الرياض - أقرّ مؤتمر "أصدقاء اليمن" في الرياض حزمة مساعدات بقيمة أربعة مليارات دولار غالبيتها سعودية لدعم اليمن والمهدّد اقتصاده بالإنهيار بفعل الأزمات المتعدّدة التي تعصف به. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بختام الاجتماع الثالث لأصدقاء اليمن الذي احتضنته الرياض يوم الاربعاء أنه كان بناء وايجابي جري خلاله مراجعة الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن لدعم تحقيق امنه واستقراره وتحقيق التنمية وفقا للبرامج التنموية المعدة من قبل الحكومة اليمنية. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي بعد نجاح المرحلة الانتقالية السياسية التي حظيت بدعم المجتمع الدولي. وقال" إن الدعم الدولي لليمن سيشمل في المرحلة القادمة تقديم الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية لمساندة اليمن لتحقيق نتائج إيجابية ملموسة على ارض الواقع الأمر الذي سيعزز من ثقة الشعب اليمني ويلبي طموحاته وتطلعاته بمستقبل أفضل". موضحا أن اجتماع أصدقاء اليمن يختلف في طبيعته عن مؤتمر المانحين الذي سيخصص لإعلان تقديم الدعم المالي وان اجتماع أصدقاء اليمن يعني بدرجة أساسية بالشأن السياسي، وخصص لاطلاع أصدقاء اليمن على المطالب العاجلة المطلوب توفيرها لضمان أمن واستقرار اليمن. وأضاف :" نحن دعونا بعد التشاور مع الأخوة في اليمن إلى عقد مؤتمر المانحين في المملكة في يونيو القادم وفيه سيتم الإعلان عن التعهدات المالية لدعم اليمن، لكن نحن استبقنا الآخرين وأعلنا اليوم عن دعمنا لليمن". وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت خلال المؤتمر الصحافي في ختام الإجتماعات إن حصة بلاده من المساعدات "تبلغ 44 مليون دولار". وإذ ندّد ب"الهجمات الارهابية البشعة" في اليمن، دعا إلى "عدم التقليل من شان ما حققته مبادرة مجلس التعاون الخليجي"، واصفاً دور مجلس التعاون الخليجي في اليمن بأنه "مهم جداً". وكان قد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أعلن في وقت سابق أنّه "حرصاً من المملكة على أمن واستقرار اليمن، ستقدّم ثلاثة مليارات و250 مليون دولار مساهمة منها لدعم المشاريع الإنمائية"، مشيراً إلى "تمويل وضمان صادرات سعودية ووديعة في البنك المركزي اليمني" من دون أن يكشف حجمها. وشاركت في "مؤتمر أصدقاء اليمن" نحو ثلاثين دولة ومنظمة تعنى بالشأن الإنساني أبرزها دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وكبرى المنظمات التابعة للأمم المتحدة. من جهته، أعرب وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي عن شكر وامتنان الشعب والحكومة اليمنية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وكل العاملين بوزارة الخارجية السعودية على الإعداد المتميز الذي انعكس بخروج الاجتماع بنتائج متميزة، معبرا عن شكره للدعم السعودي الذي أعلن عنه اليوم لليمن والذي يؤكد خصوصية العلاقات اليمنية السعودية وإدراك السعودية لأهمية استقرار اليمن. وأوضح القربي أن هذا الاجتماع يفتح أبواب الشراكة بين اليمن وأشقائها وأصدقائها وبالذات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيرا إلى نجاح اليمن في حل الأزمة بنموذج يتحذى به. وقال" إن الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني والشعب اليمني لن يسمحوا لأي طرف كان بعرقلة أو إعاقة العملية الانتقالية الجارية في اليمن".