالة للسلطة بسبب طرحة الذي أثبتت الأيام صحته .
5- تمكن الحراك من إزالة شمع المنع الأحمر عن حاجز الخوف بل هد أسواره وفتح باب المحصور الرسمي بشأن الجنوب وكشف جرائم سلطة ا لحرب فيه وعبثها ألا إنساني وألا أخلاقي بمقدرات وحقوق سكانه .
6- لإيصال قضية الجنوب إعلاميا إلى الخارج الإقليمي والدولي ولا سيما للرأي العام أما الأنظمة فهي دون شك تدرك لا شرعية القوة المفروضة على الجنوب .
7- اثبت بان حق الجنوب الدولة قائم يستحيل تقادمه مهما تمادت سلطة الحرب الغنيمة في استخدامه القوة المفرطة وشراء الذمم من ضعفاء النفوس والطفيليين.
8- أوصل السلطة في صنعاء إلى استنفاذ كل وسائلها المخادعة والمظلمة لا تدري لتلجأ لقوة وإرهاب الدولة متحللة عن قوانينها والقوانين والمواثيق الدولية لتشن حربا شاملة ضد شعب اعزل وسيلته سلمية ديمقراطية ليكشف بالفعل لا بالقول تصادم ثقافتهم واستحالة تعايشهما .
9- كسر حواجز الخوف والتردد لدى الجنوبيين و أيقظ النيام على خرير الغنيمة في الشمال بان ثمة حق خرج من تحت انقاذ الغد ورمال الزيف وعلنا وجوده غير قابل لطمس كما كان يعتقد أمراء الحرب وأرباب ثقافة الغنيمة القبلية .
10- اسهمت سلطة صنعاء بحربها الاخيرة وبطالبها الارهابي في تقديم قضيتنا للعالم بصورة كبيرة لا سيما في جرائمها ومذابحها الجماعية وحصارها لمدن الجنوب واعتقال حملة الراي ... الخ وبرعم اما سلف ذكره فان ما حققته ثورة الجنوب السلمية لدنيا خشيت من ركوب موجة الغضب الواسع واستغلال الحماس الشعبي لقيادته خارج اهداف التي قدم من اجلها الى الان التضحيات المعروفة .
س : الفعاليات الاحتجاجية التي شهدها الجنوب هي واحدة من ادوات النضال , فلماذا يحاول البعض اختزال القضية الجنوبية في الحراك؟.
ج: ما اصطلح على تسميته ب(الحراك ) هو ذروة تراكم اشكال التعبير الرافضة لفرض القوة ونتائج الحرب على الجنوب باسم وحده لم تكن ولعلكم قد ابرزتم وجها من ذلك في مقالة لكم في صحيفة (الوطني) اسف ان لم افهم فحوي السؤال عن اختزال القضية في الحراك . كيف ؟ ما افهم ان (الحراك ) لفظ مفهوم آت من (الحركة ) فكيف تختزل القضية في الحركة السياسية , ان الاخيرة تعبير حسي وقوة فاعلة معبرة عن القضية .. وهذا لا يعني بان القضية الجنوبية تخص طرفا جنوبيا اون اخر فكلنا في الهم جنوب مستهدف بالمحو من وجود . وانما هناك تباين في الرؤى حول المخرج من هنا الجحيم .
س : الإعلام هو واحد احد – الوسائل التي عملت على إبراز القضية الجنوبية إلى السطح؟فمن خدم الحراك أم الإعلام ؟ .
ج: ان العلاقة بين الجانبين علاقة جدلي بالتأكيد . فالإعلام له دور –لا ريب في ذلك لكن دعنا نتساءل لماذا كان الحراك الجنوبي لم يولد وتتعاظم فاعليته , هل كان الاعلام سيولد حراكا شعبيا سياسيا بالعكس كانت وقائع واحداث الحراك تمثل مادة وعلامية من وظيفة الاعلام ان يوصلها عبر وسائله . فالاعلام من وظائفه نقل المعلومات الحقائق للقارئ للمشاهد والمستمع .
ثم أن الاعلام لم يعمل كله لصالح ابراز القضية الجنوبية , وانما جزء منه , لا سيما الاعلام الاهلي المستقل , بيد ان الاعلام الرسم المتواطئ لم يخدم الحراك بل عمد الى تشويهه وتزيف مضامينه لاشك بان لو لا وسائل الاعلام لما تجاوز صوت الحراك حدود المنع الرسمية ولذلك خدم الحراك . لكن الاعلام ينقل الحديث ولا يصنعه .
س : اذن كيف تقيمون دور الإعلام في الحراك بشكل خاص والقضية الجنوبية بشكل عام ؟ .
