لم يتغير مشهد شوارع أمانة العاصمة كثيرا عما كان عليه قبل مباشرة لجنة الشئون العسكرية مهامها بإزالة المتارس العسكرية والمظاهر المسلحة من شوارع العاصمة، فشوارع العاصمة وأحياؤها السكنية لا زالت تحت سيطرة المليشيات المسلحة النظامية وغير النظامية التي عادت إلى الشوارع العامة بأسلوب آخر كالقيام بتفتيش المارة والحفاظ على المجال الحيوي الذي سقط تحت قبضتها، فقوات الأمن المركزي لم تبرح مكانها السابق في كنتاكي ومدخل شارع هائل وفي جولة عصر وشارع بغداد والجزائر وقوات الحرس الجمهوري لا زالت تتواجد بمعداتها في جولة المصباحي وبيت بوس ودار سلم والسواد ولا تزال تفرض سيطرتها على مداخل العاصمة من كافة الاتجاهات ولم تكن العديد من تشكيلات القوات الموالية للنظام الوحيدة التي تسود المشهد بل تشاركها القوات المناهضة للنظام أيضا في الشوارع والأحياء السكنية التي تفرض سيطرتها عليها منذ أشهر. ما يزيد المشهد قتامة وجود المليشيات المسلحة المؤيدة للنظام التي وجدت لصد عاصفة الثوار بالرصاص الحي وكذلك المليشيات التي خاضت معارك ضارية مع النظام.. التفاصيل في سياق الفقرات التالية: لا زالت العاصمة تحت الحصار من كافة اتجاهاتها الأربعة ولا زالت شوارعها تحت قبضة العسكر إلى اليوم رغم مرور أكثر من عشرة أيام على بدء لجنة الشئون العسكرية المكلفة بإزالة بؤر التوتر العسكري بموجب القرار الجمهوري الثالث في عهد الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي. اللجنة المشكلة من شخصيات عسكرية من طرفي الصراع العسكري باشرت مهامها السبت قبل الماضي في إزالة السواتر الترابية والخنادق العسكرية التي تناوب من خلالها الجيش الوطني مواقع الهجوم والدفاع في عدد من شوارع الأمانة التي تحولت إلى ساحات حرب مفتوحة منذ يونيو – أكتوبر الماضي إلا أن إزالة السواتر الترابية من الشوارع يعني إزالة بؤر التوتر أو المظاهر المسلحة، فالشوارع التي سقطت في أيدي المليشيات المسلحة لا زالت تحت سيطرتها ولم يتم إعادتها لعامة الناس، فمنطقة التماس الزبيري- جولة كنتاكي لا تزال منطقة تماس خصوصا وأن القوات الموالية والمنشقة لم تنسحب منها انسحاباً نهائياً بل تراجعت من بعض الشوارع العامة إلى أزقة الأحياء السكنية القريبة منها ولم تكتف بذلك بل أعادت نقاطها إلى ذات الشوارع ولم يتم استبدال تلك القوات بقوات تتبع أجهزة الأمن المتفق عليها بين شركاء الصراع العسكري. جولة واحدة في عدد من شوارع صنعاء التي طالتها المواجهات العسكرية تكفي لتقييم أداء اللجنة العسكرية التي كان يفترض بها إنهاء مهمتها في إزالة التوتر والمظاهر المسلحة خلال خمسة أيام فقط وفق الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، فحال جولة عمران التي لا زالت المتارس فيها عامرة والوجود العسكري مكثفاً كما كان قبل نزول اللجنة ليست أفضل حالا من جولة عصر التي لا تزال تحت سيطرة الأمن المركزي الذي يتواجد خلف مستشفى ابن سيناء بأفراده وعتاده وليس أفضل من الوجود العسكري في جولة كنتاكي التي فتحت للمارة ولم تنسحب منها قوات الأمن المركزي والتي تتواجد في كافة أزقة شارع الجزائر وكذلك قوات الفرقة التي تقابلها في الاتجاه الآخر بجانب مؤسسة الطرقات وأزقة شوارع الجامعة القديمة الوضع لا يختلف كثيرا في جولة الكهرباء في منطقة القاع والشوارع المقابلة من اتجاه المستشفى الجمهوري وسوق القاع فالقوات الموالية والمنشقة في اتجاهين مضادين. ويمتد المشهد إلى شارع الزراعة والشوارع الخلفية وشارع بنك الدم ومستشفى الكويت والعدل والتي لا تزال تحت سيطرة العسكر والمليشيات المسلحة يضاف إلى ذلك جولة سبأ التي تتمركز فيها القوات المشنقة عن الفرقة الأولى مدرع والتي انضمت للقوات الموالية لصالح ونظامه ويقابل ذلك الوجود قوات الفرقة على بعد 200 متر فقط من الشارع. مشهد