أعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، أن إعلان دولة يمنية جنوبية مستقلة سيمهّد الطريق لإقامة علاقات مع إسرائيل. جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «ذا ناشيونال» الإنجليزية الصادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة. التطبيع وأوضح الزُبيدي أن جميع الظروف مهيأة لإعلان الدولة في جنوباليمن، مشيرًا إلى أن الانفصال سيمكن الدولة التي يرنو الزُبيدي إلى إعلانها من اتخاذ قراراتها الخاصة في السياسة الخارجية، بما في ذلك خيار الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. الضرورة وقال: «قبل أحداث غزة، كنا نتقدم نحو الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وإذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما، فإن هذه الاتفاقيات ستكون ضرورية للاستقرار في المنطقة. وعندما نمتلك دولتنا الجنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات». الغضب ومن شأن هذه التصريحات أن تثير ردود فعل غاضبة في جنوباليمن، في ظل مزاج شعبي يرفض التطبيع مع «عدو الأمة» الكيان الصهيوني. وتحدث الزُبيدي إلى الصحيفة من نيويورك بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تصدرت قضايا الشرق الأوسط جدول الأعمال. وأكد الزُبيدي أن الجنوبيين يرون أنفسهم جاهزين للاستقلال، قائلاً: «الجنوب محرر ونحن نحمي حدودنا». وأضاف: «سياسيًا وجيوسياسيًا نحن مستعدون. ما نحتاجه فقط هو إعلان الاستقلال وأن يعترف الآخرون بنا». نقد من جانبه، وجّه الصحفي والقيادي في الحراك الجنوبي صلاح السقلدي رسالة ناقدة للزبيدي ولكل أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، أكد فيها أنه بعد العدوان الإسرائيلي على قطر لم يعد الحديث عن نية الجنوبيين — في حال أتت دولتهم — أن يطبعوا مع إسرائيل وينضمون تحت ما يسمى باتفاقيات أبراهام، التي وصفها ب«سيئة الصيت». خطر وجودي وبيّن السقلدي: «إسرائيل، كما تُظهر تجاربها العدوانية طيلة ثمانية عقود، وبالذات بعد العدوان على قطر، باتت دول الخليج تنظر إليها — وهي محقة في تلك النظرة تمامًا — باعتبارها صارت خطرًا وجوديًا يهدد أمنها القومي والعربي برمته». العداء واعتبر أن أي تصريحات — ولو كانت على سبيل التمني أو تنفيذًا لإملاءات الأشقاء في الإمارات — بتشبيك العلاقات مع إسرائيل تعني بالضرورة لدى دول الخليج تعاونًا مع دولة معادية لا تتورع عن العدوان على أي دولة عربية، بما فيها الدول الخليجية الداعمة الرئيسة للمجلس الانتقالي والتي تستظل بمظلة الحماية الأمريكية. وأضاف أن إسرائيل لا تخفي طموحاتها التوسعية في المنطقة العربية. منبوذ وخاطب السقلدي الزبيدي وقيادة الانتقالي بالقول: «مثل هذا الحديث التطبيعي في ظل المذابح والفظائع المروعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة يمثل استفزازًا صارخًا لكل العرب والمسلمين، فضلاً عن أنه يضع الجنوبيين والانتقالي في نظر الشارع العربي في دائرة المنبوذين، ويمثل للنخب العربية — وبالأخص المصرية — استهدافًا مبيّتًا لبلادهم، خصوصًا في ظل توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب». تذكير وتابع: «لا نكرر تذكيركم بموقف دولة الجنوب التاريخي المشرف تجاه قضايا العرب وفلسطين — مواقف أخلاقية قبل أن تكون قومية — ونتمنى ألا نتنكر لها أو نسحقها تحت أقدام حماقاتنا». واعتبر السقلدي أن خطاب الانتقالي، وبخاصّة خارجه، بحاجة إلى إعادة ضبط إيقاعه ومراجعته؛ فما كان يصلح في أحوال السياسة قبل عدة أشهر لم يعد صالحًا اليوم في ظل التطورات الدراماتيكية في المنطقة وتبدّل التحالفات. مزاج متشنّج وأكد على ضرورة مراعاة المزاج العربي المتشنّج بشقيه الشعبي والنخبوي السياسي، لافتًا إلى أن مثل هذا الخطاب المنفلت — في إشارة إلى تصريحات الزبيدي — يستعدي القضية الجنوبية لدى معظم العرب، ما يجعلها تفقد حضورها الإقليمي والعربي الذي حققته في السنوات الأخيرة.