أعلنت الهيئة الوطنية للصلح والسلم والبناء في مؤتمر صحفي اليوم بالعاصمة صنعاء عن مبادرة لإنهاء الحرب واستئناف حوار الحل السياسي. عقد بالقاعة الصغرى لمركز الدراسات والبحوث اليمني. وكان المناضل محمد عبد الله الفسيل رئيس الهيئة قد أوضح أن هذه الهيئة قد تكونت بدافع ديني وطني وأنساني كونتها عناصر مختارة من الأكاديميين والإعلاميين والمحاميين والأطباء ومن شخصيات مؤهلة هدفهم إنهاء الحرب العبثية والعودة إلى السلم والبناء. ودعا الفسيل كل الفئات الداخلية وكل الأطراف الخارجية التي تدخلت وشاركت في هذه الحرب المدمرة إلى وقف إطلاق النار فورا في جميع المدن والمناطق حقنا لدماء المسلمين ودفعا للحروب التي تدمر اليمن أرضا وبشرا. وانسحاب القوى المتحاربة انسحاباً آمناً ومتزامناً من جميع المدن والمناطق السكنية إلى مواقع متفق عليها تمهيداً للانسحاب الشامل وتطبيع الأوضاع والعودة إلى الحوار وحل الأزمات حلاً سياسياً سلمياً. مؤكداً على دعوة الجميع إلى سد الذرائع، وأن تكون الخيارات الاستراتيجية خيارات لصالح السلام وإنهاء الحرب. وأكدت الهيئة أن هذه المبادرة جاءت "إنطلاقاً من المسئولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية التي تحتمها علينا هويتنا وانتماؤنا لتربة هذا الوطن، وحرصاً منا على أمن واستقرار بلادنا وتجاوز أخطار وتداعيات كافة الازمات والصراعات والتحديات الجمة والمعقدة التي تعصف به اليوم، وفي مقدمتها الحروب الداخلية والخارجية، الى جانب انهيار الوضع الانساني، وتفاقم حجم المعاناة التي يتجرع مرارتها غالبية اليمنيين. واستناداً الى ظروف ومعطيات اللحظة الراهنة، وما يشهده واقعنا السياسي من انسداد وتعقيدات وانقسام وتشظي، ومواكبةً للمساعي الأممية وللجهود التي تبذلها بعض القوى الوطنية الرامية للتوفيق بين القوى والمكونات السياسية، ووضع حد للأزمات والحروب الخطيرة والمتفاقمة التي تعصف باليمن وأبنائه يوما بعد يوم، والتي تنذر جميعها بإنزلاق البلد الى هاوية الفوضى". مؤكدين "أن جميع أعضاء (الهيئة الوطنية للصلح والسلم والبناء) أرتو التقدم بمشروع هذه المبادرة التي يروى أنها قد تسهم إسهاماً إيجابياً لإيقاف الحرب الداخلية والخارجية وعودة المكونات السياسية للحوار السلمي وصولاً إلى بناء الدولة. ويضعون هذه المبادرة أمام مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الأممي الى اليمن، وكل القوى والمكونات السياسية، ونحمل الجميع مسؤولية وقف إطلاق النار وسرعة إنهاء الحرب الداخلية والخارجية، وندعو جميع القوى المتحاربة إلى امتلاك الشجاعة في إنهاء الحرب إنقاذاً لها وإنقاذاً لليمن من الانهيار السياسي والاقتصادي الشامل ومن المعاناة الانسانية للإنسان اليمني بسبب الحرب والحصار البحري والبري والجوي". وقد تكونت المبادرة من محورين هما: التمهيد لإنهاء الحرب الداخلية والخارجية وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي. والانتقال إلى الحوار وحل الأزمات سلمياً، وصولاً إلى استعادة وبناء الدولة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بطريقة عملية متفق عليها يمنياً بين المكونات السياسية اليمنية. كما تضمنت المبادرة على إجراءات وآليات لإنهاء الحرب الداخلية والخارجية، وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي، والعودة إلى الحوار السلمي وحل الأزمات سلمياً وبناء دولة الجمهورية اليمنية المدنية الديمقراطية الاتحادية العادلة. وتم في المؤتمر الصحفي إعلان وقراءة نص المبادرة وتوزيعها على الحاضرين. الجدير بالإشارة أن الهيئة الوطنية للصلح والسلم والبناء تعتبر نفسها إمتداداً أو خلفاً "للجنة الشعبية للتقريب بين المكونات السياسية" التي تكونت في أواخر شهر أكتوبر 2014م برئاسة علم يمني هو الدكتور عبدالعزيز المقالح، وشارك في تكوينها حينها الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل. وتوجت بإعلان (بيان) شامل وقعته كافة المكونات السياسية اليمنية والذي كان من أهم أهدافه منع تحول الصراع السياسي إلى صراع طائفي دموي مدمر.