المليشيات المسلحة غير النظامية في العاصمة يتركز في الحصبة وصوفان التي لا تزال بؤرة توتر وساحة حرب محتمل تفجيرها لإفشال المسار السياسي في الأشهر السابقة، فأنصار الأحمر الذين يتواجدون بالمئات لا زالوا في مواقعهم ويقابلهم أنصار الشيخ بن عزيز وقوات الأمن المركزي وتحيط بهم من كافة الاتجاهات قوات النجدة والشرطة العسكرية واللواء المنشق عن الفرقة إلا أن وجود تلك المليشيات ليست استثناء في العاصمة فهناك مليشيات أخرى تتواجد في كل مكان في الزبيري بجانب معسكر الحرس الجمهوري أمام وزارة الشباب والرياضة وفي خلف وزارة الخارجية وجميعهم مسلحون سبق لهم أن هاجموا عدة مسيرات لشباب الثورة وقتلوا شباباً أبرياء وهناك مليشيات مسلحة تتمركز بجانب مستشفى ابن سيناء جولة عصر، وهناك مليشيات مسلحة تتواجد خلف الشركة اليمنية للنفط وبجانب المركز الليبي التجاري. يضاف إلى ذلك وجود مليشيات مسلحة في عدد من مناطق أمانة العاصمة كمنطقة بيت بوس وشارع 45 والمدينة الرياضية في شارع عمران أو المليشيات المسلحة التي تتواجد في قاعات كبرى ومدارس ومنشآت حكومية.. بقاء ذلك المشهد دون إزالة وإحلال الأمن والسلام في شوارع وأحياء أمانة العاصمة لن يقوض جهود اللجنة العسكرية وحسب، بل سيقف حجر عثرة أمام أي جهود إقليمية أو دولية لإخراج اليمن من أزمته وقد يكون مبررا لإفشال المبادرة الخليجية برمتها حسب ما يراه مراقبون سياسيون. فشل محاولات اللجنة العسكرية في إخلاء المظاهر المسلحة خصوصا من مناطق التماس التي تعد من أهم المناطق الحيوية تجاريا أعادت مخاوف القطاع التجاري عموما والمصرفي على وجه الخصوص كبنك التضامن الإسلامي والبنك الدولي اليمني والبنك الإسلامي اليمني وفرع بنك الإنشاء والتعمير فرع الزبيري بجانب جولة كنتاكي وعدد من شركات الصرافة التي تقع بين المستشفى الجمهوري بصنعاء والجولة التي رفعت منها السواتر الترابية دون إزالة مظاهر التوتر العسكري منها، فحال وصول اللجنة العسكرية الأحد قبل الماضي ومباشرتها مهامها في رفع تلك المظاهر تحولت الجولة إلى مزار لمئات المواطنين الذين تواجدوا فيها معبرين عن فرحتهم بذلك إلا أن المعدات العسكرية التي توارت عن الأنظار حينها لتختفي في أزقة الحارات والأحياء السكنية عادت لتؤكد بقاء حالة التوتر بين فرقاء الصراع العسكري. وخلال جولة استطلاعية قامت بها الوسط يومي السبت والأحد الماضيين لمعرفة مدى نجاح اللجنة المكلفة بإزالة المظاهر المسلحة ومدى التزام الطرفين بالتنفيذ كون اللجنة مشكلة من كافة الأطراف وبالتساوي شاهدت وجوداً عسكرياً لعشرات الأفراد الذين يتبعون قوات الأمن المركزي في منطقة القاع مع وجود آليتين عسكريتين تحيطان بجولة القاع بداية شارع جمال، يضاف إلى وجود عسكري للفرقة الأولى مدرع في شارع هائل وخصوصا في القبة الخضراء وشارع 16 والشوارع الخلفية كما تتواجد الفرقة على مداخل منطقة مذبح من خلال نقاطها العسكرية المتواجدة في الجولة وبجانب مستشفى الأمانة ومقابل مكتب النائب العام وفي شارع الثلاثين. *طريق المطار معبد بالنقاط مطار صنعاء الذي اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء في أكتوبر الماضي أمنه خطا أحمر لا تزال الطريق إليه محفوفة بالمخاطر والمتاعب أيضا، فعدد من النقاط العسكرية تمتد على طول الطريق جميعها تتبع الأمن المركزي والشرطة العسكرية إلا واحدة تبعد 500 متر عن بوابة المطار وتتبع الشرطة الجوية التي تقوم بالتفتيش الدقيق على المسافرين حيث توقف السيارات لأكثر من ساعة في بعض الأحيان وتطلب بطائق الهوية وجوازات السفر وتسأل عن غرض السفر وأسبابه، وتمنح نفسها حق تفتيش حقائب وأغراض المسافرين. على مدى الأشهر الماضية تسببت نقطة الشرطة الجوية بتأخير سفر مئات المسافرين دون أدنى اعتبار للتداعيات خصوصا وأن البعض أمراض. *اللجنة