استكمل الحوثيون سيطرتهم الفعلية على العاصمة عقب الاستيلاء على اللواء الثالث ودار الرئاسة؛ نظرًا لأهمية هذا اللواء، والمواقع التي يسيطر عليها، وهو ما يُمثّل انتقالاً غير معلن لسلطات هادي الفعلية الواسعة وهيمنته على التفرد بالقرارات المصيرية للبلد، إلا أنه سيظل مع ذلك واجهة أية سلطة تحت أي شكل من أشكال الحكم؛ باعتبار ما تقتضيه الشرعية التي يُمثّلها لاستكمال متطلبات المرحلة الانتقالية والانتقال السلمي للسلطة. وفي هذا السياق أكدت مصادر موثوقة ل"الوسط" عن مخاوف أنصار الله من محاولة هروب هادي لترك فراغ في السلطة، وهو ما جعلهم يُحكمون الحصار على منزله بعد أن تمكن من تهريب الطائرة الرئاسية إلى عدن. إلى ذلك أجّل مستشارو الرئيس من قادة الأحزاب الاجتماع الذي ظل منعقدًا طوال يوم أمس إلى صباح اليوم الأربعاء؛ لبلورة موقف على ضوء ما حدده زعيم "أنصار الله" في كلمته التي انفض الاجتماع للاستماع إليها.. وبهذا الخصوص حدد السيد عبدالملك نقاطًا أربعة أساسية يهدف هذا التحرك إلى تحقيقها: - سرعة تصحيح وضع الهيئة الوطنية لصياغة الدستور وآلية اتخاذ القرار فيها. - سرعة تهذيب مسودة الدستور وحذف كل المخالفات، وإضافة النواقص، ومن ثمة تقديمها للهيئة الوطنية. - سرعة التنفيذ للشراكة والدخول الفوري فيها وبشكل فعلي وحقيقي وفق اتفاق السلم والشراكة، ووفق الحوار الوطني. - الدخول الفوري في معالجة الوضع الأمني، وسرعة معالجة الوضع في مأرب. هذا ومن المفترض أن تُعلن المكونات يومنا هذا موقفها من هذه المطالب، وتحديد خطوات عملية لتنفيذها لتتوج بتوقيع الرئيس عليها كبداية. إلى ذلك خلا اللقاء الذي ترأسه رئيس الجمهورية، يوم أمس، من أية إشارة رسمية حول أحداث العاصمة، وسيطرة اللجان الشعبية على اللواء الثالث ودار الرئاسة. وعلى غير ما أعلنته وكالة "سبأ" عن الاجتماع الذي ضم هيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا في منزل الرئيس فقد تم مناقشة مطالب الحوثيين وأسباب تصعيدهم.. وبحسب مصدر موثوق ل"الوسط" فقد كان مستشار الرئيس عن الحوثيين صالح الصماد حادًّا وواضحًا في مطالبه، والتي على الرأس منها: تحقيق الشراكة وتنفيذ ما نص عليه اتفاق السلم.. محملاً الرئيس المسؤولية في كل ما يحدث.. وقال المصدر: إن كلمة الرئيس كان معظمها مكررًا حول الحوار ونتائجه، وما تحقق، كما حاول تبرير ما اقترفت يداه، مثيرًا المخاوف من حصول حرب داخلية في حال لم يتم التوافق بين المكونات، نائيًا بنفسه عن المشكلة، مثيرًا ما يحصل من ازدواج في الوزارات والمؤسسات بسبب تدخلات اللجان الثورية، إلا أنه في الأخير رضخ لمطالب الحوثيين في تصحيح الاختلالات الحاصلة في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة، موجهًا باجتماع عاجل للمكونات الموقعة على اتفاق السلم وبلورة المطالب بحسب الاتفاق، وهو ما تمخض عن اجتماع المستشارين في منزل الإرياني، الذي استمر حتى مساء أمس. وكانت المكونات السياسية عقدت اجتماعًا، مساء الأحد الماضي، بحضور مساعد مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر (عبدالرحيم صابر)، حضرها عن مكون "أنصار الله" حمزة الحوثي لمناقشة مطالب الأخير. وبحسب مصدر موثوق ل"الوسط" فإن ممثل الحوثي طرح بشكل واضح عدم تنازلهم عن مساواة جماعاتهم ببقية المكونات في كل مفاصل الدولة، وفي هيئات الحوار ومجلس الشورى.. وعلى ذات السياق شهد - يوم أمس تصعيدًا خطيرًا، عقب اجتماع الرئيس مع مستشاريه، بعد أن وصلت الاشتباكات إلى منزل هادي عقب محاولة جنديين الوصول إلى محيط منزله بعد استيلائهما على مدرعتين من اللواء الثالث الذي تعرض للنهب قبل أن يسيطر عليه الحوثيين، وحاولا الوصول بهما إلى منزل الرئيس، إلا أن عدم علم اللجان الشعبية بالأمر أدى إلى مواجهتهما خوفًا من استهدافهما. وبحسب المصادر فإن المواجهات انتهت عقب وصول الصماد إلى المنطقة محل الإشكال، وإنهاء التوتر بعد أن استسلمت سرايا من الحراسة، حيث لم يتم الإبقاء سوى على الحراسات الجنوبية، فيما لا زالت اللجان الشعبية على مسافات غير بعيدة من منزل الرئيس، وعلى مداخل الحارات المؤدية إلى المنزل، وأدت المواجهات إلى مقتل ثلاثة من حراسة الرئيس، وعدد من الجرحى.