استفز انعقاد المؤتمر لفرع المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بمدينة عدن القيادي حسن باعوم والذي تم خلاله اختيار القيادات التنظيمية للمجلس المكون من 8 أشخاص من بينهم أعضاء تابعون لحسن باعوم. وفي أول رد لعقد المؤتمر الأول والذي يتزعمه علي سالم البيض نظم القيادي حسن باعوم مع فصيله من الحراك لقاء يوم أمس الثلاثاء تُذكر الوسط الجنوبي بمواصلة الاحتجاجات في مناطق الجنوب، وفي ذلك إشارة إلى رفضه للمؤتمر الذي نظمه تيار علي سالم البيض واختيار القيادات مما يظهر تعزيز الانقسام الواضح بين الطيف الجنوبي وقياداته التنظيمية. ووصف نجل حسن باعوم فادي المؤتمر الذي عقده فصيل علي سالم البيض يوم الأحد الماضي بأنه "فاشل"، واتهم فادي عناصر مندسة من طرف مكتب بيروت، حسب وصفه، برفع أعلام السعودية في مليونية دعا لها والده في 7 / 7 في المكلا، وفي ذلك اتهام واضح لعلي سالم البيض الذي يتخذ من بيروت مقرا له منذ فترة، مشيرا إلى أن الحراك مبتلى بالشطط والاختلاف. وتأتي هذه التصريحات في وقت يمر فيه الحراك بأزمة داخليه تعمقت عشية عقد مؤتمر فصيل البيض في عدن الأحد الماضي وصدر مجلس باعوم بيانا يتهم فيه البيض صراحة بانتحال شخصية المجلس الأعلى. وبحسب ما صدر عن اللقاء يوم أمس الثلاثاء بقيادة حسن باعوم، فإن اللقاء أيضا يأتي رفضا لمخرجات الحوار، والذي سينتهي برفع التقارير النهائية من الفرق التسع بمؤتمر الحوار يوم غدا الخميس، وهو ما يعبر عن حالة الاستنفار بين فصائل الحراك لأي حل لا يخدم التوجه الذي يقود إلى استعادة دولة الجنوب. وعلى غير سابقة في دعوة الحراك شددت "الحركة الوطنية" الجنوبية على أهمية إيجاد شرطة محلية جنوبية مهمتها إدارة شئون الجنوب في المرحلة الراهنة، وهي خطوة تشير إلى التصعيد الحاصل في أجندة الحراك. إلى ذلك اعتقلت قوات الأمن يوم أمس في مدينة عدن مجموعة من نشطاء الحراك الجنوبي أثناء تحضيرهم لتظاهرة مناهضة لمخرجات مؤتمر الحوار، واعتقلت القوات اليمنية فضل سالمين الصلاحي كانوا يعملون على التحضير لفعالية في ساحة العروض للتعبير عن رفض نتائج مؤتمر الحوار، وشهدت مدينة عدن انتشارا أمنيا يوم أمس بعد دعوات أطلقها فصيل علي سالم البيض لتنفيذ عصيان مدني غير أنها لم تلاقي استجابة من قبل فصائل الحراك الباقية. وفي منطقة "كريتر" بمدنية عدن أصيب شاب "18عاما"، عندما فتح جنود للأمن النار لتفريق مظاهرات تابعة للحراك. ونقلت مواقع تباعه للحراك أن الشاب "ميعاد علي" أصيب بعيار ناري في الساق أطلقه جنود من الأمن عقب مصادمات مع محتجين بعدد من شوارع مدينة عدن القديمة. وكانت قوات الأمن استخدمت مسيلات الدموع لتفريق المظاهرات ومحاولة لفرض عصيان في المدينة كان قد دعا إليه فصيل علي سالم البيض. وتشهد مدينة عدن تصعيدا ميدانيا تنظمه أكبر فصائل الحراك، فصيل حسن باعوم ويدعو للتظاهر، وفصيل علي سالم البيض والذي يدعو للعصيان المدني، توجساَ لمخرجات الحوار التي برزت نتائجها عبر الوثيقة التي اتفقت عليها المكونات السياسية بمؤتمر الحوار في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء. وفيما له صله بالموضوع أعلن عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، صالح البيضاني، أن الحراك الجنوبي قبِل بدولة فيدرالية من إقليمين، فيما تنازلت أطراف سياسية أخرى عن مطالبتها بالحفاظ على الوحدة اليمنية المعلنة في مايو 1990. ونقلت "UPI" تصريحا للضبياني أن جميع الأطراف خفضت أسقف مطالبها فيما يتعلق بشكل الدولة، فالحراك أصبح متخلياَ عن مطالبته بحق تقرير المصير ليجعل سقفه دولة فيدرالية من إقليمين، وأما الأطراف الأخرى فقد تنازلت عن مطالبتها بالحفاظ على الوحدة بشكلها المعلن عنه في العام 90 لتطالب بدولة فيدرالية من عدة أقاليم على اعتبار أن خيار الإقليميٍن قد يكرس الانفصال. ويدور جدل واسع في مؤتمر الحوار فيما يتعلق بالأقاليم، ففي الوقت الذي يصر الحراك الجنوبي في وقت سابق على أن تكوين دولة اتحادية من اقليمين بات من المرجح بعد وثيقة يوم أمس أن هناك شبه اتفاق على تقسيم اليمن إلى 4 أقاليم، إضافة إلى قبول التمديد لفترة رئاسية ثانية للرئيس عبد ربه منصور هادي لمدة 5 سنوات كمرحلة تأسيسية للدولة الجديدة، وعلى أن ترحل بعض التفاصيل وخاصة فيما لها صلة بالمواضيع الحساسة إلى مرحلة قادمة حتى لا تتسبب ٍبتعثر مؤتمر الحوار وتقدمه في الجلسة الختامية. وأشار البيضاني إلى أن الخلاف الأبرز الذي لا زال يبرز بقوة هو "الرفض القطعي لحزب المؤتمر الشعبي العام لمرحلة تأسيسية يعتبرها تمديدا غير قانوني للرئيس هادي واستمرارا للأزمة السياسية، وخروجا عن المبادرة الخليجية، ومن أبرز بنودها حل مجلس النواب الذي يعد آخر المؤسسات التي لا زال حزب الرئيس السابق يسيطر عليها".