كمال مسعود *كم كان المشهد مألوفا!! تاريخ يتكرر، يسرق من ذاكرته أحداثا متطابقة وقعت مع مواهب لا تتكرر كثيرا فيخرج العبقري عن المألوف ويقف على الخط الفاصل مع الجنون لتطأ قدم الخط إلى الأمام وتقف الأخرى خطوة إلى الخلف ليصاب العبقري بلوثة جنونية. *هذه كانت حال الكثير من العقول الرياضية النابغة وأصحاب المواهب الفذة في رياضتنا اليمنية، فكم من تجربة مريرة وحياة كئيبة عاشتها أبرز المواهب والنجوم الرياضيين في رياضتنا الذين كانوا يمتعون الجماهير نهارا وينزوون خلف ظلال الحزن ليلا!! *تذكرت هذا الكلام عندما اطلعت على المقابلة التي أجراها الملحق الرياضي لصحيفة الثورة العدد (16890) مع علي الفقيه لاعب المنتخب الوطني للناشئين لرفع ا لأثقال الحاصل على الميدالية البرونزية في بطولة العرب في الأردن عام 2009م والفقيه رغم أنه رفع علم واسم بلادنا عاليا إلا أنه لم يستلم تكريمه حتى الآن من وزارة الشباب والرياضة ولم يلتفت إليه أحد من قيادات الوزارة ومع ذلك لم ييأس بل لجأ إلى بيع البطاط والبيض أمام مبنى وزارة الرياضة حتى يتمكن من إعالة أسرته؟؟؟ قصة تدور في واقع رياضتنا المرير وهي قصة ليست البداية ولن تكون النهاية في معاناة الرياضيين في ظل استخفاف وتجاهل من قيادات الوزارة الذين لا يفقهون التعامل مع إنجازات الرياضيين وتكريمهم بالشكل اللائق بل تجيد إصابتهم بالإحباط النفسي والمعنوي!! *والمتابع الحصيف للساحة الرياضية في بلادنا يلاحظ التحول الخطير في مضمون الدور الوطني للوزارة في القطاع الرياضي للشباب والنشء!! والمتابع لأمور ووضع قيادة الوزارة مع بعضها البعض يدرك تماما مدى الارتجالية والضعف بنفس الوقت الذي تجمع تلك القيادات، فالمفروض أن تعمل تلك القيادات على خدمة وتطوير الرياضة وإجراءات تخدم وتطور عملهم بشكل متجانس وغير متداخل إلا أنهم يعملون على إثبات الذات وهذا يوضح أنه لا تطور لرياضتنا أو عافية للشباب والنشء المغلوبين على أمرهم بتواجد مثل تلك القيادات غير المسئولة. *والخوف الآن أن تفقد الرياضة اليمنية أبرز وأهم شخوصها ورموزها واحدا تلو الآخر زهقا أو رفضا أو كمدا ولا يبقى على الساحة الرياضية إلا من يمكن أن نسميهم أصحاب المصالح الخاصة أو المنتفعين!! فحينئذ لن تكون مشكلة رياضتنا في بيئة طاردة ومناخ غير مناسب وإنما بيئة غير صالحة ومناخ فاسد. *أخيرا!! أتمنى أن تنتهي معاناة الرياضيين والمبدعين مع الأخطاء المتوالية التي تحدث من بعض قيادات وزارة الشباب والرياضة، لأننا لا نقبل أن تذهب منجزاتنا الرياضية أدراج الرياح، مجاملة لفلان الذي أصبح يتعامل مع الوزارة من مبدأ أنه يدير أملاكه الخاصة، وأن مجرد انتقاده على تقصيره أو مطالبته بالاعتذار أمر يسيء إليه، خصوصا أن التبريرات حاضرة وقبولها من المسئولين أمر وارد. والله المستعان