صعد تماهي حكومة الوفاق في اليمن مع الظاهرة غير المسبوقة في إغراق البلاد بشحنات الأسلحة التركية المهربة في الآونة الأخيرة دونما موقف مسئول باتجاه حكومة اردوغان ،كما نظيرتها إيران، صعد من الازمة غير المعلنة مع المملكة العربية السعودية والمتعلقة بملفات "الحدود ، وترحيل العمالة ومهددات الأمن"، فيما يبدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم زيارة للمملكة الداعم والراعي الرئيسي للتسوية اليمنية، لمباحثات إنهاء التوتر الطارئ بين البلدين. ودخلت مؤخرا ظاهرة إغراق اليمن بالأسلحة التركية المهربة وكاتمات الصوت المستخدمة للاغتيالات ،منحى من التهديدات الأمنية للجارة السعودية من خلال بروز انتقال تلك الأسلحة صوب أراضيها على نحو مقلق وتراه الرياض ضمن مهددات لزعزعة الاستقرار على أراضيها. *صحوة على استحياء ويبدوا أن الصحوة اليمنية بادراك خطورة التماهي مع الحكومة التركية إزاء مسلسل تهريب الأسلحة إلى اليمن ، لم تكن لتأخذ حيزا من مواقف معلنه -وإن على استحياء لا يغضب حكومة اردوغان-إلا بتطورات القضية في بعد مهدد للمحيط الخليجي. وفي ذلك اعترف وزير الدفاع اليمني وللمرة الأولى كأول مسئول بحكومة الوفاق الانتقالية ،بتأثرات القضية سلبا على العلاقات مع الشقيقة السعودية ، متحدثا عن أن تهريب الأسلحة التركية إلى اليمن والتي ظهرت الى السطح مؤخراً بشكل كبير أضرت بمصالح البلاد وبعلاقاتها مع جيرانها. حديث وزير الدفاع جاء خلال مباحثات بصنعاء أمس الأول الخميس عقدها مع وفد حكومي تركي برئاسة رئيس هيئة الجمارك جمالي سماقير ، كان قد وصل اليمن لبحث القضية التي تداريها الحكومة اليمنية منذ أكثر من عام دونما ردع مسئول،لارتباطات علاقات حزب الاصلاح -اخوان اليمن -الممسكين بالملف الأمني بالبلاد ،مع النظام الحاكم في تركيا ،على الرغم من ما باتت توصف بكارثة على اليمنيين قبل غيرهم بتهديداتها للمرحلة الانتقالية وللأمن والاستقرار. وزارة الدفاع اليمنية قالت أن الجانبان بحثا جهود البلدين من اجل مكافحة التهريب والاجراءات والتدابير اللازمة والضرورية للحد منها ومحاسبة المهربين والشركات المصنعة والمتعاملين معها باعتبارها قضايا جوهرية تتطلب تظافر جهود البلدين لمواجهتها وبما يحقق الأمن والاستقرار. *استنفار سعودي وارتفع الاستنفار السعودي إزاء انتقال مهربات الاسلحة التركية إلى أراضيها مؤخرا حيث تقول انها ضبطت وأحبطت عبر حرس الحدود مع اليمن خلال النصف الأول من شهر رمضان الحالي فقط 23441 طلقة ذخيرة متنوعة و 414 قطعة سلاح متنوعة و249 مخزن سلاح . وكانت قيادة حرس الحدود السعودي في منطقة جازان أعلنت مؤخراً الانتهاء من تنفيذ موانع حديدية (سياج حديدي) على الحدود مع اليمن للحد من عمليات التهريب والتسلل ، وهو ما كان قد فجر أزمة قبل أشهر بين البلدين بتوترات مسلحي القبائل في المناطق الحدودية ،والقول بمخالفتها وانتهاكاتها لاتفاقية الترسيم. وأمس أكدت السلطات السعودية ما نشرته "الوطن" الخميس الماضي عن تخصيص طائرات لمراقبة حدودها مع اليمن بهدف الحد من عمليات التسلل والتهريب بين البلدين. وقال قائد طيران الأمن السعودي اللواء محمد حربي لموقع العربية، إنه تم تكليف طائرات مراقبة برصد منطقة جازان الحدودية مع اليمن. وأوضح الحربي أن الطائرات تلعب دوراً مهماً في عملية المسح الحدودي في المملكة وأنها ساهمت في الكشف عن الكثير من التجاوزات الحدودية وتحديد