بقلم/ الكابتن سفن من محاسن توقف الدوري العام لكرة القدم ونشاط كرة القدم بالعموم توقف فضائح اتحاد العيسي المُبجّل، فسياسة هذا الاتحاد أدت إلى تساقط الأندية كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، فبعد أن عجزت إدارة نادي حسان من تسيير رحلة للفريق إلى صنعاء لن تكلف أكثر من مائة ألف ريال، سقط فريق شعب حضرموت كذلك في نفس المستنقع؛ قد تبدو أحوال الحسانيين غامضة شيئاً ما، لكن أي عاقل سيجزم بلا تردد أن خزينة النادي الحضرمي فيها ما تستطيع إدارته ترحيل الفريق بأكمله وبكل فئاته براعم ناشئين شباباً أول إلى سطح القمر لا فقط إلى إحدى محافظات الجمهورية؛ وهو ما يعني أن تخلف نادي شعب حضرموت عن الحضور هو نتاج لأسباب أخرى ليس لقصر ذات اليد علاقة بها مُطلقاً.... الآن اتحاد الكرة في مأزق حقيقي هذا المأزق هو من صنع يده بالتأكيد نتاج سياسته الفاسدة والمفسدة للآخرين، فهو بين مطالبات عديدة ومتعارضة للأندية وبين ظروف سياسية وأمنية لا تساعد ولا حتى لإجراء بطولة للوثب العالي، ولهذا على الاتحاد أن يكتوي بما جنته يده وأفلست به سياسته.... في هذا الخضم الملوث بالفساد والمفسدين وما وصلت إليه كرتنا من هُراء وتهشّم لا يُمكن أن نستثني وزارة الشباب والرياضة التي نامت كنوم البعير في مهمة الإشراف التي تضطلع بها، فناديان اثنان يعلنان إفلاسهما وعدم قدرتهما على ترحيل فريق مكون من 16 شخصاً إلى محافظة أخرى كان على الوزارة المسارعة لوضع اليد عليهما وعدم التفرج على الناديين وهما يشكوان حالهما (المُلفّق)هذا الذي لا يسر ولا حتى نتنياهو قبّحه الله.... إن هذا المآل الذي آل إليه وضع الناديان كان يجب أن يقابل بثورة حقيقية داخل اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة فعندما يعلن فريق إفلاسه يعني هذا بالفصيح الصريح انه لم يعد للنادي أي مقدرات مطلقاً، وهو ما يعني بالمقابل أننا أمام قضية فساد عريضة لا يمكن السكوت عنها لأنه بالعقل والمنطق لا يمكن أن نقبل أبداً أن نادي مثل شعب حضرموت تتدفق إلى خزينته أموال الداعمين الحضارم من الداخل والخارج لم يعد قادراً على السفر لخوض إحدى مهام و استحقاقات برنامج الدوري العام لكرة القدم، إن هذه المهزلة يجب أن تواجه بقوة وحساب عسير وأول خطوة لذلك تغيير إدارتا الفريقين الشعب وحسان واستبدالهما بلجنتين مؤقتتين من خيرة أبنائهما ومن ثم تسليم النادي للفحص المالي والقانوني وإحالة من يجب إحالته بعد ذلك للنيابة العامة والمحكمة لاتخاذ مايجب اتخاذه قِبلهما فالنادي ليس ملكاً لإدارته، هو ومقدراته ملك لشباب الوطن كافة وخاصة لشباب المحافظتين...... أما أن تسكت وزارة الشباب والرياضة بمكتبيها بأبين والمٌكلا لهو دليل واضح أنها هي الأخرى تعج بفساد منقطع النظير!!، فأين الوزير؟ وأين نائبه؟ وأين وكلاء الوزارة السبعة أو الثمانية؟ وأين مدير عام الأندية؟ ومدير عام الاتحادات؟ وأين مدير عام الرقابة؟ أين هؤلاء ولماذا أمثال هؤلاء المفسدين باقين في مواقعهم الإدارية وهم هكذا يتفرجون على قضية فساد عريضة ولا يستطيعون أن يحركوا ولو حتى مسطرة على مكاتبهم لإثارة الموضوع والتيقّن من حقيقته..... وامتدادً للفساد بالأندية فبعد أن رحل (الصريمي كيك) على وزن (كاك بنك) وشلة الطحين التي جلبها معه لإدارة النادي الحالمي العريق (الأهلي) تكشفت الكثير من الفضائح؛ فإداري غير محترم كان وهو يوقع عقود اللاعبين يسجل بالعقد مبلغاً برقم محدد وما يعطيه للاعب حقيقة مبلغ برقم آخر أقل، والفارق إلى جيبه أو جيب أم العيال الله أعلم، طبعا هذا الحال مر مع كل عقد كان يوقّعه إياه، كما تتردد حكاية مفزعة بطلها هو نفسه مشهدها الوحيد أن الكابتن حلمي مدرب الفريق السابق استلم مبلغاً مالياً بالعملة الصعبة من أحد الأهلاوية في المهجر وقد تعمّد الداعم تسليم هذا المبلغ للكوتش لأجل تطييب خاطره وتصبيره على البقاء في النادي بعد أن كان (توتو) قد نوى ترك النادي والمغادرة، الكوتش