اتجه الحراك الجنوبي بمحافظة عدن (كبرى المدن اليمنية الجنوبية) نحو توحيد صفوفه للضغط على الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الحالية لتنفيذ مطالبه التي تتمثل في الانفصال عن الشمال الذي دخل معه في وحدة اندماجية عام 1990. ويقيم أنصار الحراك الجنوبي اعتصاما مفتوحا بساحة العروض بخور مكسر كبرى الساحات بمحافظة عدن منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للمطالبة باستعادة دولته الجنوبية التي قال إن الشماليين استولوا عليها بعد حرب طاحنة عام 1994. وقام القيادي عبد الرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة الجنوب العربي (الرابطة)، بمغادرة عدن متجها إلى محافظة حضرموت في خطوة نحو توافق الصف الجنوبي، وذلك من أجل تشكيل قيادة جنوبية موحدة، فيما قامت اللجنة التنظيمية بساحة الاعتصام بخور مكسر بالإعلان عن توحيد أسماء الخيام وإزالة اللوحات السابقة التي تعبر عن الجهة الموجودة داخل الخيمة وذلك لإزالة المناطقية وتوحيد الجنوبيين. وقال رئيس اللجنة الإعلامية لساحة الاعتصام عبد الله الدياني، ل«الشرق الأوسط»، إن هذه خطوة جيدة نحو توحيد المطالب، مؤكدا سعيهم نحو التصعيد السلمي الذي قال إنه سيبدأ في ال30 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي حتى يتحقق الاستقلال للدولة الجنوبية. ويعد القيادي عبد الرحمن الجفري أحد القيادات الجنوبية البارزة، حيث كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الحكومة التي تأسست في 21 مايو (أيار) 1994 في الجنوب، لكنه خسر منصبه سريعا بسبب حرب صيف 1994 بين شمال اليمن وجنوبه. ويترأس حاليا حزب رابطة الجنوب العربي (الرابطة)، بالإضافة إلى ترؤسه لمجموعة من القادة الاشتراكيين السابقين الذين فروا من البلاد عام 1994. وحول تشكيل الحكومة الجديدة وكيف أثرت في ساحة الاعتصام قال عبد الله الدياني، ل«الشرق الأوسط»، إن تشكيل الحكومة لم يؤثر إطلاقا على الساحة، حيث اعتبر أنصار الحراك الجنوبي المقيمون في الساحة أن تشكيلها في الوقت الراهن مجرد «مهزلة»، وهي لا تعنيهم، مؤكدا توجههم نحو التصعيد، قائلا إن اللجنة الإشرافية تقوم باجتماعات يومية وستطلعهم على الخطوات التصعيدية خلال الأيام المقبلة. وبالنسبة للأنباء التي تحدثت عن تقدم الحراك برسالة إلى الأممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وإعطائهم مهلة 10 أيام لعقد جلسة طارئة لاتخاذ قرار بمنح الجنوب حق تقرير مصيره، قال الدياني ل«الشرق الأوسط» إن ذلك لم يتم الإعلان عنه رسميا، وكانت هناك أنباء تتداول حول ذلك، إلا أنه لم يعلن عن أي شيء رسمي في ذلك حتى اللحظة. في ذات السياق وصف القيادي البارز الدكتور عبد الحميد شكري – رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستقلال الجنوبي ل" التغيير" , " تشكيل الحكومة في صنعاء جاءت لمواصله التغطيه على الصراع على السلطه فيها ولكن ذالك لم يتم حيث شاهدنا ونلمس جميعا اشتداد الصراع بين القوى المتصارعه على السلطه وبتسميات مختلفه وسقوط مئات من القتلى والجرحى في الحروب المختلفه بتسميات اطرافها وحصيلتها الخسائر البشريه والماديه ومايترتب على ذالك من آلام اجتماعيه ستجر نفسها طويلا على اليمن الشقيق ةالجنوب العربي المحتل ". وأضح الدكتور شكري بالقول " نحن في الحركه الشعبيه الجنوبيه التحرريه ندرك محاولات حكومه الاحتلال وصانعيها للنيل من صمود شعبنا الجنوبي ونضاله من اجل الحريه والاستقلال من خلال ابراز محسوبين على الجنوب ولكنهم لايمثلوا الا اتفسهم ومايقدمون عليه تعد خبانه لقضية شعب الجنوب العربي المكافح من اجل حريته واستقلاله ولدماء شهداءه وهذا النهج لن ينتهي منذ احتلال الجنوب في العام 1994م وماهو موجود اليوم بعد اعلان الحكومه هو تصعيد جديد في اليمن الشقيق ينذر بانفجار الاوضاع وهو ماسبؤثر على اليمن والجنوب العربي المحتل ونحن لاننتظر من حكومه الاحتلال الى مزيدا من ارتكاب الجرائم ومحاولة التشويش على قضيتنا وثورتنا التحرريه ولكن ذالك سيسقط بفعل عزيمة شعبنا الجنوبي واصراره على رحيل الاحتلال اليمني والتسليم بحقه في الحريه والاستقلال". واختتم شكري, قائلا " ماتسمعونه من سيطرة الحوثيين على منطقة دمث اليمنيه وهي ليست جنوبيه بل ادرجت ضمن الضالع الجنوبيه بعد الاحتلال والحوثيين لن يتجهوا الى الجنوب وكل هذا يدل على ان الحكومة لا قيمه لها بل ان المليشيات المختلفة هي صاحبة القرار".