وسط عاصف إيقاف ومصادرة صحف، بدأت الانقسامات المبكرة في مجلس نقابة الصحفيين الجديدة بفعل الهيمنة الحزبية على النقابة ، فيما أقر مجلس القضاء الأعلى يوم الاثنين انشاء محكمة متخصصة للنظر في قضايا الصحافة والمطبوعات تتولى النظر في جرائم العلانية والنشر وكافة الدعاوى المتعلقة بقضايا الصحافة والمطبوعات المنصوص عليها في قانون الصحافة والمطبوعات والقوانين ذات الصلة. يأتي ذلك مع بدء نيابة الصحافة والمطبوعات بصنعاء تحقيقاتها مع 3 رؤساء صحف أهلية من اجمالي 6 صحف بتهم (إثارة المناطقية والعنصرية والمساس بالوحدة الوطنية ) المرفوعة من قبل وزارة الإعلام. وكان وزير العدل الدكتور غازي شائف الاغبري قال إنه سيتم أنشاء محكمة مقرها العاصمة صنعاء للنظر في قضايا الصحافة والمطبوعات والنشر المنصوص عليها في القوانين ذات الصلة باعتبارها قضايا نوعية تستدعي سرعة الفصل فيها، وبدلا عن تشتيت قضايا النشر في أكثر من محكمة ،ولطبيعة قضايا النشر التي تحتاج إلى مهنية عالية في فهم دور الصحافة ، وتقديرا لرسالة الصحافة والصحفيين. من جهتها اعتبرت نقابة الصحفيين اليمنيين أن انشاء محكمة متخصصة بقضايا الصحافة يعد تصعيدا خطرا سيعمل على تأزيم العلاقة بين الصحافة والصحفيين من جهة والحكومة من جهة اخرى. وقال وكيل نقابة الصحفيين سعيد ثابت فى تصريحات للصحفيين ان قضايا الصحافة قضايا نوعية وتستدعي سرعة الفصل فيها اضافة الى ان طبيعة قضايا النشر تحتاج الى مهنية عالية وتقدير لرسالة الصحافة من جهة ثانية قدم رئيس لجنة الإعلام والثقافة بنقابة الصحفيين اليمنيين عبدالله الصعفاني استقالته من منصبة ، احتجاجا على موقف أعضاء النقابة من البيان الأخير لنقابة الصحفيين حول الوحدة اليمنية، و على تقاعس المجلس عن تحمل واجباته ومسئولياته تجاه القضايا الوطنية والمهنية ورفضاً ل"اختطاف النقابة وتحويلها الى بؤرة لتصدير الأزمات". وقال الصعفاني في مقال نشرته صحيفة الثورة اليوم أنه تم تكليفة من قبل مجلس النقابة مع وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت ، وأمين عام النقابة مروان دماج، لصياغة البيان ، وفيما اختفى مروان دماج وأغلق تلفونه في ذلك الوقت ، قاموا بصياغة البيان مع زميله سعيد ، وكانت المفاجأة ان هناك من سارع إلى نفي علاقته بالبيان لتسجيل مواقف شخصية خارج قرار المجلس. وكما استنكر الصعفاني بشدة الموقف السلبي للمجلس من قضية اختطاف الزميل صلاح الجلال رئيس تحرير صحيفة 17 يوليو بعد مرور أسبوع دون أن تسجل النقابة أي موقف سواءً عبر بلاغ صحفي أو بيان. وقال "بانه من غير المقبول ان تصبح النقابة حقا خالصا لعدد محدود من الزملاء يقيمون الدنيا ويقعدونها مع أي رسالة تهديد وبدون حتى تقديم شكوى.. بينما يهمل النظر في تعرض آخرين إلى انتهاكات لا يتم النظر إليها إلاّ بطلوع الروح وعلى استحياء شديد فكيف لبعض زملائنا في المجلس ان ينكروا الوقوف المتكرر في التمييز بسبب الانتماءات كما حدث من معاقبة صلاح الجلال ربما على اسم صحيفته".