بعد أن وصله المبلغ وهروباً من الشك والقال والقيل ولأنه رجل محترم سلّم المبلغ كما هو بنظافة يد إلى هذا الإداري، المبلغ كان مقابل دعم وحافز من قبل المغترب للنادي لشحذ همم اللاعبين حتى يتجاوز عريق الحالمة وضعه الصعب وقتها، وللأسف الإداري إياه لطش المبلغ فلا هو أقام مأدبة غداء للاعبين كما كان يأمل المغترب المتبرع ولا هو أودعه لخزينة النادي، وهو ماجعل الكوتش حلمي يضطر في الأخير وبعد أن انقطعت سلبة صبره إلى حمل حقيبته وعلى أقرب باص راحه غادر إلى عميد الصناعنه، ورغم تكشف هذه الفضائح وبأدلة قاطعة إلا أن إدارة الرعوي الجديدة للعميد الحالمي لم تتخذ أي إجراء بهذا الشأن وكأنها تتفرج على مسرحية شاهد ماشافش حاجة... أنا على يقين أن إداري أهلي تعز هذا نسخة مكررة في أكثر من نادي، ولذلك على الشخصيات الشريفة والأمينة في الأندية البحث والتفتيش عن مثل هذه الممارسات بالتقصي واستفسار اللاعبين عن حقيقة ما يستلمونه من مبالغ بالتحديد ومراجعة الكشوفات المتعلقة بذلك وهذا أقل ما يُمكن أن تقوم بهِ مثل هذه الشخصيات المحترمة التي عندما تسكت فإن الشيطان حتماً سيتكلم.... فضائح الفساد الكبيرة التي ترتكبها إدارات الأندية يجب الوقوف بحزم أمامها فلما أعلن أمين عام نادي الوحدة أنه يدين للنادي بكم مليون عندما كان موج الإدارة قد اقترب من اجتثاث كرسيه الجاثم عليه منئذ عشرين سنة، لم تتحرك وزارة الشباب والرياضة ولم يلتفت اتحاد الكرة ولم يقم حتى رئيس النادي بالاتصال بمحاسب النادي أو مسؤوله المالي إن كان لديه مسؤول ليعرف حقيقة هل فعلاً نادي الوحدة العريق مدين بالملايين لإداري في النادي بالكاد يملك قوت يومه!!!؟ إذا كانت أندية بحجم حسان وشعب حضرموت لا تمتلك القدرة على السفر مائة أو مائتين أو حتى خمس مائة كيلو لخوض مباريات الدوري العام فماذا سنقول عن نادي الجزع بالمهرة والتوحيد بصعدة وشباب المراوعة و26سبتمر بالبيضاء و14 اكتوبر بشبوة، وإذا كانت أندية بحجم وعراقة أهلي تعز لا تستطيع أن تسترد حقوقها من إداري (لُص) كيف سيكون الحال عليه بنادي الكرامة بالنادرة مثلاً، وإذا كان نادي عريق وكبير لا يبعد مقره أكثر من مائة متر عن مكتب رئيس الجمهورية مثل نادي الوحدة مُتّهم بأنه مُدين لأحد إداريه بملايين فكيف الحال بنادي السلام بحجة أو شباب الطويلة أو جيلان بريمة!!!؟ إن الفساد المستشري بالأندية هو جزء من الفساد المستشري بوزارة الشباب والرياضة فعلاً الذي هو للأسف جزء من ثقافة فساد تعج بها مفاصل الدولة؛ فإذا وجدت لصوصاً صغاراً يلهون في صحن دارك فتأكد أن كبيرهم يعبث بخزنة مالك في غرفة النوم، وامتداداً لهذه الثقافة لم يكن ليجد نفسه غريباً جميل بشر مدير مكتب نائب وزير الشباب والرياضة المستقيل حاشد الاحمر وهو يشكو على صفحات الفيس بوك من توقيف استحقاقاته المصروفة من صندوق النشء والشباب، بالله عليكم هل هناك بجاحة وفساد أعمق وأكبر من هذا المستوى!!؟ صندوق النشء والشباب المخصص لدعم الشباب والناشئة تخصص جزءاً من موازنته كمكافآت واستحقاقات وحوافز لموظفين!! وماذا؟ موظفون منقطعون عن العمل!!، وعندما تهب لمحة ضمير أو تمُر سحابة حماس اعلامي على الرجل الأول صاحب الحل والعقد ويقطع عنهم هذه المبالغ الحرام يهرولون ليتباكوا على حائط مبكى الفيس بوك!! المشكلة أن هؤلاء يدّعون باطلاً وكذِباً أنهم يقودون ثورة الشباب وأن توقيف هذه الاستحقاقات ماهو إلا نتيجة لمواقفهم الثورية النبيلة.. فبالله عليكم ثانية هل مثل هؤلاء يقوّمون بثورة ويقودون امة ويصنعون مستقبلاً مشرقاً نظيفاً!!؟.... مات الضمير الإنساني وطفحت الأخلاق الفاسدة وأصبح الوعد وعد أصحاب الوجوه المُتبجّحة ذات الطباع القوية وفعلاً رعى الله من قال من السلف الأول (سارق ومبهرر) هذا وسيبقى نبض قلبي يمنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.....قريباً.... انتظروا حسان من الداخل فاسدون ومفسدون حكاية النادي الذي صلبته السياسة.!!!