ج: ليس اكثر مما قلته في السؤال السابق . واذا اضفت فاقول بان الحراك يفتقر للوسائل الاعلامية الخاصة , ولم يهتم بالوسائل الممكنة للنشر والتعبئة , ومكتفيا بالفعاليات الخطابية , صورة طبق الاصل لماهيته العفوية التي اتسم بها , وبما انه رفض شعبي باحث عن الخلاص من معاناة شاملة , استهدفت ماضيه وحاضره ومستقبلة فقد كان الاندفاع الشعبي الكبير غير قابل في البداء الى تنظيم صفوفه , لان ليس وليد فكرة وانما انفجار وعي عام بضياع وطن .
س : تعاملت السلطة مع الاحتجاجات في بداية الامر باذن من طين واخر من عجين ومع اتساع دفعة الحراك واشتداد زخمة غيرت اسلوبها في التعامل ولجات الى القضية الحديدية وهذا يعني ان السلطة تجيد التعامل مع الإستراتيجية والتكتيك , الم ترجعون ذلك ؟ .
ج: اولا ليس صحيحا بان السلطة لم تهتم بما يحدث تتظاهر بالتجاهل لكنها ترصد كل شيء . وكما سلف السلطة لن تستجيب لاي مطلب جنوبي ثم انها شرعت باستخدام العنف منذ 2اغسطس 2007م في عدن ثم في حضرموت 1/9/2007م ثم مذبحة الضالع 10/9/2007م وبعد ذلك مذبحة منصة الحبيلين 13/اكتوبر 2007م وصولا الى مذبحة الهاشمي 13يناير 2008م وما ان تشكل والوضوح في مفهوم القضية الجنوبية , في يناير 2008م وما تبع من خطابات في الفعاليات الى ليلة 31/3/2008م حين ثبت حملتها العسكرية بطابعها الارهابي وممارستها البوليسية المستمرة الى اليوم .
ان هذا الاجراء الهستيري لم يكن في تقديرنا , مبني على تكتيك سياسي مدروس ووصفه بذلك يتعارض مع طبيعة المواجهة بين شعب عزل وقوة عسكرية تنزل بكل اسلحته واليات الدمار والموت فما .......... التكتيك والبعد الاستراتيجي في عمل هستيري كهذا .
انما ما حصل ليس سوى حرب دفاعية عصابية عن غنائم حرب 1994م وعن إستراتيجية الغاء الجنوب وطمس هويته وبالقوة وحدها .
وازعم بان حملة الرهاب العسكري قد ساهمت ومازالت في تقديم قضيتنا بصورة اكبر امام العالم , مما لو انها لم تلجأ حالة الحرب والطوارئ والارهاب الرسمي .
اما عن فشل الحراك في التكتيك فصحيح من منطلق انه انه اتسم بالعفوية , وقادته جمعيات المسرحين العسكريين والمدنيين , ولم ينطلق عن كيان سياسي منظلم لكن التقييم في تقديري , ينبغي ان ينطلق من المضمون السياسي للقضية الجنوبية .
هل هي نتيجة ازمة سلطة سياسية ام وليدة منطقية لازمة الوحدة تحولت بحرب اجتياح الجنوب عسكريا عام 1994م الى احتلال عسكري كما تعرف .
قالاستراتيجية هنا لا تخضع لانصاف الحلول , وفي النضال السلمي الشعلبي العلي لنيل حف واصح يستحيل التحرك وفق رؤية تكتيكية محسوبة .
العمل السري هو المحتاج لبناء نظري يجمع بين الاستراتيجية والتكتيك لانه نشاط مقيد بشروط لا يخضع لها العمل العلني .
لكن ذلك لا يلغي حقيقة ان لكل قضية كبيرة , كقضيتنا لا بد من حامل سياسي قادر على ادارة الصراع بصورة انجح ولو اتبع سبيل النضال السلمي .
والسلطة لم تنجح في شيء بقدر ما اكدت بانها لا تملك اية شرعية سياسية على الجنوب غير شرعية القوة .
س : ملتقى التصالح والتسامح هل هو احد مكونات هيئة الحراك في المحافظة ؟
ج: لا لسنا من مكونات هذه الهيئة . نحن هيئة مستقلة في نشاطها عن هيئة الحراك .