تفشل في تحرير المدارس وفي سياق متصل أقرت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار الاسبوع الماضي إخلاء 47 مدرسة أساسية وثانوية من المسلحين العسكريين والقبليين في عدد من مديريات أمانة العاصمة تنفيذ برنامج عملها المحدد وفي إطار استكمال خطة الإخلاء والإزالة لكافة المظاهر المسلحة والمخلة بالأمن والاستقرار في أمانة العاصمة الا أنها فشلت في مهمة تحرير المدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة التي تقبع تحت احتلال مليشيات مسلحة . وأشار الناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية اللواء الركن علي سعيد عبيد إلى أن اللجنة العسكرية حددت المدارس التي يتواجد فيها المسلحون والتي يجب إخلاؤها من المظاهر المسلحة في أمانة العاصمة في ست مديريات اولا مديرتا التحرير والوحدة: واللتان تقبع فيهما مدارس بغداد وحفصة والصديق في مديرية الوحدة.. و26سبتمبر وخالد بن الوليد والعلفي والفرات في مديرية التحرير ثانيا مديرية معين : والتي لاتزال مدارس أسماء وعبد الجليل نعمان والصم والبكم ومحمد الدرة وسقطرى و الأندلس تحت احتلال القوات الموالية والمناهظة للنظام . ثالثاً : مديرية الثورة والتي تعد من اكثر المديريات تضررا من الصراع المسلح حيث لاتزال 16 مدرسة تحت سيطرة مسلحين ومن تلك المدارس الزهراء والثلايا والميثاق وعمر بن الخطاب وفقيد الأمة والمسيلة والرماح وعائشة وعثمان بن عفان والشهيد الكبسي واليمن السعيد وحليمة السعدية وميمونة وسبأ ومدرسة شارع الفرقة وابن الهيثم. رابعاً: مديرية شعوب والتي تعيش مدارسها تحت هيمنة مسلحين موالين الشهيد مثنى الحطيري والتصحيح والعباس بن عبد المطلب وهارون الرشيد ومعاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح و13يوليو والأحرار وشهداء الجوية في مديرية بني الحارث، ومدارس الفاروق والشهيد الوزير وحسين الأحمر وتريم الأساسية وحسان بن ثابت "حرمل" والسيدة زينب والصم والبكم و30 نوفمبر. مطالب لجنة الشؤون العسكرية بإخلاء المدارس من المجاميع والمليشيات المسلحة ورجال القبائل المسلحين باعتبارها منشآت ومؤسسات تعليمية تربوية لم يستجب لها ولازالت تلك المدارس مجرد ثكنات للمسلحين. وكان الناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية اللواء الركن عبيد قد قال إن توجيهات اللجنة ستجد طريقها للتنفيذ ولن تسمح بأي تواجد سواء للعسكريين أو الأمنيين أو المجاميع المسلحة وذلك استناداً إلى التعليمات الواضحة من اللجنة العسكرية وتنفيذاً لواجبها الوطني تجاه الوطن والشعب وبما يحقق الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع اليمني. *مطالب بتحرير العاصمة وفي حين طالب الشيخ حميد الاحمر الرئيس بالانابة بتحرير العاصمة من قبضة صالح كشفت مصادر في اللجنة العسكرية المكلفة إزالة المظاهر المسلحة في العاصمة اليمنيةصنعاء، عن تحديد الأخيرة مطلع الأسبوع المقبل موعداً لبدء إجراءات إزالة المتاريس والتحصينات والخنادق المنتشرة في كافة أنحاء حي "الحصبة". وأشارت المصادر أن نائب الرئيس، رئيس اللجنة العسكرية طالب الشيخ صادق الأحمر بتسهيل قيام اللجان العسكرية والمدنية المكلفة إزالة المظاهر المسلحة في الحصبة. وأكدت ذات المصادر أن اللجنة العسكرية المكلفة إزالة مظاهر التوتر والتمترس المسلح في شوارع وأحياء العاصمة، أشعرت القيادات العسكرية والأمنية لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالية للرئيس صالح وقوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة، بمنع أي تجدد لمظاهر التمركز العسكري للجنود والآليات، الا انها عاودت وجودها المكثف السبت وجهت بسرعة عودة المجاميع العسكرية والآليات التي تم نشرها في المناطق كافة بجنوب العاصمة صنعاء قبل وصول "مسيرة الحياة"السبت .