هبطت بسلام طائرة صغيرة من طراز سيزنا أصيب طيارها بالعمى بشكل مفاجئ عندما كان يحلق على ارتفاع 4572 مترا بمساعدة طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطانية. وكان جيم اونيل ،65 عاما، انطلق بطائرته الصغيرة ذات المقعدين من احد مطارات سكوتلندا باتجاه مطار بلدة كولشستر القريبة من لندن لكنه أصيب بجلطة دماغية أدت إلى إصابته بالعمى وهو في الجو. وتم استدعاء طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو الملكي للمساعدة في توجيه الطائرة للهبوط بسلام. فقامت الطائرة العسكرية بالطيران قرب الطائرة المنكوبة وقام بتوجيه الطيار المصاب بواسطة الاتصال اللاسلكي نحو إحدى القواعد الجوية القريبة. وكان الطيار الذي لديه خبرة طيران تتجاوز 18 عاما واجه هذه المشكلة يوم الجمعة الماضي أثناء تحليقه فوق قاعدة جوية مما اضطره إلى توجيه نداء استغاثة عبر الراديو. وصرح قائد العمليات في قاعدة لينتون اووز الجوية التي ساعدت الطائرة على الهبوط أن الطائرة كانت تطير فوق قاعدة ليمينج الجوية عندما لاحظ الطيار انه غير قادر على رؤية أجهزة التوجيه في الطائرة معتقدا أن ذلك ناجم عن ضوء الشمس مما اضطره إلى توجيه نداء استغاثة. قام المسئولون في قاعدة ليمينج بإعلام قاعدة لينتون اووز الجوية عن وضع الطائرة. اتصل المسئولون في قاعدة لينتون اووز بالطيار فاخبرهم بأنه يرغب بالاستمرار في التحليق. لكن المسئولين عن الحركة الجوية لاحظوا أن الطائرة تنخفض وتنعطف فحاولوا مسئولو الحركة الجوية توجيه الطيار للهبوط في مطار فول ساتون القريب من يورك لكنه لم يستطع الهبوط بالطائرة فتولت المهمة قاعدة لينتون اووز الجوية. وأضاف قائد العمليات في قاعدة لينتون اووز أن الطيار لم يستطع رؤية المهبط في القاعدة ولاحظنا عليه الاضطراب فقررنا إرسال طائرة لنجدته. قام مدرب الطيران بول جيرارد بقيادة طائرة من طراز توكانو على بعد 50 مترا من الطائرة المنكوبة من اجل إرشاده صوتيا إلى المهبط. فكان جيرارد يوجه الطيار للاتجاه إلى اليمين و إلى اليسار واتخاذ الإجراءات التي تسبق الهبوط. وحتى عندما أصبح الطيار المصاب على بعد أمتار من المهبط لم يستطع رؤيته وفي آخر لحظة شاهد المهبط وتمكن من الهبوط وإيقاف الطائرة في آخر المهبط. وأضاف ضابط العمليات أن طيارينا يقومون من حين إلى آخر بتوجيه الطائرات التائهة ومساعدتهم على الهبوط لكننا لم نقم حتى ألان بمساعدة طائرة يقودها طيار أعمى على الهبوط. وبعد الفحوصات الطبية للطيار المصاب من قبل الأطباء في القاعدة الجوية تم تحويله إلى احد المشافي القريبة بسبب وضعه الحرج.