عرض الفضائية اليمنية فيلماً وثائقياً عن حصار السبعين و تعمل على فلترة التاريخ بما يخدم مصالح القوى التقليدية المسيطرة في اللحظة الراهنة و التي كانت بمثابة حصان طروادة في حصار السبعين.. لا تجرؤ الفضائية على تسمية قوى الإقطاع و المرتزقة و عملاء بني سعود بأسمائهم والذين وجدوا في خروج القوات المصرية من اليمن فرصةً مواتية لافتراس الجمهورية الوليدة و طرية العظم فاصطدموا بالسياج الشعبي متمثلاً في "المقاومة الشعبية" و ما تبقى من "فصائل الحرس الوطني" و وحدات الجيش النظامية متمثلة في قوات "الصاعقة و المدفعية و المشاة ".. عوضاً عن ذلك تطلق فضائية العمراني اسم "القوى الإمامية" على تلك المجاميع التي حاصرت صنعاء إذ ليس من مصلحة القائمين عليها إيراد حقيقة أن الجمهورية غُدِرت تحت لافتة الجمهورية نفسها؛ و بدعم مباشر من الصهيووهابية التي اتخذت من "نجران السليبة" قاعدةً لها فكانت طائرات العدو الإسرائيلي تقلع منها لتضرب صنعاء و يتم تفويج مرتزقة " بوب دينارد" إليها... تريد الفضائية تجيير الملحمة الوطنية الشهيرة لحساب معارك بني الأحمر اليوم مع محيطهم الاجتماعي والحوثيين؛ فهؤلاء الأخيرون ، بنظرها،هم من يحاصرون صنعاء حالياً في إشارة الى أن التاريخ "يعيد نفسه" تدليساً كما و إلى الخطاب الذي خيضت تحته ست و سبع و ثمان حروب ضد الحوثيين بدعوى "إماميتهم". لكن الفضائية لا تجرؤ و لا تريد الإجابة على السؤال: من قتَلَ "عبدالرقيب عبدالوهاب" بطل السبعين و سحله بملابسه الداخلية على إسفلت شوارع صنعاء....؟! و إذا كانت القوات المُحاصرة لصنعاء قد اندحرت فمن له مصلحة في قتل الشهيد "عبدالرقيب" و الانقلاب على المضامين الوطنية للجمهورية الفتية و إعلان البيعة ل"الرياض"؟!. إنني أنصح الجيل الجديد من الناشئة على قراءة التاريخ من أكثر من مصدر حتى لا يقعوا فريسة لهذا التضليل السافر و الوقح...و بهذا الخصوص أعتقد أنه من المهم جداً قراءة رواية الكاتب الفلسطيني "يحيى يخلف": "نجران تحت الصفر".... كما و "إرينا جلوفسكايا" الصحفية و الكاتبة السوفياتية.