دعا فضيلة العلامة أبو بكر العدني بن علي المشهور- الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية- إلى ضرورة تصحيح الكثير من المفاهيم والشعارات الماسونية الخاطئة التي غزتنا وانتشرت بين أجيالنا وإبدالها بمفاهيم تتوافق وأخلاقيات مجتمعنا الإسلامي،. وحذر من أن أمتنا اليوم تعاني من استعمار خطير وهو مبني على الأفكار الهدامة التي توجهها فئات إلينا تعمل على منهج التحريش والتشويش بين فئات المسلمين، فنحن نعيش واقعاً مؤسفا أراد الغرب بوضعنا في أحقر الأماكن بممارسته سياسته البذيئة والخبيثة وهي سياسة (التطويع- والتطبيع– والتجويع). في إطار التنسيق بين جامعة عدن و أربطة التربية الإسلامية وتحت رعاية رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/ عبد العزيز صالح بن حبتور. جاء ذلك في محاضرة ألقاها صباح اليوم الاثنين بكلية التربية بجامعة عدن بعنوان: (علاج أزمتنا التربوية بالدمج بين التعليم الأكاديمي والأخلاق النبوية)، والتي جاءت في إطار التنسيق بين جامعة عدن و أربطة التربية الإسلامية. ودعا المشهور- في محاضرته- إلى الربط بين الدين والتاريخ لما في الأخير من أحداث وحقائق نستفيد منها في كيفية تعاملنا مع أحداث عصرنا وما نعانيه من تصدعات واصطدامات، فكثير من هذه الوقائع ذكرت في القران الكريم فهي تعد من أقوى الدلائل على أهمية الربط بين التاريخ والديانة. وأوضح: انه وبقراءة مسهبة لواقع مجتمعنا المعاصر نجد المجتمع العربي والإسلامي يعيش أصعب أزمة تمر به في شتى المجالات، ومن الملاحظ أن هذه الأزمة تتضح بشكل جلي في مواقع ومراكز التعليم، فيجب علينا العثور على الحلول وذلك على أساس التشخيص الصحيح ومعرفة العلل الحقيقية حتى يتم علاجها، داعياً إلى ضرورة الدمج بين العلم النظري الأكاديمي والأخلاق النبوية حتى نعيد مفهوم التوازن في الحياة. وأضاف: أن الحضارة والتطور الذي نعيشه العالم اليوم شئ مطلوب ولابد منه لمواكبة العصر، وأن العلوم النظرية نحن في حاجة إليها كحاجتنا إلى الجانب الروحي والذي لن نجده إلا بالدمج بين التعليم الأكاديمي والأخلاق النبوية وعلى أساس ذلك ستتكون لنا نظرة موسعة للواقع والتي من خلالها نتعرف على الهدف الأسمى من التعليم الأكاديمي وجعله قضية يرجى تحققها وليس مجرد وظيفة الغرض منها الجري وراء المصالح الدنيوية وتطبيق قاعدة (الشهادة– الوظيفة– الراتب). واختتم محاضرته بأن منهج الإسلام ليس منهج تنافر وتنازع حول قضايا رخيصة تافهة لذا يجب علينا نزع ذلك الفكر الشيطاني الناري الناشر للتعصب والغلو وإحلال الفكر النبوي الداعي إلى الخير والسلام. وكان الدكتور يعقوب عبد الله قاسم- عميد كلية التربية- استهل الندوة بكلمة ترحيبية بالعلامة المشهور، وقال أنه يجسد صورة للوفاء لهذه المؤسسة التربوية لأنه كان من طلائع طلابها في السبعينات، وجاء الآن محاضراً فيها، كما رحب بالدكتور عبد العزيز بن حبتور- رئيس جامعة عدن- مثنيا على حرصه على مشاركتهم في تنظيم وحضور هذه اللقاءات وما لها من أهمية ودور فعال في خدمة المجتمع. من جانبه، الأستاذ الدكتور/ عبد العزيز بن حبتور استهل كلمته هو الآخر بتقديم الشكر لعمادة الكلية وجميع الحضور، ورحب بالعلامة/ المشهور، مبدياً إعجابه بما يطرحه من أفكار نيرة ومنها المدرسة الوسطية وما تتداوله وسائل الإعلام عنها، مشيداً بمشواره العلمي، إذ يُعد مفخرة للكلية كونه أحد خريجيها، وهو اليوم أحد علماء هذه الأمة الإسلامية، ممن يهتمون بقضايا الواقع المعاصر الذي شابه التشدد والتزمت حتى في وسطنا التعليمي ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى إيجاد مفاهيم وأفكار تعيد ترتيب الواقع ويتحقق من خلالها التوازن و الوسطية الذي يفتقر إليه طلابنا. وفي نهاية المحاضرة فُتح باب الأسئلة والنقاش وكانت هناك بعض المداخلات البناءة والتي أجاب عليها العلامة المشهور.