أماكن الثغرات واكتشاف عمليات التسلل. وكان زعيم قبلي بمحافظة الجوف قال ل"الوطن" أمس الاول "الخميس" بأن الطيران السعودي حلق عده مرات في ذات اليوم على الحدود اليمنية السعودية ، كما شوهد تعزيزات عسكرية على الحدود. وأوضح الشيخ حسن أبو هدرة لموقع الوطن بأن الطيران كثف من طلعاته على الحدود بين محافظات "الجوف وصعده وحجه". وقال بأن الأمن السعودي منع بالتزامن المواطنين من الدخول للأسواق السعودية ، كما منع المرعى في حدود الدولتين على مسافة خمسة كيلو متر ، لوقت محدد قد ينتهي ليل الجمعة -حسب قوله . وأشار أنه حسب المعلومات بأن الإجراءات السعودية على الحدود جاءت اثر اكتشاف تهريب أسلحة من اليمن إلى الأراضي السعودية. *هادي في المملكة ويبدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يوم السبت زيارة للملكة العربية السعودية قادما من الولايات المتحدة التي كانت محط مباحثات لأكثر من أسبوع . وكما ذكرت مصادر اعلامية فان من المقرر أن يلتقي الرئيس هادي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ، والذي يعد الراعي لاتفاق الحل السلمي في اليمن وفق مبادرة الخليج والابرز في دعم إنجاحه سياسيا وماليا. ويسعى الرئيس هادي للتقليص من فتور العلاقات بين البلدين المشهود في الآونة الأخيرة ، واحتواء الأزمة غير المعلنة بين البلدين حول الحدود والعمالة اليمنية في المملكة ،وأخرها تفجر قضية تهريب الأسلحة التركية "بتواطؤ حكومي إخواني يمني"،وبمهددات للأمن في المنطقة، مع مؤشرات شبكة عالمية بمخططات تخريبية. *واشنطن ..السعودية خط احمر وظهرت ذات القضية في أجندات مباحثات هادي خلال الأيام الماضية بواشنطن بادراك تأثيرات القضية على ما تراه "خط أخمر" مرتبط بمصالحها ،والمتعلق بمهددات للدولة النفطية الأكبر في المنطقة الرسالة الأمريكية صوب الرئيس الانتقالي الذي تصفه بأبرز المتعاونين في إطار استراتيجية مكافحة الإرهاب، عكستها تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الذي جدد استعداد بلاده مواصلة توفير المساعدات الضرورية لتعزيز قدرات القوات المسلحة اليمنية ، مع الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية لحرس الحدود اليمني تشمل 12 طائرة سيبيرد سيكر مجهزة بمنظومة الرؤية الليلة والرصد الإشعاعي الحراري و100 عربة عسكرية ومنظومة اتصالات متكاملة (برية بحرية جوية) بُغية مقارعة عمليات تهريب السلاح والمخدرات واختراقات العناصر «الإرهابية» ومكافحة الجريمة المنظمة. *تورط حكومي يمني وكان مسؤول أمني يمني رفيع كشف مؤخرا أن عدد شحنات الأسلحة التركية المهربة إلى اليمن خلال الستة الأشهر الماضية فقط عبر سواحل ميناء المخاء ومنطقة ذباب بمحافظة تعز بلغت عشرا تضم نحو 50 ألف مسدس وتتجاوز قيمتها المليار ريال يمني. وقال المسؤول الامني أن هذه الشحنات وصلت إلى اليمن عبر عصابة دولية تضم شخصيات من جنسيات مختلفة بينها افريقية من اريتريا وجيبوتي ويمنيون. وأضاف أن تلك الشحنات دخلت باسم تجار سلاح يمنيين وتم إبلاغ السلطات في صنعاء بأسمائهم وتم القبض على بعضهم غير أن مسؤولين على مستوى رفيع في حكومة الوفاق الانتقالية يعتقد أنهم مستفيدون من تلك الشحنات ساعدوا في الإفراج عنهم وحاولوا ما استطاعوا عدم إيصال القضايا المتعلقة بهذه الأسلحة إلى النيابة والقضاء, وروجوا للرأي العام بأن هذه القضايا فردية وليس لها من خطر على الأمن القومي اليمني.