رفعت إيران سقف تدخلها في الشأن اليمني بالتوازي مع خطاب إعلامي إيراني يتبنى وجهة نظر المتمردين الحوثيين في صعده الذين يواجهون حملة عسكرية شرسة منذ أسابيع ثلاثة. الجانب الإيراني تعددت تدخلاته لتصل إلى أعلى مستوى سياسي بدعوة وزير الخارجية منوشهر متكي اليمن الى تبني خيار سياسي وتحديداً اتفاق الدوحة لحل الإشكال مع الحوثيين . تصريحات متكي جاءت خلال لقاءه سفير اليمن لدى طهران الذي نقل رسالة اليه من وزير خارجية اليمن ابوبكر القربي تضمنت احتجاجاً على تعامل إيران الإعلامي والسياسي مع قضية داخلية . وأشار متكي بلغة استعلائية إلى وساطة دولة إقليمية لم يسمها بين الحوثيين والحكومة اليمنية وإلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها، معتبراً أن 'الالتزام بالاتفاقات وسيلة جيدة لاستعادة السلم في اليمن.' خطاب الخارجية الإيرانية لم يختلف عن الخطاب الإعلامي لوسائل طهران وتصريحات رجال دين ونواب إيرانيين تحدثوا عن وجوب دعم الشيعة في اليمن في إشارة إلى الحوثيين. حديث الحوثيين وطهران عن ضرورة العودة الى اتفاق الدوحة الذي ابرم برعاية قطرية وتضمن عدد من النقاط الواجب الالتزام بها من الطرفين جاء بالتنسيق مع قطر التي تبنى إعلامها تسويق مصطلحات ومفاهيم وصمت الحرب على الحوثيين بالحرب السنية على الزيدية رغم البعد الكبير بين الحوثيين والزيدية كمذهب يعتنقه الملايين من اليمنيين . وكان اتفاق الدوحة بين الحوثيين والسلطة قوبل حينها بإنتقادات كثيرة من قبل أطراف في السلطة والمعارضة كونه ساوى بين الدولة والمتمردين . ومنذ ظهور أزمة بين اليمن وقطر عقب تخلف الرئيس علي عبد الله صالح عن حضور قمة غزة التي دعت إليها قطر دخلت قطر كطرف ثاني إلى جانب طهران في تبني خطاب سياسي وإعلامي مساند للمتمردين وصل حد الترويج لاتهامات حوثية للسعودية بالمشاركة بالحرب في صعده كحليف للسلطة. محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، قال إن قوات الحرس الثوري ستكثف تواجدها في خليج عدن لضرورات دفاعية وهي إشارة اعتبرها مراقبون تمثل خطورة على امن اليمن والمملكة وتمادي سافر من قبل الجانب الإيراني لوضع جذور عسكرية لنبته إيرانية يتم التهيئة لها في أكثر من بلد خليجي غير اليمن . جعفري قال في تصريحاته، التي نشرت أمس الاول إن زيادة الوجود الإيراني في خليج عدن هو لأغراض دفاعية، مؤكدا أن «صواريخ إيران دقيقة جدا وتصيب أهدافها في أي مكان» بدون أن يعطي تفاصيل إضافية. تصريحات القائد العسكري الايراني استفزت التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن ذو التوجه القومي المعادي للاهداف الفارسية حيث قال القيادي في الناصري محمد الصبري، إن المؤشرات الأمنية والإعلامية والسياسية والدولية تشيرإلى أن المرحلة القادمة ستشهد توسيع للتدخل الإقليمي في صعده وطالب الصبري "القيادة اليمنية الرشيدة" التي تحكم البلاد أن تتحمل مسئولياتها تجاه ما يترتب على هذا الوضع الخطير الذي يهدد أمن واستقرار اليمن وسيادته على أرضه.. وأضاف الصبري في تصريح لموقع "الصحوة نت" انه ليس بالضرورة أن تكون تصريحات رئيس الحرس الثوري الإيراني حول تعزيز التواجد الإيراني العسكري في خليج عدن صلة مباشرة بما يجري في صعدة ولكن الحرب اليوم في صعدة لم تعد تخفي على الأطراف الاقليمية المتداخلة فيها كإيران والسعودية وقطر وأشار القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري إلى أن تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني له مستجدات أمنية وعسكرية جديدة، وعلى دول المنطقة أن تقرأ هذا التصريح قراءة جيدة خصوصا بعد إعلان الإمارات القبض على شحنة أسلحة كورية كانت في طريقها إلى إيران، مشيرا إلى أن المستجدات الجديدة المتعلقة بالسياسة الدفاعية الإيرانية تجاه منطقة الخليج والجزيرة العربية يدخل ضمنها ما يجري من نزاع مسلح في صعدة ومن أعمال القرصنة في الخليج وكل ذلك يضع إيران في موضع المعني بما يجري في هذه الساحة الجغرافية. ولفت الصبري إلى أن إيران تتحدث اليوم عن وجودها في خليج عدن وكأن هذا الوجود أصبح موجوداً في البر والبحر، مطالباً السياسة الخارجية الدفاعية والأمنية الإيرانية أن تنظر إلى المحيط العربي نظرة صديق وبعيدا عن نظرة العداوة. في اتجاه ردة الفعل العمل السياسي اليمني تجاه الدور الايراني حذر الدكتور أبوبكر القربي -وزير الخارجية الحكومة الإيرانية من الانعكاسات السلبية في العلاقات اليمنية – الإيرانية في حال استمرت وسائل الإعلام الإيرانية في تبني مواقف المخربين في صعدة بنشر الاكاذيب والتحريض ضد اليمن، ملوحا في هذا الصدد باتخاذ اليمن (قرارات صعبة) وقال وزير الخارجية في حديث لأسبوعية الميثاق الصادرة عن الحزب الحاكم " نحن نبهنا الحكومة الايرانية بأن هذا الخطاب لا يخدم مصلحة العلاقات الثنائية بين البلدين، واذا ما أرادت وسائل الاعلام الايرانية أن تظل أداة بيد عناصر التخريب بصعدة، فذلك سيجعل اليمن تقدم على اتخاذ قرارات صعبة". الوزير القربي كشف عن احتجاج رسمي قدمته وزارة الخارجية للسفير الإيراني في صنعاء لإبلاغ بلاده وكذا احتجاجا أخر للخارجية الإيرانية حول خطاب وسائل إعلامهم الذي يشوه الحقائق.