فيما يمكن عدّه نجاحًا أمنيًّا ملحوظًا فقد تم - تقريبًا - وقف عمليات الاغتيال التي كان يتم تنفيذها ضد عسكريين وأمنيين في العاصمة صنعاء خلال الفترة الماضية لتظل حضرموت هي الساحة الأبرز لتنفيذ عمليات الاغتيال ضد ضباط وجنود سواء وهم مرابطون في النقاط العسكرية أم باغتيالهم في الأسواق والشوارع، وبالذات في مدينة المكلا، الذي أصبح لافتًا عدم قدرة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الحد من عمليات الاغتيال رغم نجاحها اللافت في القبض على شحنات صغيرة من الحشيش والمخدرات.. وفيما له علاقة بالحد من عمليات الاغتيالات في العاصمة صنعاء أرجعت الأجهزة الأمنية هذا النجاح إلى ما قالت إنها نفذت - مؤخرًا - عددًا من الضربات الاستباقية لخلايا تنظيم القاعدة في العاصمة، وفي الضواحي المحيطة بها والتابعة لمحافظة صنعاء، ودللت العملية التي وصفتها بالنوعية التي استهدفت أخطر خلية إرهابية في مديرية أرحب، والتي كان يتزعمها الإرهابي صالح التيس المكنى ب (أبو ياسر)، والذي يُعتبر المسئول المباشر عن عدد من جرائم اغتيالات الشخصيات العسكرية والأمنية التي وقعت خلال الفترة الماضية بالعاصمة، وكذا عمليات اغتيال واختطاف الدبلوماسيين الأجانب، كما أن هذه الخلية الإرهابية هي المسؤولة عن اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين عضو مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن عدد من الجرائم الإرهابية الأخرى، وبحسب مركز الإعلام الأمني فإن العمليات الاستباقية التي نفذتها ضد أوكار الإرهاب وعناصره تأتي في إطار الإجراءات والتدابير الأمنية التي تتخذها لحماية العاصمة صنعاء من أي أعمال إرهابية وتخريبية محتملة.. إلى ذلك وفيما أكد قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن محمد عبدالله الصوملي رصد تحركات للعناصر الإرهابية في مناطق عدة بسيئون، وأنه سيتم ملاحقة جميع تلك العناصر الذين تسللوا إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت - مساء الجمعة قبل الماضية - فقد كان كشف مصدر أمني لموقع "الوسط" عن أن الفرقة الانغماسية احتفلت (الاثنين الماضي)، وبحضور أمير أنصار الشريعة بمحافظة أبين جلال بلعيدي الملقب ب (حمزة الزنجباري) صاحب الصورة التذكارية عند قصر سيئون بين أشجار ومزارع منطقة خشامر التابعة إدارياً لمديرية القطن بنجاح غزوتهم على سيئون، حيث قاموا بذبح العديد من الأغنام وإعداد مأدبة غداء، وكان من اللافت أن الجيش أو الأمن لم يتعرض لهم، وهو ما يؤكد عدم وجود أية مطاردة للقاعدة عقب عملية اقتحامها لسيئون، بحسب التصريحات العسكرية.. وعلى ذات السياق نشر موقع "الوسط نت" عن معلومات ما زالت تتكشف عن كيفية تمكّن أنصار الشريعة من السيطرة على مدينة سيئون منتصف ليل الجمعة قبل الماضية، حيث أكد مصدر عسكري - في تصريح خاص ل"الموقع" - أن الضابط المستلم لدورية ليلة الجمعة قد رفع النقاط في هذه الليلة، وأدخل جميع الأطقم الأمنية العشرة داخل سور معسكر المنطقة العسكرية الأولى قبيل الحادثة بعشر دقائق، فيما لم يتم - حتى اليوم - الكشف عن أي تحقيقات جدية للوصول إلى حقيقة ما حدث، كما أكد ذات المصدر من أن أحد القتلى الذين سقطوا في إدارة مرور سيئون من أنصار الشريعة كان أحد مرافقي اللواء محمد الصوملي أثناء قيادته للواء 25 ميكا بمحافظة أبين، ويدعى (مجاهد)، وكانت نقلت وكالة "سبأ" أن الصوملي أوضح في اللقاء الموسع، الذي عُقد الأحد بسيئون للجنة الأمنية بحضرموت الوادي والصحراء والسلطة المحلية، بأن المحافظة ليست بيئة حاضنة لتنظيم القاعدة. وفيما أشاد الصوملي بأبطال الجيش والأمن في المحافظة، قال: إن ما تتعرض له حضرموت حالياً يأتي في إطار حملة تستهدف إرباك المشهد السياسي في اليمن، إلا أنه لم يتحدث عن كيفية نجاح القاعدة باقتحام سيئون. وتناقلت مصادر إعلامية عن قيام قوات من الشرطة العسكرية بمداهمة فندق وسط مدينة سيئون واعتقال ثلاثة مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة. وجاءت هذه العملية بعد نجاة ضابط الأمن السياسي حسين بن عبدالعزيز الكثيري من محاولة اغتيال, ويعتقد أن المعتقلين على صلة بالحادثة، هذا وكان اغتال مسلحان مجهولان، يستقلان دراجة نارية، قبل 29 من الشهر الماضي، مدير أمن المكلا السابق "سالمين العوبثاني" ونجله "عوض" بمنطقة الغليلة بديس المكلا. وأكد مصدر طبي في مستشفى ابن سيناء: أن العوبثاني ونجله وصلا إلى المستشفى وقد فارقا الحياة، وتم وضعهما في ثلاجة الموتى. وكان مسلحان يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على العوبثاني وابنه بمنطقة الغليلة بالديس قبل أن يتم إسعافهما إلى مستشفى بن سيناء. حيث فر المسلحون إلى سوق القات القديم، والذي كانت تنتظرهم سيارة، حيث أقلتهم، تاركين الدراجة النارية. وكان شن القيادي والنائب الإصلاحي الدكتور عبدالرحمن بافضل هجومًا كاسحًا على وزير الدفاع، ووصفه بالانهزامي ومن أنه أحد تجار السلاح. وقال - على صفحته في الفيس بوك - "إن وزير الدفاع انهزامي، ولن يحقق نصراً ضد القاعدة ولا الحوثي، وإنما حرب طويلة الأجل على الطريقة الأمريكية، تتصف بالمعارك الموسمية وصد الهجمات دون التفكير في استراتيجية لنزع سلاح الخارجين على القانون والرافضين لمخرجات الحوار الوطني". وأضاف: "نحن نعرف أن هناك ضباطًا تجار حروب ليس من مصلحتهم إنهاء الارهاب في اليمن إرضاء للأسياد في أمريكا، وعلى رأس هؤلاء وزير الدفاع، ولا غرابة؛ فهو من اختيار الرئيس السابق، وله علاقات قوية مع المخلوع عبر الأمريكان، وحتى الحوثي والقاعدة". وأوضح: "أن وزير الدفاع يتسلى بالجنود وبالحرب على حساب الشعب اليمني على طريقة المخلوع، فمتى يضع الرئيس المنتخب حدًّا لألاعيب وزير الدفاع، ومتى يسلم الأمن للأقاليم ليتولى كل إقليم شؤونه الأمنية كخطوة على طريق النظام الاتحادي دون توجيهات مركزية". وختم منشوره: "سؤال حول عمران: من يجب أن ينسحب منها الجيش اليمني، أم مليشيات الحوثي المسلحة؟.. أم أن وزير الدفاع على الحياد حتى تصله تعليمات جديدة من السفارة الأمريكية".