خاص - كشف تقرير استخباراتي عن مئات المقاتلين من دول خليجية توافدوا إلى اليمن خلال الثلاثة الأسابيع القليلة الماضية والتحقوا بصفوف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، بعد إعلان النفير والتعبئة في حشد المقاتلين إلى اليمن أطلقه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة السعودي سعيد الشهري الملقب ب"ابو سفيان" في تسجيل صوتي تضليلي تحريضي منتصف مارس الماضي. وأكد التقرير الذي تنفرد "الوطن" بنشر بعضا مما جاء فيه ، تتبع حلقات منظمة وموزعه في بلدان خليجية تعمل على التحريض والاستقطاب لشباب مغرر بهم ، وكل ما يتصل بمهمة الإيفاد حتى مغادرتهم بلدانهم ووصولهم إلى اليمن ، فيما تتكفل أخرى في اليمن استقبالهم من لحظة الوصول وحتى ألحقاهم بمعسكرات لتنظيم القاعدة. وبحسب التقرير فان عملية الإيفاد -المرصودة مؤخرا للمقاتلين- تمت في اغلبها بطرق شرعية لكون المستقطبين غير مسجلين خطر لدى سلطات بلدانهم ، والقليل عبر التهريب البري، مشيرا إلى أن"الذين تم رصدهم خرجوا في معظمهم من بلدانهم بتأشيرات قانونية ، ودخلوا اليمن كذلك بمسمى سياحة وزيارة على الرغم من أن الأوضاع الأمنية المضطربة وبالغة الخطورة تحد من هكذا تدفق". وكشف التقرير ، بأنه "خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس فقط والمتعاظم فيه الانفلات والاضطرابات والتقطعات والقتل والخطف ونشاط القاعدة وتوسعها وعملياتها في البلاد، رصدت أجهزة الأمن توافد 5571 شخصا من جنسيات خليجية اغلبها سعودية عبر المنفذين الحدوديين بمحافظة حجة والمهرة-منفذ الطوال ومنفذ شحن-وتحت مسمى زيارة وسياحة، وهو ما دفع السلطات لتحريات كشفت حلقات منظمة من التعبئة والتجنيد تنتهي بالالتحاق بركب جماعة تنظيم القاعدة في اليمن". ووصف التقرير إحداث معارك الجماعة السلفية والإخوان المسلمين مع جماعة الحوثي الشيعية في مناطق حجة بكشر وعاهم بصعدة الحدودية مع المملكة العربية السعودية ، بأنها "فخ" لعمليات استقطاب واسعة وابتزاز للنظام السعودي نصبه تنظيم القاعدة بإتفاق وتنسيق مع أطراف سياسية وعسكرية وقبلية نافذة ترتبط بعلاقة وثيقة بالحكومة السعودية"- في إشارة إلى حزب الإصلاح عبر نافذية القبليين من أولاد الشيخ عبدالله الأحمر وعسكريا من قبل اللواء المنشق على محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية . وبإيضاحه لما وصفه ب"الفخ" قال التقرير أن نتائج الاستفادة من تلك الأحداث بما تكشف من"اتفاق حقيقي"، تذهب في اتجاهين ، الأول لصالح القاعدة باستخدامها تلك الأحداث ودوام اشتعالها في عملية استقطاب واستدراج هي الاوسع لمقاتلين شباب من دول خليجية وتحديدا من السعودية وبتحريض واستعطاف ديني مثير لنزعة النصرة لأهل السنة في مواجهة مد إيراني رافضي ليتكفل تنظيم القاعدة بعده بدمجهم في صفوفه كمقاتلين محترفين لتنفيذ عمليات داخل وخارج اليمن، والثاني يصب لصالح حزب الإصلاح "الاخوان" وأل الأحمر ، اللذان يعدان الطرف الأبرز في تاجيج الصراع الذي تشهده اليمن منذ بداية العام الماضي ، من خلال عملية ابتزاز مفضوح للحكومة السعودية بشبح المد الحوثي الايراني والتكفل بمواجهته عبر معارك مفتعلة تتحكم بمسارها كما فعلته بالجيش في حروب ستة ، لكسب دعم مضاعف يبقي على حضور متحكم لتلك القوى بنظام الحكم الجديد ومتفرد في صياغته ومفاصلة ، والحد من أي ضغوط سعودية باتجاه ترويضها لإنهاء العبث باستقرار اليمن وتحجيم طموح مصالحها العبثية،بعد أن تكفلت مبادرة الخليج برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تحقيق هدفها بإزاحة الرئيس صالح عن الحكم. وعلى الرغم من ما أعده التقرير "خطورة حقيقية في تمادي النفوذ الإيراني بدعم جماعات الحوثيين شمالا وباتجاه مناطق ومنافذ بحرية استراتيجية ،وفصائل انفصالية جنوبي البلاد بطموح نافذ في إطار صراع دولي إقليمي ساحته اليمن" ، إلا انه اعتبر "أهداف تحالف القاعدة مع تلك الجماعات النافذة سياسيا وقبليا وعسكريا باسناد قطري وبغطاء محلى يحمل اسم"أنصار الشريعة" لفرض متغيرات توسعية