كعادة درج عليها اليمنيون في مثل أحداث أمنية كالتي تجري حالياً، يغلب على أحاديثهم تداول قصصاً وأخباراً تحمل طابعاً واقعياً، وأحياناً خيالياً ومبالغ فيه، وأحايين كثيرة تحوي تلك الأخبار جزءاً من الحقيقة ومثلها من الخيال. وفي هذه الأيام، يكثر الحديث عن أعداد قتلى الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكيف أن مقاتليهم أو من يسمونهم ب"اللجان الشعبية"، يُقادون زُرافاً إلى الموت بعد جرهم في مواجهات وحروب بجبهات مختلفة. "التغيير نت" حاول التعمق فيما يُقال، وتأكد من وجود أرقام خيالية لقتلى الميليشيات، تُوزع جثامين بعضهم، على أهاليهم، داخل توابيت، لا يعرفون منها سوى الصور التي تلتصق بالصندوق الخشبي، فيما البعض الآخر من تلك الجُثث تُترك للسباع وآكلات اللحوم في المواقع التي يُخلفها الحوثيون وراءهم. ويتوزع ضحايا الحوثيين القتلى، من مناطق يمنية مختلفة تبدأ من محافظة صعدة شمالاً، ولا تنتهي بمحافظة تعز جنوباً، وكانت مديرية بني حشيش في العاصمة صنعاء، هي الأكثر خسارة لأرواح أبناءها. وفي مديرية بني صريم-محافظة عمران - قالت مصادر محلية ل"التغيير" إن أكثر من أربعين جثة من مقاتلين الحوثي من أبناء بني صريم وخمر ومنطقة خيار والغيل وصلت من جبهات القتال كانوا قد لقوا حتفهم بمواجهات أو بغارات للتحالف، خلال العشرة الأيام الماضية فقط. ويعجز المتابع، من إحصاء قتلى الميليشيات، من أبناء محافظة صعدة، التي يُدفع بأبناءها للقتال بدوافع مختلفة، لا يخلو منها التهديد والإجبار. وفي مديرية همدان شمال غرب العاصمة قال مصدر محلي انها وصلت في الآونة الأخيرة ما يقارب 30 جثة لمقاتلي الحوثي بينهم ضابط في الحرس الخاص من قرية اللكمة وجثامين ثلاثة أشخاص من قرية بيت نعم وثلاثة من قرية الغرزة وجثمان شخص من قرية قرآتيل. وفي مديرية المدان، بعمران، شيع الأهالي ما لايقل عن خمسة من قتلى الحوثيين خلال الأسبوع الماضي إضافة إلى تشييع عدد من القتلى من أبناء مديريات جبل عيال يزيد وعيال سريح ومدينة عمران حسبما أفادت مصادر محلية ل"التغيير". وفي سياق متصل تحدث مصدر في مديرية حرف سفيان، طلب عدم ذكر اسمه، عن أعداد مهولة من القتلى تصل بين الحين والآخر إلى المديرية. وأضاف المصدر قائلا "من حجم القتلى والجثث التي تصل إلينا أن الأميين قد تمكنوا من حفظ سورة ياسين التي تقرأ على الأموات لكثرة قراءتها على موتاهم". وفي محافظات أخرى من بينها تعز، انخرطت أسر بأكملها للقتال في صفوف ميليشيا الحوثي والمخلوع، حيث قتل العشرات من المسلحين من أسرتي الرميمة والجنيد، وهم يقاتلون الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. وباتت صور القتلى الحوثيين أو الذين تسبب الحوثيون في قتلهم، تُوزع لإلصاقها بالجدران والسيارات والشوارع العامة، في حين لا يخلو يوم من الأيام دون تداول صور ضحايا آخرين في مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".