س : لكن د. المعطري اكد في حواره مع صحيفة النداء بانه لا يوجد أي مسمى يقود الحراك في محافظة الضالع عير الهيئة التي يراسها صلاح الشنفرة . كيف تردون على هذا الطرح ؟
ج: هذا ليس صرحا . كمفهوم دلالي يعبر عن ضيق بالاخر على صعيد الذات المشكلة للحركة الشعبية الجنوبية وانما ذلك مؤشر خطر لمحذور اعادة انتاج الماضي ونحن لن نتعاطي معه واعتقد وبالتاكيد انه لولا هذا الانتفاخ غير الواعي , لما وجهت لي سؤالا تعجبيا كهذا . لان لن يجد مكانا له في والجرح وشركة الفعل ووحدة الغاية والمصير .
والواجب كما اعتقد –يلزما ان ننبه الى مخاطر البحث عن دور للذات على حساب قضية شعب وارض وتاريخ ... ان نكران الذات هي الصفة التي تتسم المناضلين المستعدين لتضحية وبمثل هؤلاء تنتصر الثورات . أي تناقض قصاي ان يمارس الانسان ما يزعم بانه يرفضه (لا تنهي عن خلق وتاني مثله **عار عليك اذا فعلت عظيم ) .
س : يبدوا ان التصالح والتسامح لم يات ثماره كما تطمحون , حيث برزت خلافات بين اطراف اللعبة في المعلب الجنوبي في الداخل والخارج . كيف تديرون هذا الخلاف في ظل غياب قواعد اللعبة (الرؤية ) المتفق عليها بين الجميع؟
ج: التصالح والتسامح قيمة دينية وانسانية في بعدها الاخلاقي , وكقيمة انسانية عليا , هي في الجنوب –فوق ذلك –حاجة سياسية اقتضتها فاجعة الجنوب الانسانية , فكانت الجسر الذي مرت عليه وحدة الجرح والارادة الجنوبية وعليه قادت جمعيات المسرحين العسكريين والمدنيين وبقية اشكال النضال الغضب الجنوبي وحركته السياسية القائمة . ان اهم ثماره هي توحيد ارادة الجنوبيين ووعيهم باهمية وحدثهم لانتصار قضيتهم .
وعند نتحدث عن وحدة ما لا نتجاهل نسبية الحقائق فلا توجد حقيقة مطلقة في الحياة. ويستحيل ان توجد وحدة في قالب ........ كما تصدرها لنا الايديولوجيا , ان الذي قاد الى اعلان 22مايو هو القصور الايديولوجي للوحدة القالبية وهو ما ادى الى انفجار ذلك القالب بحملته , ولا سيما الاشتراكي – الجنوب ونحن نعي استحالة وجود وحدة مطلقة ولابد من وجود تنوع وتعدد في المصالح التي تمثل ركائز الرؤي لدى الافراد والجماعات .
ونحن في ملتقيات التصالح والتسامح التي يراس هيئتها العياء المناضل (حسن احمد باعوم ) الذي يقبع في حفرة مظلمة تحت الارض في سجن امن سلطة صنعاء قد حددنا موقفنا من الوضع المفروض على ارضنا في 13نياير 2008م ووصلنا الى قناعة بان كرامتنا وحريتنا وحقنا في الوجود وكل ذلك مرهون بنيل حقنا الشرعي والعادل في ستعادة دولتنا المستقلة .
ونرى بان أي خيار اقل من ذلك , انما يخدم السلطة ويشير عن حرب 1994م ونتائجها وامور اخرى ليس هنا مكانها .
ولا نظن بان جنوبيا يقبل بمشروع سياسي يقودنا من جديد الى مسلخة وهم .. و لا افهم مقصدك من القول ب(اللعبة ) اما الرؤية السياسية فهي بالتاكيد تابعة من موقف كل طرف من الوضع اللاشرعي المفروض علينا منذ (7/7/94م ) . فمن يطرح مشروع الفيدرالية كالعطاس مثلا او غيره فهو يعني ان الوحدة قائمة ولا تحتاج الا الى اصلاح شكل النظام السياسي بتحويله من دولة بسيطة (مركزية) الى دولة مركبة (فيدرالية ) وهنا تسقط لاشرعية حرب 94م وهو مالا يخدم مصلحة الشعب في الجنوب , قد اتهم بالتطاول على من يسموهم القيادة التاريخية فليفعلوا فلست من انصار (الثقافة ............) .
بالنسبة للرؤي لدينا روية ونتهز الفرصة هنا لنعلن تاييدنا الكامل لمضمون رؤية ((اعلان عدن)) وتدعو من له رؤية ان يعلنها حتى تتحد الخيارات بوضوح امام الشعب وله ان يختار ما يعبر عن اماله وصلحته وحقه في العزة والكرامة .
