قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه يوم السبت ان فرنسا لا تسعى للاطاحة بزعماء في العالم العرب على الرغم من تصدرها للحملة الجوية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وأضاف في مؤتمر صحفي بباريس أن فرنسا تشعر بقلق بالغ بسبب أعمال العنف في اليمن وسوريا محذرا من أن الموقف في سوريا قد يتصاعد اذا لم يسن الرئيس بشار الاسد اصلاحات عاجلة. وقال جوبيه في المؤتمر الذي يحمل اسم "ربيع العرب" وجمع سفراء فرنسا لدى دول العالم العربي والسفراء العرب لدى فرنسا واكاديميين "في اليمن وسوريا الموقف مثير للقلق بدرجة كبيرة." وقال "تلك الدول يجب أن تدرك أنه لا يوجد طريق غير الحوار الذي يوصل لاستجابة واضحة لطموحات شعوبها والحاجة الى التعبير عن أنفسهم بحرية كاملة." وكثير من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي شهدت موجة الاضطرابات منذ ديسمبر كانون الاول مستعمرات فرنسية سابقة ولعبت باريس دورا بارزا في الدبلوماسية الدولية في الوقت الذي يجتاح فيه التغيير العالم العربي. وتزعمت فرنسا الحملة الجوية الغربية في ليبيا. وتدخلت عسكريا ايضا في ساحل العاج هذا الشهر استجابة لطلب من الامم المتحدة للمساعدة في الاطاحة بالرئيس السابق لوران جباجبو. وقالت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ان الحملة الجوية في ليبيا التي أجازتها الامم المتحدة لحماية المدنيين لن يخرج حتى يخرج القذافي من السلطة. وقال جوبيه انه لا يمكن حماية المدنيين مع بقاء معمر القذافي لكن ذلك لا يعني ان الاطاحة بزعماء اصبح هدفا في السياسة الخارجية الفرنسية. وقال "سياستنا لا تزعم تغيير النظام." وامتدت الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد الى العاصمة دمشق امس الجمعة للمرة الاولى. وعندما سئل ان كانت هناك فرصة لان تتصاعد الامور في سوريا قال جوبيه للصحفيين "توجد مخاطر. الوسيلة الوحيدة لمنعها هي القيام بالاصلاح. هناك حاجة الى قطع شوط أبعد في سوريا." وكان جوبيه يتحدث قبل أن يعلن الاسد خططه لرفع حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ 48 عاما. وفي وقت سابق يوم السبت أيد جوبيه الاصلاحات التي أعلنت عنها الجزائر باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال جوبية للصحفيين "أعلن الرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة عددا من الاصلاحات... كل هذا يسير في الاتجاه الصحيح." ووعد بوتفليقة يوم الجمعة بضمان اجراء انتخابات حرة وتعديل الدستور وانهاء حبس الصحفيين وهي خطوات استهدفت منع تحول قلاقل محلية الى انتفاضة وطنية. وشهدت الجزائر وهي أحد أكبر موردي الغاز الطبيعي للاتحاد الاوروبي موجة من الاضرابات والاحتجاجات على مدار الاشهر القلائل الماضية لكنها لم تتطور بعد الى مستوى الانتفاضتين الشعبيتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس. وتوجد في فرنسا أكبر أقلية مسلمة في غرب اوروبا حيث يصل عدد المسلمين فيها الى خمسة ملايين شخص. وينتمي كثير منهم من مستعمرتها السابقة الجزائر ولا تزال ترتبط بعلاقات وثيقة بالدولة التي خاضت حربا مريرة من أجل الاستقلال من 1954 الى 1962. رويترز