عقدت بمدينة زبيد ندوة علمية على طريق الترجمة العملية لقرارات وتوصيات المؤتمر الدولي للوسطية الشرعية والاعتدال الواعي مدرسة حضرموت أنموذجا الذي عقد بمدينة تريم أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي . نظمت الندوة إدارة الأربطة العلمية بزبيد تحت شعار ( زبيد ودورها العلمي والثقافي في إرساء دعائم مجتمع الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي). وفي الجلسة الافتتاحية للحوارية ألقيت كلمات من قبل مدير مديرية زبيد عبدالله المضواحي و عن إدارة الأربطة الإسلامية بزبيد ألقاها العلامة أحمد محمد البطاح وعن كلية التربية بزبيد للدكتور حميد عوض رحبت في مجملها بالداعية والمفكر الإسلامي العلامة أبو بكر العدني بن علي المشهور في مدينة زبيد . وأشارت إلى فضل العلماء ودورهم في نشر العلم وتصحيح وتوضيح مبدأ الوسطية الشرعية، وأكدت على أهمية الربط بين العلم الشرعي والأكاديمي باعتبار العلم الشرعي من المكملات الأساسية للعلم الأكاديمي. ونوهت الكلمات بأهمية مثل هذه الفعاليات وأثرها في توعية الشباب والمجتمع. عقب ذلك ألقى المفكر والداعية الاسلامي أبو بكر العدني بن علي المشهور محاضرة بعنوان ( زبيد ودورها العلمي في إرساء دعائم مجتمع الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي ) تحدث فيها عن تاريخ علماء زبيد الحافل بتطبيق منهج الوسطية الشرعية القائم على كتاب الله وسنة رسوله . وأشار إلى آثار المرحلة المعاصرة التي أفرزت جيلاً مادياً تهمه الشهادة والوظيفة غيرها من مفردات العصر الحديث، بعيداً عن العلم الحقيقي.. موضحاً أهمية الاستفادة من الجامعة والمدرسة الأساسية ومخرجاتهما ومن التعليم الأبوي الشرعي المسند الذي عُرفت به زبيد وتريم وصنعاء وغيرها من المدن .. مشدداً على أهمية الجمع بين العلم الشرعي وهو ( علاج الأزمات ) والعلم النظري الأكاديمي (علاج الخدمات)، كما قال محذراً من أن يصبح العرب أضحوكة للشعوب والأمم من خلال تطبيق شبابنا ومجتمعاتنا للأفكار الهدامة الوافدة من الغرب . وقدم العلامة أحمد غزي بحثاً بعنوان (العلاقة العلمية بين زبيد والحواضر الأخرى) استعرض فيه علاقة زبيد بتريم وعدن وتعز ودمشق والقاهرة وغيرها من الحواضر العلمية على مدى اثني عشر قرناً من الزمان ، مشيراً إلى أهم العلماء الذين وفدوا إلى زبيد من مصر والبلدان العربية الأخرى . فيما أشار الدكتور عبدالعزيز السقاف في بحثه المعنون ب ( واقعنا المعاصر وإعادة بناءه وتربيته على منهجية الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي ) إلى أهمية إعادة النظر إلى الواقع وبنائه على منهج الوسطية الشرعية بدون إفارط ولا تفريط بما يعود بالنفع على الأمة الإسلامية . وشدد السقاف على الاهتمام بشريحة الشباب من خلال الجمع بين العلم الأكاديمي والشرعي .