س : يتعقد البعض بان الحراك ادى دوره في الجانب التعبوي والتحريض ولذا فهذا البعض يتوقع ان تنتقون الى مربع اخر في المحافل الدولية والاقليمية ؟
ج: نؤمن بان الدرو الحاسم في قضايا الشعوب هو العامل الداخلي لكن العامل الخارجي عامل مساعد بل مطلوب , لاسيما في قضية كقضيتنا حيث مازال ملف حرب 1994م منظورا امام مجلس الامن الدولي . وقد تمكنت الحركة الشعبية السلمية الجنوبية ان تقدم صورة واضحة للعالم عن حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال وهو يسلك طريقا نضاليا سلميا ليواجه بالقوة المفرطة وارتكاب المذابح الجماعية وبالحصار العسكري والارهاب الرسمي .. الخ .
ولا ريب ان يتكامل النشاط في الداخل والخارج وما يعوز هذا التناغم هو وحدة المفهوم للقضية الجنوبية حتى يفهم الاخرون (المراقبون) ماذا نريد ؟ وفي اعتقادنا بلوغ التعريف الموحد القضيتنا يبدا بتحديد الموقف من الوضع المفروض بالقوة على دولة الجنوب , وهل هو احتلال عسكري ام وحدة مختلفة تحتاج الى اصلاح ؟ المناضل النادر المثال (حسن باعوم ) قالها امام المحكمة الانكشارية بان الجنوب واقع تحت احتلال الجهورية العربية اليمنية . فهل مطالبة السلطة ان تعترف بالقضية الجنوبية – بما هو تراجع في الخطاب – يخدم قضية الجنوب .
ان خطابا كهذا يخذل قادة الحراك الصامدون في السجون ان لم نقل الشهداء والجرحى والشارع الجنوبي معني بتحديد خياره ليحول دون اضطراب الخطاب وضبابية المطالب .
س : رفع في بعض الفعاليات شعارات لا حزبية بعد اليوم . فهل تؤسس للدكتاتورية من الان ؟
ج: استطيع التاكيد وبشفافية بان الشعار لا يعني دفن التعددية الحزبية , كمضمون سياسي واعي , انما كان رد فعل على موقف احزاب المشترك من القضية الجنوبية , فقد شكلت تواما سياسيا لسلطة الحرب , هذا من وجه , ومن وجه اخر فان قضية الجنوب هي قضية دولة تحت الاحتلال , وشعب يناضل لاستعادة دولته فكيف يكن
اخضاعها لبرامج واهداف الاحزاب السياسية القائمة فنحن نعلم بان احزاب المشترك تمثل شمالا وجنوبا , ويستحيل ان تعترف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره ومن يعود الى سيادة لمشترك للاصلاح السياسي فسيقف على موقفها المثير للدهشة , حيث تشير ولاسرة الى (الوحدة اليمنية ) وما ارتبط بفشلها من وقائع وحرب كان الجنوب ضحيتها وكان تيار اصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي قد اوضح موقف الرافض لتلك المبادرة واظهر مخاطرها على الفضية الجنوبية .
اشاركك – اخي احمد – المخاوف من ان قسم الحسابات الشخصية –الاتانية في جر حركتنا السياسية الشعبية –لعفويتها – الى اعادة انتاج الماضي كما لاحظ الناس – في الضالع بالذات –ذلك كمؤشر خطر في تصريح د . المعطري لصحيفة (النداء) – سبق ردنا على سؤالكم حول ذلك – اما التاسيس للدكتاتورية , فلا اظن ان الزمن يسمح لاية قوى ان تنجح في ذلك .
هل انتم معارضة ام مقاومة ؟
ج: نحن طالبوا استرداد حق سيادي ثقافي وقانوني مغتصب . أي اننا لا ننقي الى مفهوم المعارضة السياسية .
هل هذا يعني ان العودة الى ما قبل 22 مايو ضرورة وليس خيار؟
ما يحفظ عزة وكرامة الانسان ويصون حقوق ادميته هل يصبح خيارا ام ضرورة موضوعية ؟ ثم امن العدل , بمكان ان برغم شعب الجنوب ان يكون قربانا لمعبد الهه سبئية معاصرة.. وحدة لم تتم ؟
وكان اعلان (ج . ي . د ) في 21/5/1994م كما في نص البيان اما اليوم فقد غدا ضرورة الموضوعية وهو حق لا يدان الا من قبل القاتحين –الغانمين الذين يشنون حرب ارهابية الطابع اليوم دفاعا عن القيمة والقيمة وحدها.
