تعثرت جهود الوساطة السعودية للمصالحة بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح .. فيما تفاقمت حدة الاشتباكات المسلحة في محافظة الجوف شمال شرق صنعاء، التي اندلعت منذ الاثنين وحتى فجر أمس ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينما قتل مسلحو تنظيم القاعدة يمنيين في محافظة حضرموت. وقالت مصادر سياسية يمنية ان الجهود التي يبذلها موفد الملك عبدالله بن عبد العزيز للمصالحة بين هادي وصالح لا تزال متعثرة بسبب الخلافات العميقة بين الجانبين. وبحسب المصادر، فإن السفير السعودي السابق لدى صنعاء علي بن محمد الحمدان، والذي يتولى ملف اليمن في الخارجية السعودية، التقى الرجلين لكن هادي اتهم نجل الرئيس السابق بإمداد الحوثيين بالأسلحة، كما اتهم صالح بدعم الأعمال التي تؤدي إلى تقويض العملية السياسية. وذكرت المصادر ل «البيان» أن هادي أصر على ضرورة أن يغادر صالح موقع رئاسة حزب المؤتمر الشعبي، وأن يتوقف عن ممارسة اي نشاط سياسي، باعتبار أن ذلك سيساهم في الاستقرار ويقوي مركز السلطة في مواجهة تمدد الحوثيين، وايضا نفوذ حزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر. إلا ان صالح رد بنفي تلك الاتهامات، وطالب بأدلة تثبت ذلك، واتهم الرئيس هادي بالتحالف مع خصومه ومخالفة بنود المبادرة الخليجية التي لم تنص على العزل السياسي، ومحاولة الالتفاف على الحصانة التي منحت له. ميدانيا، أعلنت مصادر يمنية أن حصيلة ضحايا الاشتباكات بين قوات الجيش والقبائل المسلحة من ناحية ومسلحين حوثيين من ناحية اخرى في الجوف بلغت ما لا يقل عن 30 يمنيا بين قتيل وجريح. وقال مبارك العبادي رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني من اجل الإصلاح، وهو من «الاخوان المسلمين»، إن المسلحين الحوثيين هاجموا موقع الصفراء العسكري، في محاولة لاستعادته من أيدي قوات الجيش التابعة لمعسكر معين والقبائل. ويعتبر الصفراء موقعاً استراتيجياً كونه يربط محافظة الجوف ببقية محافظات الجمهورية اليمنية، إضافة الى ذلك فهو طريق دولي الى المملكة العربية السعودية.