لا جدال أن الإرادة الشعبية في الأنظمة الديمقراطية ليس لها سوى مقياس واحد هو صناديق الاقتراع، وخلاف ذلك يُعد كل فعل يقوم به الحاكم دون الرجوع إلى الشعب محض استبداد مهما لوّنه الحاكم عبر وسائل إعلامه بألوان محاولاً تزييف الحقيقة.. يحدث في يمن التغيير ما بعد 2011 أن يقرر الحاكم صاحب القول الفصل في كل شيء قرارات عوجاء حمقاء، ويمررها ليس بالاستناد إلى إرادة شعبية عبر صناديق الاقتراع، بل مستنداً إلى مبعوث أممي يروج له في كل مؤتمر صحفي يجريه شهرياً في مجلس الأمن الدولي، يقول فيه ((الرئيس عبدربه صانع المعجزة التي جعلت العالم يقف مشدوهاً !!!)). لم يختر الشعب اليمني عبدربه منصور هادي إلا لسنتين ميلاديتين يتيمتين لا أكثر، وليس كما يتمنى هو أن تكون السنتان ((ضوئيتين))، ولو علم الناس أن الرجل سيقودهم إلى كل هذه الكوارث لفضلوا ما كانوا يعيشون فيه من أزمات خلال 2011 م !!، لم يفوض اليمنيون عبدربه منصور هادي اختيار أعضاء لجنة تحضير للحوار تبشر بنبي من بعدها اسمه ((أحمد))، يدعى أنه مبارك، وهو ما ليس له في الواقع ما يعضده، اللهم إلا من باب تسمية الأعمى (بالبصير)!!، ثم لم يفوض اليمنيون هادي، غير المهدي، ليختر 565 نفراً، مؤهلات أغلبهم أنه عمل في مهنة المهرجين، لم يفوضوهم ليقوموا بالتصفيق والصياح في قاعة كوكب الموفمبيك ليتم بعدها اختراع أكبر أكاذيب العصر الحديث (((وثيقة مؤتمر الحوار بين اليمنيين التي تم الإجماع عليها والتوافق منقطع النظير)))!!، لم يفوض اليمنيون أحداً بدلاً عنهم ليرسم لهم أمانيهم وطموحاتهم، ولم يختر اليمنيون تلك الكائنات الموفمبيكية التي وقفت لشرعنة حكم فرد فشل في أداء الحد الأدنى من واجباته تجاه من اضطروا، ولمجرد (صدفة أن الرجل كان أمامهم) للقبول به سنتين..! لم يفوض اليمنيون بعد ذلك تلك الكائنات الموفمبيكية لتقوم بإعطاء هادي تفويضاَ ليختار لجنة أقاليم يشكّل من خلالها اليمن على هواه، ولم يفوض اليمنيون هادي ليقوم بتشكيل لجنة صياغة دستور على هواه، وأخيراً لم يفوضوا هادي ليقوم بتشكيل هيئة للرقابة على تنفيذ مقررات كائناته الموفمبيكية !!!. ما بُني على باطل فهو باطل، والشعب اليمني عبر صناديق الاقتراع الشفافة هو الوحيد الذي يمنح الشرعية للأفعال السياسية، وهو الذي يجعل لتلك الأفعال حجية قانونية، وطالما والشعب لم يختر أعضاء الحوار ولم يفوض هادي باختيارهم ولم يختر أعضاء لجنة الأقاليم ولم يفوض هادي باختيارهم، ولم يختر أعضاء لجنة صياغة الدستور ولم يفوض هادي باختيارهم، ولم يختر أعضاء هيئة الرقابة على مقررات الموفمبيك ولم يفوض هادي باختيارهم.. إذاً فكل ما فعله هادي - طال الزمن أو قصر - في ميزان الشرعية والمشروعية والديمقراطية هو والعدم سواء. مهما غنى للرجل الابنان الطائعان (ابن عمر وابن مبارك)!!، مهما أوهمه لاعقو الأحذية، مهما بنى أوهامًا بأن المجتمع الدولي معه وأيده بقرار من مجلس الأمن، فإن اليمن ملك اليمنيين، واليمنيين وحدهم عبر الصناديق الشفافة هم من يمنحون الشرعية والمشروعية لما يشاؤون من أفعال. سيطر الغرور كثيراً على الحكام الحمقى على مر التاريخ، ظنوا أن الشعوب مضطرة للقبول بهم وبأفكارهم وبمؤامراتهم وخططهم للبقاء في العرش، حكى التاريخ آلاف الحمقى الذين لا تكفي لسرد أسمائهم مجلدات، ظن أولئك الحكام الحمقى أن بإمكانهم تغييب الذهنية واستغلال الخلافات للبقاء، ظنوا أن صناعتهم للأزمات والصراعات ستجعل الشعوب مضطرة للقبول بهم فترات زمنية أطول، استغل الحمقى كل وسائل الدجل على مر التاريخ شعراً أو نثراً في عصور ما قبل الإعلام، واستغلوا حالياً (الملتي ميديا) لتغييب أذهان الشعوب، لكن حماقاتهم وإن سببت الألم للشعوب انتهت كلها دون استثناء بفقرة واحدة (((يسقط الحاكم والشعب يعيش))). سيذكر التاريخ أن أسوأ حكام اليمن مذ تم تسمية هذا الجزء الجغرافي في جنوب الجزيرة العربية هو عبدربه منصور هادي، سيمحو التاريخ كل ما فعله عبدربه في أيام حكمه لليمن، سيمحوها ليس في لحظات، بل في لحظة واحدة، فما فعله سراب.. وهم.. خرافة.. خزعبلات.. لن تصمد طويلاً، وموعد صحوة أجيال الانترنت لن يطول، كما آبائهم بل سينتفض هؤلاء بأسرع مما توقع مخترع النظرية العالمية الإقليمية الجديدة، أو قل ما يسميها عرابه المعجزة التي فاقت التوقعات.!!!