س: إذن انتم تتفقون مع السلطة على تضييق الخيارات بتحويلها الى ضرورة ؟
ج : هات لي خيارا يكفل حق شعب الجنوب في الكرامة والعزة وفي ارضه وخيراتها ويضمن حريته المحاصرة بألوية الجيش الشمالي وثكناته التي تحاصر المدن والقرى ويا خراج هذه القوات العسكرية والأمنية وإعادة كل ما سلب ونهب ودمر , عندئذ يمكن التحدث عن خيارات لكن ذلك هو المستحيل والسلطة لا تتفق مع أي طرح جنوبي الا بما يخدم مصلحتها في الاستحواذ على السلطة والثروة واستمرار الجنوب منطقة نفوذ وغنيمة .
س : وكيف تقيمون علاقتكم مع المعارضة السياسية ؟
ج: ان تواطؤ المعارضة السياسية مع حرب 1994م ونتائجها –دعك من المشاركة فيها , كما في حال حزب الاصلاح – افقدها التميز عن السلطة ان لم تكن اكثر حرصا في ادبياتها على الغاء الجنوب – الدولة ليس من معادلة الوحدة وحسب , بل ومن تاريخه كدولة طرف في مشروع اتحاد فاشل .
ولون ان المعارضة اخذت بما طرحه تيار اصلاح مسار الوحدة في الاشتراكي قبل اكثر من عشر سنوات . بدل اتهام هذا التيار بالعمالة للسلطة وقيادة مشروع صغير بايعاز سلطوي – كما كانوا يتحدثون –لو كانوا فعلوا ذلك فلربما كنا في وضع سياسي غير الذي نحن فيه اليوم , ولكن مطلب العودة الى ما قبل 22مايو 1990م خيارا وليس حقا وضرورة موضوعية , بعد ان اثبتت السنين المرة اسحالة التعايش .
وبالمناسبة استطيع –كراي شخصي –ان امنح المرصد اليمني لحقوق الانسان دورا اكبر واصدق من دور احزاب المعارضة (المشترك) بشان جرائم القتل والاعتقالات التي جرت وتجري بحق ابناء الجنوب منذ ابريل الماضي ويمقدورك ان تضع مقارنه بين اهتمامها بسجين الراي (فهد القرني ) وبقية المعتقلين .. يستحق الفنان (فهد القرني ) قوافل المتضامنين من كل المحافظات فهو الاخر معتقل سياسي , لكن الا يستحق المناضل باعوم ورفاقه بعضا من الاهتمام الذي حظي به (القرني ) اجزم بالقول لو ان القرني يعلم ذلك التمييز في التعامل مع المعتقلين لرفض هذا السلوك . واسال انت عن السبب أو دع للقارئ الحكم .
س: كونكم قد ذكرتم اصلاح مسار الوحدة وبصفتكم احد أعضاء التيار هل تشعرون ان الشارع الجنوبي قد تجاوز ذلك؟
ج : لا شك ، كان تيارنا يعتقد بان الاشتراكي مسؤول سياسيا واخلاقيا امام شعب الجنوب الذي قاده الى وحدة غير مدروسة أوصلته الى الجحيم وان – الاشتراكي – قادر من موقعه ان يسرع في ازالة اثار الحرب واصلاح مسار الوحدة , بيد انه امتنع عن هذا الدور , ولا ياخذ برؤية التيار الا نهاية 2007م وكان الزمن قد يجاوز طرح تيارنا وارتفع الوعي بالقضية في الجنوب ليصبح مطلب استعادة الدولة هو مضمون القضية الجنوبية في الشارع السياسي الجنوبي .
س : وماذا عن علاقتكم بقيادة الحزب الاشتراكي ؟
ج: الأمين العام للاشتراكي قال بما معناه , اننا نتضامن ونتعاطف مع الحراك الجنوبي ولكنا لسنا مسوؤلين عليه وكان ذلك موقفا سياسيا سليما ويشق مع ماهية الحراك السياسي والقضية الوطنية الجنوبية موقف الاشتراكي الأخير من قضية سجناء الرأي الجنوبيين كان متميزا وسيحسب له بالتأكيد إذا اوصل التمسك بمواقفه المعلنة إزاء المعتقلين السياسيين . وقيادي في المشترك كتب داعيا المشترك إلى مقاطعة الانتخابات 2009م النيابية , لماذا ؟ براية من اجل أن تظهر الأزمة بأنها أزمة سلطة وليس أزمة وحدة فلان أبناء الجنوب لن يشاركوا فيها , فالأفضل ان يقاطع المشترك ليسقط دالة رفض الجنوبيين للوحدة نتساءل عبركم لمصلحة من هذا التكتيك يا أستاذ محمد عبد الملك المتوكل . واسأل هل قيادة الاشتراكي ستواصل لعب دور شاهد الزور في الانتخابات تعيد إنتاج سلطة الحرب ؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.