حاول اللقاء المشترك طوال عقد من الزمن أن يعيد صياغة المعادلة السياسية بصورة مختلفة عن الحقيقة التي تقول إن الأنظمة المستبدة لا تنتج إلا معارضة بنفس أدوات النظام الذي تعارضه .. أي السلاح وقمع الآخر بنفس الأدوات السياسية والمعنوية . حقق المشترك خطوات هامة على هذا الطريق وفي وسط الطريق أدرك النظام ما ينويه المشترك وخطورة ذلك عليه فأخذ ينتج على الأرض خارطة أخرى لصراعات سياسية من نوع آخر يتقاطع فيها مع قوى داخل المشترك وخارجه بحيث يصبح هو المحرك الأساسي لصراع تكون أطرافه أخرى معارضة له ..نجح في ذلك وكان هذا خصما من رصيد المعارضة. الصراع الذي أخذ يتشكل أدواته غير سياسية : سلاح ، أيديولوجيا دوغمائية ، أرصدة متراكمة من الدم ..وبدأ هذا النوع من الصراع يستقطب الحياة السياسية على نحو مختلف .. فأطرافه ترى المشهد السياسي خال إلا منها ، ولا ترى الآخرين إلا مجرد لاعبين في ميدانها .. إذا لم تكن معي فأنت ضدي ..هكذا وبكل بلادة [ الدوغما ]أخذت هذه الأطراف تحول نفسها إلى مراكز استقطاب لمشهد سياسي أكثر تشوها وتقيم علاقتها بالآخرين بقربهم أو بعدهم من الخصم.. أخذ هذا الوضع يرهق المشهد السياسي بمواقف فيها من المراهقة الفكرية والترف السياسي ما يزيد الوضع السياسي تعقيدا.. يشعر هؤلاء بأن الدنيا قد صفت لصراع قوامه أولئك الذين يملكون السلاح والثروة ، وأن الحوار هو مجرد اختبار نوايا ، وأن ما يقرر مسار الأحداث إنما هو القوة. الخبل السياسيي الذي أورثه النظام لحملة السلاح هو إعتقادهم أنهم أصبحوا مركز الإستقطاب للمشهد الجديد للقوى التي حسمت خيارها السلمي ومثلما كانت في الماضي هدفا للنظام فإنها اليوم هدفا لهذه القوى .. تخطئ هذه القوى في تقديرها والتاريخ لا يكرر نفسه إلا في صورة هزلية . _________________________________ أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني *من صفحته على "الفيس بوك"