عبد الغني الصيادي رغم انني في الغالب انأى بنفسي عن التجاذبات والجدل في جل القضايا العقيمة إلا انه لابد من قول رأي وفصل خطاب ووجهة نظر في هذا اللغط والغلط. هاني رجل غادر البلاد ليصنع مجده بجهده، لا يزاحم أحدًا على منصب، ولا يتكئ على نفوذ، ولا يدّعي استثمارًا في أرضٍ ما وجد فيها موطئ قدم. ما عرفه الناس إلا بخلق كريم، وسيرةٍ طيبة، فلمَ كل هذا اللغط؟ ولمَ تتجه سهام النقد لمن لم يمدّ يده إلى مال عام، ولم يكن يومًا جزءًا من منظومة فساد؟ خرج من البلاد يبحث عن ذاته، عن فرصةٍ تصون كرامته وتحقق له ما عجز عنه وطن أنهكه الفساد وأرهقته التجاذبات. ورغم ذلك، لم يعرف الناس من هاني الصيادي إلا الخير، فلم يُسجّل له تعدٍّ، ولا ظهر منه تطاول، ولا حمل في مشروعه ما يسيء للوطن أو يُسيء إليه. فلماذا إذاً كل هذا النقد الجارح؟ ولماذا يُعلّق البعض خيباتهم على أسماء لا سلطة لها، ولا سطوة، ولم تَمدّ يدها على حقوق أحد؟ أليس الأجدر توجيه اللوم لأولئك الذين استلموا مقاليد الحكم، ونهبوا مقدرات الناس، وحوّلوا البلاد إلى ما يشبه الحطام؟ أما عن القضايا التي يُلوّح بها البعض، فهي – إن وُجدت – محصورة في إطار نزاع بين شركاء خارج الوطن، تُنظر أمام جهات مختصة ومحايدة، تفصل فيها القوانين لا الأهواء، وتُبت فيها بالأدلة لا بالافتراءات وتعلن احكامها في جهات رسمية لا مواقع التواصل. إن أحسن هاني، فلنفسه ومن حوله، وإن أساء، فعلى نفسه وحده. أما أن يُحمّل وزر غيره، وتُسلّط عليه الأضواء في غير محلها، فذلك ظلم لا يصمد أمام الإنصاف. دعوا الخلق للخالق، ووجّهوا أصواتكم ومواقفكم نحو من باعوا السيادة ونهبوا الثروة، وسرقوا الحلم من صدور البسطاء. فقد آن الأوان أن يُسمّى الفساد باسمه، لا أن يُغلف بذرائع تصرف الأنظار عن جوهر الكارثة.