شنت مقاتلات التحالف العربي، أمس، سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في محافظة صعدة (242 كلم شمال غرب صنعاء). وقالت مصادر في المقاومة الشعبية وفقا لوكالة الأنباء الألمانية إن طيران التحالف شن ست غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقتي الصوح والفرع بمديرية كتاف في صعدة. وأضافت المصادر أن دوي انفجارات عنيفة سُمع في تلك المواقع بالتزامن مع تصاعد كثيف لأعمدة الدخان جراء الغارات. وأشارت إلى أن تلك الغارات تزامنت مع بدء قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بنزع الألغام من الطرق الرئيسية المحيطة بمنفذ البقع «تمهيدًا للتقدم نحو محافظة صعدة». وبحسب المصادر، فإن «الألغام تعيق تقدم الجيش والمقاومة الشعبية نحو صعدة والسيطرة على مواقع جديدة». وفي صنعاء، شن طيران التحالف العربي، في وقت سابق الخميس، ثلاث غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في جبل الخصم بمديرية بني حشيش. إلى ذلك، كشف مصدر عسكري رفيع، عن عقد قيادات عليا في القوات المسلحة اليمنية، اجتماعات مطولة خلال اليومين الماضيين، لدراسة كافة الخيارات المتاحة لوقف استهداف الانقلابيين للحدود السعودية، وضرب الأهداف العسكرية والتي كان آخرها المدمرة الأميركية، في حين التقت قيادات من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية مع مسؤولين في الجيش اليمني لبحث كل الخيارات المتاحة ووضع كافة السيناريوهات المحتملة لتقدم الجيش وتحرير باقي المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين، إضافة إلى التنسيق مع قوات التحالف في أي تحرك بري يعتزم الجيش تنفيذه. ومن المتوقع أن ينفذ الجيش الوطني الخطة البديلة في التقدم نحو صنعاء، وتشديد أعمال الرقابة على الشاحنات الكبرى المحملة بالأغذية والمتجهة إلى صنعاء، للتأكد من خلوها من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي تهرب عبر السواحل، وهي الاستراتيجية التي سيتبعها الجيش اليمني بعد أن استهدفت المدمرة الأميركية ومحافظة الطائف (جنوب السعودية)، والتي تشير كل الأدلة إلى أن المنظومة العسكرية في اليمن لا تمتلك مثل هذه الصواريخ التي دمرها التحالف، وأن هذه الأسلحة نقلت من سفن إيرانية عبر قوارب صيد للداخل اليمني. وهنا قال اللواء ركن دكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية ل«الشرق الأوسط» إن هناك تنسيقا وتشاورا مع قوات التحالف العربي لوقف انتهاكات الحوثيين وضرب الحدود السعودية بالصواريخ، موضحا أن قوات التحالف لديها كافة الإمكانات والقدرة العسكرية لصد مثل هذه الصواريخ. وأضاف اللواء الطاهري أن الجيش بالتنسيق مع المقاومة الشعبية، سيكثف نشاطه في المرحلة المقبلة لمنع وصول الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من البحر، خاصة بعد أن كشف عن كميات كبيرة من الأسلحة مخبأة في قاطرة أطعمة ومستلزمات طبية كانت تسير باتجاه صنعاء، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة سيعتمد الجيش على تنفيذ وتشديد المراقبة على كافة عربات النقل والشاحنات المحملة بالبضائع. وحول الاجتماعات المكثفة للقيادات العسكرية وما يدار حول التقدم السريع نحو العاصمة اليمنية، أكد نائب رئيس هيئة الأركان أن هذه الاجتماعات يُدرس فيها كل الخيارات العسكرية، وأن عملية تطويق صنعاء أصبح وشيكا، ويصعب الإفصاح عن معلومات عسكرية في الوقت الراهن إلا أن التقدم أصبح وشيكا، إلا أن هذه الاجتماعات في هذه المرحلة نسعى من خلالها وقف القدرة العسكرية للحوثيين. ويبدو أن الخطوات العسكرية متسارعة، والتي زادت وتيرة بعد تصعيد الميليشيا باستهداف الدول المجاورة، إذ نجح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على معسكرات تابعة لميليشيا الحوثيين في صعدة، فيما سقط أحد المراكز الهامة للحوثيين والقريبة من الحدود السعودية في قبضة الجيش الوطني بعد مواجهات عنيفة. وفي صرواح أحد الخطوط الرئيسية في المواجهات مع الانقلابيين، ما زال الجيش يتقدم وبشكل كبير في المنطقة ولم يتبق إلا أجزاء صغيرة وجار التعامل مع باقي الجيوب، التي يتوقع أن تشهد الساعات المقبلة معارك عنيفة لتنفيذ استراتيجية الجيش للتقدم نحو صنعاء، خاصة أن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل القميري، قام بزيارة مباشرة للأفراد الموجودين في الجبهة، وهو ما سينعكس على أفراد الجيش الوطني في سرعة تنفيذ المهام والتقدم. وهنا قال عبد الله الشندقي، الناطق الإعلامي لمقاومة صنعاء ل«الشرق الأوسط» إن كل الخيارات متاحة للجيش والمقاومة الشعبية في التحرك العسكري في الأيام المقبلة، موضحا أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والجيش الوطني اليمني، يقدمان كافة الدعم العسكري واللوجستي للمقاومة وبشكل كبير. وأضاف الشندقي، أن ما تقوم به الميليشيا من ضرب البارجة الأميركية، واستهداف المدن السعودية بالصواريخ، وما حدث في تفجير العزاء، والاستفادة منها إعلاميا، وقبل ذلك ما قامت به من أعمال إجرامية وحرب قاسية على المدنيين، يؤكد للعالم أن هذه الميليشيا تسعى إلى إشعال الفتن والحروب في الداخل والخارج. وأشار الشندقي إلى أن محاولة ضرب المدمرة الأميركية، يهدف من خلالها الانقلابيون لتحسين العلاقة في الداخل وإيهام العامة أن الولاياتالمتحدة الأميركية تعادي «الحوثيين»، كذلك هي محاولة لإقحام أميركا ودفعهم للدخول في الحرب بأي شكل حتى تتحول القاعدة الشعبية في الداخل.