أفادت مصادر يمنية أمس بأن المسلّحين الحوثيين باتوا يطوّقون محافظة تعز التي تشرف على مضيق باب المندب من ثلاث جهات بعد استيلائهم على مديريات عدة في محافظتي إبوالحديدة، فيما تظاهر أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد عقوبات دولية وشيكة عليه من مجلس الأمن، توازياً مع تظاهرات لأنصار الحراك الجنوبي تطالب بالانفصال. وقالت المصادر اليمنية ل «البيان» إن المسلّحين الحوثيين استولوا أمس على مديرية مذيخرة المجاورة لمديرية شرعب في محافظة تعز، كما أنهم استولوا على مديرية جبل رأس التابعة لمحافظة الحديدة، الحدودية لتعز وسط معلومات عن وجود عدد من المسلّحين الحوثيين في مديرية هجدة والمخا وشرعب في المحافظة. وطبقاً لمصادر محلية في محافظة إب، فإن الحوثيين سيطروا على مديرية مذيخرة بعد مواجهات مسلحة بين اللجان وعناصر تنظيم القاعدة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وأفادت أن مسلحي «القاعدة» انسحبوا من مرتفعات زلمان الواقعة بين مذيخرة ومنطقة ايفوع المحاذية لمديرية شرعب السلام بمحافظة تعز، وأنهم يتمركزون في مركز السارة. وإذا تمكن الحوثيون من إسقاط تعز، فإنهم بذلك يكملون سيطرتهم على جميع المحافظات التي كانت تشكل دولة شمال اليمن قبل الوحدة باستثناء محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز. كما أن السيطرة على محافظة تعز تعني السيطرة على مضيق باب المندب الذي يتبع إدارياً مديرية ذباب، كما سيمكنهم من السيطرة على ميناء المخا التاريخي. أنصار صالح في الأثناء، تظاهر عشرات الآلاف من أنصار علي عبدالله صالح للتنديد بتوجه مجلس الأمن لفرض عقوبات على الرجل المتّهم بدعم الحوثيين في السيطرة على معظم محافظات الشمال. وألقى القيادي في حزب صالح والحليف البارز لجماعة الحوثي علي سنان الغولي كلمة في الحشد دعا فيها المبعوث الدولي جمال بنعمر والسفير الأميركي إلى مغادرة البلاد. وأضاف الغولي الذي شارك في إسقاط مدينة عمران بيد الحوثيين: «لم نسمع أن رئيس البلاد يتآمر على مواطنيه وترحيلهم قسراً»، على حد تعبيره. وخاطب الرئيس عبد ربه منصور هادي قائلاً: «أنت خيبت آمال الشعب ولا تستحق المكان الذي أنت فيه»، على حد وصفه. وكان المتظاهرون ادوا صلاة الجمعة في ميدان التحرير ثم تلي بيان باسم المتظاهرين أعلنوا ادانتهم واستنكارهم للتلويح بعقوبات ضد يمنيين. وعقب ذلك، توجهوا في مسيرة من الميدان إلى منزل صالح لإعلان رفضهم للتهديد بالعقوبات. ولاحظت «البيان» غياباً شبه كامل للقوات عن محيط منطقة التظاهر والشوارع المجاورة، فيما تواجد حوثيون يرتدون اللباس الرسمي لقوات الأمن ويتنقلون بسياراتها، كما قام مسلّحون من القوات التي لاتزال تتبع الرئيس السابق بالتواجد في ساحة الاعتصام. وكان للمسلحين القبليين حضور لافت في التظاهرة حيث وصلوا على مجموعات تردد الأناشيد القبلية المعروفة باسم «الزوامل»، كما لوحظ وجود قادة عسكريين بارزين من اتباع الرئيس السابق في التظاهرة. الحراك الجنوبي وفي الجنوب، احتشد آلاف من أنصار الحراك الجنوبي في ساحة الاعتصام المركزية «العروض» وسط مدينة عدن لتجديد المطالبة بانفصال جنوباليمن عن شماله. وعقب صلاة الجمعة التي أقيمت في الساحة، ردد المشاركون هتافات مناوئة للسلطة والوحدة اليمنية ورفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة وصور عدد من قتلى الاحتجاجات التي نفّذها الحراك منذ انطلاقته في 2007 في ساحة العروض التي يقيم فيها اعتصامه الحالي. وقال خطيب الجمعة وضاح الصبيحي إن «الجنوبيين سيستعيدون دولتهم رغم المعوقات وعدم اعتراف الدول بقضيتهم». ودعا المشاركين إلى «نبذ الخلافات وعدم نشرها، والكف عن الاتهامات والتخوين». وتأسس الحراك الجنوبي في 2007، ويضم أكثر من 20 مكوناً، أغلبيتهم يطالبون بالاستقلال عن الدولة اليمنية، فيما شارك آخرون في الحوار الوطني (انتهى في يناير الماضي)، ويطالبون بوضع خاص لجنوباليمن في دولة فيدرالية دون انفصال. في سياق آخر قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصيب آخرون من مسلحي جماعي الحوثي (أنصار الله) ليل الخميس/الجمعة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقال مصدر قبلي من مدينة البيضاء إن عناصر مسلحة تابعة لجماعة أنصار الشريعة المنتمية لتنظيم القاعدة هاجمت نقطة للحوثيين في منطقة دار النجد.. وكان الهجوم مباغتاً أعقبته اشتباكات عنيفة وقصف بالأسلحة الثقيلة. وأوضح المصدر أن عشرة أشخاص على الأقل من الحوثيين قتلوا فضلاً عن إصابة آخرين، وأشار إلى أن الحوثيين انسحبوا من تلك المنطقة ومن مناطق أخرى خوفاً من هجوم آخر.