على الأرض اليمنية بالسلاح أو الشرعنة لوجودها بحوار ملبي لمطالبها المتجهة للسيطرة على مقاليد الحكم ، يعد قنبلة موقوته لا تهدد اليمن وأمنه القومي فحسب ،بل المنطقة بأسرها على المدى القريب ، والعالم على المدى المتوسط". وكان الرجل الثاني بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب السعودي سعيد الشهري الملقب ب"ابو سفيان" أطلق في تسجيل صوتي تضليلي تحريضي منتصف مارس الماضي، نداء نفير لإسناد المقاتلين بحربهم في اليمن والتي وصفها بأرض النزال وطريق الجنان،وإعداد المقاتلين استعداد لمواجهة الشر الأمريكي الإيراني الرافضي الذي يحشد على الإسلام وأهله في جزيرة العرب. وقال الشهري المتواجد باليمن في التسجيل الذي نشرته منتديات جهادية موجها لأبناء الخليج والمملكة ممن وصفهم بأهل السنة "إنّ واقعنا اليوم مليئ بالأخطار التي حفّت بنا في أرض الحرمين خاصة والجزيرة العربية عامة، وإنّ من أعظمها الخطر الرافضي الذي بدأ يحشد عتاده وعدّته من كل مكانٍ هو وأحلافه من الشيوعيين وغيرهم، فطبول الحرب قد قُرِعت وعلى الجزيرة قد قُصِدت". وأضاف بالقول" بغض النظر عن كونها مؤامرة تُدار من اليهود وإيران وأمريكا والغرب أو مؤامرة إيرانية شرقية؛ فالمقصود هو معقل الإسلام في بلاد الحرمين. فبجانب المناطق التي يتواجد فيها أتباعها باليمن بدأت إيران بتحريك أذرعها في داخل أرض الحرمين في محافظة القطيف وتحركهم بالانتقالٌ من شمالها الشرقية إلى منطقة الحجاز و الجنوب". واعتبر إنّ بقاء حكومة أل سعود من أعظم الشر على المسلمين، فلن تدافع عن الإسلام وأهله بل ستدافع عن الكرسي وأهله، واصفا ردة فعل الحكومة السعودية من تحركات إيران ب" أمرٌ مخز". وأضاف "أهل السنة بإذن الله قادرون أن يدافعوا عن أنفسهم وأكبر دليل ما نشاهده في صعدة وحجة وما يقوم به الإخوان المسلمون من أهل السنة هناك، فلا طائرات معهم ولا دبابات وإنما إيمانٌ بالله وحبٌّ للشهادة في سبيل الله وإعلاء كلمة الله, وببعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي يحملونها". وتابع "لو أنّ الأموال التي تُصرف على حرب الإسلام والجهاد الذي يسمونه الإرهاب في أنحاء العالم من خزانة الحكومة السعودية صُرِفت لأهل السنة في ثغر صعدة اليمنية لكفتهم, بدلاً من أن تهددهم بقطع الإمداد عليهم وعدم إدخال جرحاهم إلى نجران وجازان للعلاج إذا وجدوا معهم أحد المجاهدين من تنظيم القاعدة، ولسدّت هذه الأموال أيضًا المسلمين من الفقر والجوع, ولحفظت الأعراض من أن يصبح نساء المسلمين في أرض الحرمين دعاية تجارية للتسويق في الأسواق العامة المختلطة بين الرجال والنساء". وناشد القيادي في تنظيم القاعدة الشهري "أهل الدين والغيرة من العلماء وطلبة العلم الصادقين والقادة العسكريين في جزيرة العرب وارض الحرمين "، ب"القيام في ترتيب الصفوف", واضاف"عندكم الشباب حرضوهم وأعدوهم وألحقوهم بإخوانهم في ثغر الجزيرة العربية في اليمن ليدربوهم على فنون القتال ويعدوهم لعدوهم لو لا قدّر الله واشتعلت نار الحرب". كما حث الشهري التجار على "أن يتقوا الله في أموالهم وزكاتهم التي يخرجونها, أن يوصلوها إلى أهلها في الثغور وأن يشتروا بها السلاح ويعدوا لما هو قادم ولا يعطوها لهذه الحكومة العميلة الكافرة"حد قوله. واختتم رسالته الصوتية بالقول" أهيب وأستنفر رجال الإسلام في جزيرة العرب جميعًا أن ينفروا إلى ثغر اليمن ليذبوا عن حمى شريعة رب العالمين؛ التي أعلنت أمريكا وأوباشها من بقايا النظام الهالك وبعض الأحزاب المتمترسة في سفارة أمريكا الحرب عليها في أبين عدن, وهاهي إيران تحشد أذنابها في المنطقة من البحرين إلى سوريا ومن القطيف إلى صعدة لحرب الإسلام وأهله في جزيرة العرب، فيا خيل الله اركبي ويا رجال الله هبوا إلى أرض النزال وطريق الجنان، فأين الذين بايعوا محمدًا على الجهاد أبدًا، فالنفير النفير يا رجال الله ويا أسود الوغى ولير الله منا ومنكم ما يرضيه عنا, ثم لير أعداؤنا منا ما يسوؤهم ويبطل بأسهم ويردهم عن حمى الإسلام وأهله، وإنّ لنا موعدًا في القدس بإذن الله قريب".