كشفت برقية دبلوماسية أمريكية سرية سرّبها موقع (ويكيليكس) أن زعيم حزب الإصلاح الإسلامي المعارض في اليمن، حميد الأحمر، كان قد التقى مسؤولاً رفيع المستوى في السفارة الأمريكية بصنعاء قبل أقل من سنتين وكشف له عن مخطط سري للإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح مع 2011 يتصمن فوضى عارمة ومنظمة وانشاق في الجيش. ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن البرقية الدبلوماسية الأمريكية المسرّبة التي لخصت الاجتماع بين الأحمر والمسؤول الأمريكي، أن الأول وعد بإثارة تمرّد إن لم يضمن صالح عدالة الانتخابات البرلمانية المقررة في العام 2011 الجاري. وقال الأحمر إنه سينظم مظاهرات ضخمة مماثلة لتلك التي أطاحت بالرئيس الاندونيسي السابق محمد سوهارتو، واضاف "لا يمكننا أن ننسخ (ما فعله) الاندونيسيون بالضبط، لكن الفكرة هي الفوضى المنظمة". لكن السفارة، تجاهلت الأحمر لاستنتاجها بان تحديه لا يشكل شيئاً أكثر من انه "إثارة خفيفة" لصالح. وذكرت الصحيفة أن برقيات دبلوماسية مسربة سابقة أظهرت أن شخصيات يمنية مؤثرة وحلفاء للولايات المتحدة حذروا تكراراً دبلوماسيين أمريكيين من ضعف صالح المتزايد في العامين 2009 و2010، لكن رغم هذه التحذيرات واصلت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما احتضان صالح وزادت اعتمادها عليه في مكافحة منظمة تابعة لتنظيم القاعدة كانت تخطط لهجمات ضد الولايات المتحدة من شبه الجزيرة العربية. وأشارت البرقيات إلى أن الاحمر أخبر المسؤول الأمريكي في آب/ أغسطس 2009 أن مخططه سوف يتوقف على إقناع اللواء الركن علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، بالانشقاق عن الرئيس والانضمام للمعارضة. وقد انشق اللواء بالفعل عن الرئيس الشهر الماضي، فيما يعد حميد الأحمر حالياً مرشحاً رئاسياً محتملاً، وهو يلعب دوراً هاماً من وراء الكواليس-بحسب الصحيفة. وأشارت البرقيات المسربة من السفارة الأميركية في صنعاء أن الثورة اليمنية كانت مخططة ومتوقعة. وتقول برقية بتاريخ 30 مايو ايار 2009 تحمل توقيع السفير الامريكي انذاك ستيفن سيش "من غير المدهش في دولة يسيطر عليها زعيم قوي أن يلقي اولئك الاشخاص غير الراضين باللوم على هذا الفرد." وقالت الصحيفة ان وزارة الخارجية الامريكية رفضت التعليق على صحة هذه البرقيات أو ما جاء فيها. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لم تذكر اسمه قوله "اليمن من تلك الاماكن التي لم يكن لدينا فيها كثير من الخيارات السياسية الجيدة... كان لدينا هذا التأكيد على محاولة تحقيق الاصلاح." وافادت أن البرقيات تضمنت بعض التحذيرات الأعلى بشأن صالح أطلقت من قبل السعودية، جارة اليمن وأكبر متبرع لها. وأشارت البرقيات إلى أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، كان أخبر السفير الأمريكي ببلاده في تشرين الأول/ أكتوبر 2009 أن حكومة صالح "ضعيفة" وقابلة للانهيار، مما سيكون كابوساً: للسعوديين. وبعد اسبوع حذر دبلوماسي سعودي آخر من أن اليمن قد تصبح "أفغانستان أخرى".