غزة دمٌ يسفك ..أرواح تزهق.. عزلة تجتاح الكيان ..غصة تدمي القلب..ترتكب في الروح المجازر..وأمة لم تعد حية ..وزعامات ينتعلها البيت الأبيض وشقراوات بني صهيون؟ لم تعد مسيرات الشعوب العربية تجدي ، شعارات التنديد، عار لا يغادر حناجرنا.. حالة انفعال نتنفس عبرها عجزنا، كبتنا المزمن ، بفعل استبداد "أحذية " يطلق عليهم زعماء حذاء الزايدي أشرف منهم. شهداء غزة أحياء ونحن الأموات المتباكون كالعجائز .. لم نعد ندمن غير الكلام نلوك السخط ونستفرغ طاقاتنا في مسيرات عاقرة وهتافات فجة لا تستطيع أن توقف رصاصة تنقض على قلب طفل بريء في غزة.. أمتنا لن تنتصر ..صراخنا لن يوقف آلة دمار ولن يحقن دما عربيا مسلما ، ما دام زعماء الخيانة يتربعون عروش الأوطان ، الذين قتلوا في غزة واستشهدوا بأباتشي الصهاينة المجرمون كانت أصابع الزعماء، قد بصمت فرمان قتلهم وكانت قد أمسكت زناد الموت قبل أن تمسكه أيدي القتلة المجرمون بني صهيون ... لا ندعو إلا إلى مزيد من تفعيل الطاقات وحشد الهمم ومراكمة دواعي خلق حالة التغيير المنشودة ، ولن يكون ثمة طريق لنصرة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية الا بانتهاج طريق النضال المستدام داخليا ، والذي يرتكز على بناء وعي بأهمية التغيير السلمي في الداخل العربي ، وإسقاط أقانيم العمالة الاسرائلية التي أذلت شعوب الامة ومرغت كرامتها تحت نعال عاهرة لقيطة جمعت من أشتات الأرض لتستوطن أقدس بقاعها بدنسها القديم والجديد . فأكبر جهاد يتمثل في أن نفعل النضال السلمي، وننتهج الطريق الأسلم، لتغيير النظم القائمة ..قد يكون ذلك صعبا ، لكن الوعي هو سلاحنا في التغيير، والنضال السلمي طريقنا الذي لا خيار آخر بديل عنه ، ولن نمنح هؤلاء الراقصون على جراحتنا عصى العنف ليستخدمونه ضدنا ، لأننا نعي أن العنف لن يكون سوى مشجب "أمريكي صهيوني " لضرب القوى الوطنية العربية والإسلامية ذات المشروع والأهداف النهضوية التي تبغي تخليص الأمة من أعقد مشاكلها لتتخلص بعد ذلك من السرطان الإسرائيلي القبيح . و لن تنتصر أي قضية عربية حتى تمتلك الشعوب العربية إرادتها ..وحتى تسقط هؤلاء الخونة الجبناء ..وأول بداية لذلك تتمثل في أن نعي أن الأمة لن تنتصر حتى تغير ما في نفسها ، وتتمسك بقيمها وأنبل ما جاء به الإسلام وميراث عروبتها الايجابي .. ككاتب وصحفي عربي أقول إن قضايانا العربية لن يحلها أحدٌ سوانا ، وغيرنا لا يمكن أن يأتي لنا بحل ولو أبدى كل نوايا حسنة تجاهنا. الحقائق الموضوعية تقول أن الحل يكمن فينا، ومنا ينبع ، وأسبابه تتراكم حين تتراكم جهودنا بالإضافة إلى نوايا الحل وتغليب منطق الوحدة والسلم ، والديمقراطية وتنمية لغة الحوار العقلاني على منطق القوة والانقسام والصراعات والمؤامرات ، وحب الاستفراد والتسلط. إن منشأ هوان الأمة العربية والإسلامية داخليٌ في الأساس ، وعلاجها داخلي ، ولن يكون الخارج إلا مصدرا للفوضى والاحتراب والانقسامات والصراعات التي لن تبني أوطان ولن تسترد حقا ضائعا، وما فلسطين والعراق إلا دليلا على ذلك. إن زعماؤنا بالتأكيد هم أصل الخلل ، والمشكلة ، ولب السقم ومسامير "جحوية"، تأتي بالاستعمار ، وإن كان معظمها غير عميلا ، لكنه مستبد ، والاستبداد لا يخلق شعبا قويا ، بل هزيلا منافقا يتعاضد مع الشيطان حتى لتحقيق رغباته المكبوتة التي يتوهم حصولها من خلال مستعمر حقير ، وأول تلك الرغبات هي الحرية التي لن تكون إلا شرا وبيلا مع المستعمر..!! إن الشعوب العربية يجب أن تؤمن أن خيار النضال السلمي الواعي، وتكاتف المعارضة بكل توجهاتها الأيدلوجية والسياسية، هو السبيل الأمثل لترسيخ قيم الاختلاف العقلاني، الذي يبني، وخلق أسباب التقدم والازدهار والقوة ، وإن الافتراق حالة لا تزيد إلا من التشضي ، وتهيئة مناخات مغرية للنظم الحاكمة للبقاء ، والتي تحت ذرائع تحريرنا منها تحتل أوطاننا قوى الاستعمار والهيمنة العالمية