ارتكبت الميليشيات الانقلابية مجزرة جديدة بحق المدنيين في محافظة تعز جراء قصفها العنيف بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة على عدد من الأحياء السكنية بما فيها وادي المدان السكني والضباب. وأكدت مصادر ل«الشرق الأوسط» سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال وثلاث نساء. وقصفت الميليشيات الانقلابية المتمركزة في تبة سوفياتيل وتبة السلال والمكلل والجعشا أحياء متفرقة بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون. ورافقها هجوم عنيف على مواقع قوات الشرعية في الزنوج٬ شمال المدينة٬ وثعبات والجحملية وحي الدعوة في المحور الشرقي للمدينة٬ والضباب ومحيط السجن المركزي٬ غرب المدينة. وتمكنت على أثرها عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي للهجوم. وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز ل«الشرق الأوسط» إن «عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من استعادة تبة حبش القريبة من حدائق الشهيد محمد اليمني٬ حدائق الصالح سابقا٬ وذلك باتجاه عقاقة بعد ساعة من سقوطها بيد الميليشيات الانقلابية». وأضاف: «الميليشيات الانقلابية تكبدت الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد يصل عدد قتلاهم في تلك المواجهة إلى أكثر من عشرين قتيلا وإصابة الكثير منهم. وسقط شهيدان من أبناء منطقة عقاقة خلال استعادة تبة حبش وأصيب خمسة آخرون». ومن جانبه٬ أشاد الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز٬ العقيد الركن منصور الحساني٬ بدور الإعلام في مساندة المقاومة الشعبية. إلى ذلك٬ تستمر المواجهات وتزداد حدتها من وقت لآخر بين قوات الشرعية٬ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية٬ من جهة٬ وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح من جهة أخرى في مختلف الجبهات٬ في محاولة مستميتة من الميليشيات الانقلابية لاستعادة مواقع تم دحرها منها خاصة في الجبهة الغربية والشرقية. من جانبها٬ أدانت السلطة المحلية في محافظة تعز ممثلة بمحافظ المحافظة علي المعمري٬ المجازر التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية في محافظة تعز من خلال القصف بالصواريخ إلى الأحياء المأهولة بالسكان. وقالت في بيان صادر عنها٬ حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه٬ إن السلطة المحلية في محافظة تعز تتابع: «بألم وحزن كبيرين التصعيد الخطير للميليشيات الانقلابية والمتمثل في القصف الهستيري الذي تتعرض له الأحياء السكنية في مدينة تعز من قبل هذه الميليشيات التي تستخدم مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وصواريخ الكاتيوشا». وأضافت أن «الجريمة الجديدة التي حدثت عبر القصف بالصواريخ إلى الأحياء المأهولة بالسكان والذي تسبب في سقوط أربعة (شهداء) من المدنيين بينهم ثلاث نساء وعدد من الإصابات٬ تعد انتهاكا صارخا لكل الشرائع والأعراف والقوانين الإنسانية». وكررت السلطة المحلية في محافظة تعز٬ وهي تستنكر هذه المجزرة البشعة٬ دعوتها «الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ودول 18 وجميع الأشقاء والأصدقاء وسائر المنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى الوقوف بجدية أمام هذه الجرائم الوحشية التي تتكرر باستمرار٬ واتخاذ كل ما من شأنه إيقاف المذبحة التي يتعرض لها سكان تعز بشكل يومي أمام صمت يصل حد التواطؤ». في المقابل٬ أقامت الهيئة الكويتية في مدينة تعز حفل تدشين لمشاريعها في تعز٬ حيث أعلنت أن مشاريعها تهتم بالجانب الإنساني والتنموي للمدينة. وقال عبد الرؤوف اليوسفي٬ المدير الدوري للهيئة الكويتية للإغاثة٬ إن المؤسسة أقامت حفل تدشين لمشاريعها الإنسانية والتنموية والتي تبلغ 485 مليون ریال من خلالها مشروع إفطار الصائم لعدد 180 ألف وجبة للصائمين. وأضاف أن «المؤسسة ستقوم بتدشين كثير من المشاريع أبرزها مشروع توزيع أكثر من 5000 سلة غذائية وتوزيع أكثر من ألفي مكمل غذائي للأطفال وتوزيع كثير من مستلزمات الإيواء لعدد ألف نازح وتوزيع 30 مليون لتر من الماء صالح للاستخدام وأكثر من 18 مليون لتر من الماء الصالح للشرب٬ بالإضافة إلى تشغيل آبار المؤسسة المحلية والصرف الصحي والآبار الوقفية بالمشتقات النفطية». في المقابل٬ نظم ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز٬ ندوة خاصة بمآسي الطفولة في اليمن وبالأخص تعز٬ وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال. وفي الندوة التي أقيمت برعاية محافظ محافظة تعز٬ علي المعمري٬ وحملت عنوان «مآسي الطفولة أثناء النزاعات»٬ قال رئيس الائتلاف الدكتور عبد الكريم شمسان٬ إن «الحرب خلفت مآسي كبيرة على جميع الفئات٬ وأولها فئة الأطفال التي تعرضت لمخاطر كبيرة». واستعرض رئيس مركز الإعلام التربوي٬ أحمد البحيري٬ أهم ما يعانيه الأطفال وما خلفته الحرب على نفسياتهم وتعليمهم٬ وذلك من خلال تقديم ورقة له في الندوة وكانت بعنوان «دور مؤسسات التعليم في تأمين التعليم للأطفال أثناء النزاعات». وقال البحيري٬ إن المركز «رصد ما يزيد على مائتي ألف طالب لم يتمكنوا من الدراسة هذا العام٬ بالإضافة إلى أن هناك أطفالا تعرضوا للقتل أثناء ذهابهم إلى مدارسهم٬ وأطفالا أصيبوا بالجنون والإعاقة الدائمة٬ كما تعرض كثيرون منهم إلى صدمات نفسية قاسية جراء الحرب». وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات كان من أهمها دعوة المنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية وتطبيق قرارات الأممالمتحدة الخاصة بحماية الطفولة٬ وضرورة إيقاف الحرب وعودة الحياة الطبيعية إلى المدن٬ حتى يتمكن الأطفال من العودة إلى مدارسهم وحتى تتوقف معاناتهم.