في إطار التنسيق بين جامعة عدن ورابطة التربية الإسلامية وتحت رعاية رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/ عبد العزيز صالح بن حبتور.ألقى صباح اليوم الاثنين الداعية و المفكر الإسلامي/ أبو بكر العدني بن علي المشهور الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية، محاضرة في كلية التربية بعنوان " علاج أزمتنا التربوية بالدمج بين التعليم الأكاديمي و الأخلاق النبوية " . في البدء ألقى الأستاذ/ يعقوب عبد الله قاسم عميد كلية التربية كلمة ترحيبية رحب فيها بالعلامة المشهور كونه يجسد صورة للوفاء لهذه المؤسسة التربوية لأنه كان من طلائع طلابها في السبعينات، وجاء الآن محاضراً فيها. مرحبا بالدكتور برئيس الجامعة مثنيا على حرصه على مشاركتهم في تنظيم وحضور هذه اللقاءات وما لها من أهمية ودور فعال في خدمة المجتمع. تلى ذلك كلمة الأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن والذي أبتدأ هو الاخر حديثه بكلمة شكر لعمادة الكلية وجميع الحضور ورحب بالعلامة/ المشهور مبدياً إعجابه بما يطرحه من أفكار نيرة ومنها المدرسة الوسطية وما تتداوله وسائل الإعلام عنها، وأشاد بمشواره العلمي إذ يُعد مفخرا للكلية كونه أحد خريجيها، وهو اليوم احد علماء هذه الأمة الإسلامية، ممن يهتمون بقضايا الواقع المعاصر الذي شابه التشدد والتزمت حتى في وسطنا التعليمي ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى إيجاد مفاهيم وأفكار تعيد ترتيب الواقع ويتحقق من خلالها التوازن و الوسطية الذي يفتقر إليه طلابنا. ليبدأ بعد ذلك الداعية والمفكر الإسلامي العلامة أبوبكر المشهور بمحاضرته مرحبا بالجميع، شاكرا الدكتور/ حبتور على إطرائه وكذلك العميد على حسن الاستقبال والترحيب مذكرا بما ناله من نصيب وافر من العلم والمعرفة في هذا الصرح الشامخ مبدياً إستاناسه وفرحه بزيارته اليوم إليها لإلقاء هذه المحاضرة. وأوضح انه وبقراءة مسهبة لواقع مجتمعنا المعاصر نجد المجتمع العربي و الإسلامي يعيش أصعب أزمة تمر به في شتى المجالات، ومن الملاحظ أن هذه الأزمة تتضح بشكل جلي في مواقع ومراكز التعليم وقال " يجب علينا العثور على الحلول وذلك على أساس التشخيص الصحيح ومعرفة العلل الحقيقية حتى يتم علاجها " ومن هذا المنطلق يرى المشهور ضرورة الدمج بين العلم النظري الأكاديمي والأخلاق النبوية حتى نعيد مفهوم التوازن في الحياة, كما جاء في حديثه أن الحضارة والتطور الذي يعيشه العالم اليوم شئ مطلوب ولابد منه لمواكبة العصر, وأن العلوم النظرية نحن في حاجة إليها كحاجتنا إلى الجانب الروحي والذي لن نجده إلا بالدمج بين التعليم الأكاديمي والأخلاق النبوية وعلى أساس ذلك ستتكون لنا نظرة موسعة للواقع والتي من خلالها نتعرف على الهدف الأسمى من التعليم الأكاديمي وجعله قضية يرجى تحققها وليس مجرد وظيفة الغرض منها الجري وراء المصالح الدنيوية وتطبيق قاعدة (الشهادة – الوظيفة – الراتب) وأشار إلى ضرورة تصحيح الكثير من المفاهيم والشعارات الماسونية الخاطئة التي غزتنا وانتشرت بين أجيالنا وإبدالها بمفاهيم تتوافق وأخلاقيات مجتمعنا الإسلامي. وبعد ذلك دعا إلى الربط بين الدين والتاريخ لما في الأخير من أحداث وحقائق نستفيد منها في كيفية تعاملنا مع أحداث عصرنا وما نعانيه من تصدعات واصطدامات، فكثير من هذه الوقائع ذكرت في القران الكريم فهي تعد من أقوى الدلائل على أهمية الربط بين التاريخ والديانة. وحذر العلامة المشهور أن أمتنا اليوم تعاني من استعمار خطير وهو مبني على الأفكار الهدامة التي توجهها فئات إلينا تعمل على منهج التحريش والتشويش بين فئات المسلمين, فنحن نعيش واقعاً مؤسفا أراد الغرب بوضعنا في أحقر الأماكن بممارسته سياسته البذيئة والخبيثة وهي سياسة (التطويع -والتطبيع – والتجويع). واختتم محاضرته بأن منهج الإسلام ليس منهج تنافر وتنازع حول قضايا رخيصة تافهة لذا يجب علينا نزع ذلك الفكر الشيطاني الناري الناشر للتعصب والغلو وإحلال الفكر النبوي الداعي إلى الخير والسلام. وفي نهاية المحاضرة فُتح باب الأسئلة والنقاش وكانت هناك بعض المداخلات البناءة والتي أجاب العلامة المشهورعليها .