تقرير خاص - تواصلا للغارات المكثفة للطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن ، شنت مساء يوم الخميس -أول أيام عيد الفطر - غارة جديدة استهدفت سيارة في منطقة العيون شرق مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت – شرقي البلاد ، وذلك في سابع ضربة خلال اقل من عشرة أيام ، وبعد ساعات من غارة مماثلة نفذتها فجر الخميس طائرة من دون طيار اميركية واستهدفت سيارتين في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد . وقالت مصادر محلية ان طائرة بدون طيار قصفت بصواريخ سيارة في منطقة العيون بمحافظة حضرموت مساء يوم الخميس ما أدى إلى تدميرها ومصرع ثلاثة على الأقل يعتقد أنهم من عناصر القاعدة. وجاءت هذه الغارة بعد ساعات من غارة لطائرة أمريكية بدون طيار استهدفت سيارتين في منطقة آل شبوان بالقرب من وادي عبيدة في محافظة مأرب ، ما أسفر عن "مقتل ستة عناصر من القاعدة". وبغارتي يوم الخميس ، ترفع عدد الغارات للطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن إلى 7 خلال اقل من عشرة أيام ، وتأتيان بعد يوم واحد من غارة مماثلة استهدفت فجر أمس الأربعاء سيارتين في طريق ترابي بمنطقة الهجير بوادي مرخة بمحافظة شبوة، شرقي اليمن، فيما نجا آخرون لم يعرف عددهم كانوا على متن سيارة ثالثة، والذين تمكنوا من الفرار إلى منطقة مجهولة. وبحسب مصادر محلية في شبوة فإن الضحايا السبعة كانوا على متن سيارتين تم تدميرهما بشكل كامل وتحولت الجثث إلى أشلاء تناثرت في المكان بعد أن تم استهداف السيارتين بواسطة ثلاثة صواريخ، وشوهد المواطنون وهم يقومون بجمع أشلاء الضحايا. ويوم الثلاثاء الماضي شن الطيران الأمريكي بدون طيار ضربة جوية استهدفت مفترضين من تنظيم القاعدة في منطقة الحضن بال شبوان مديرية الوادي ، حيث استهدفت بستة صواريخ سيارة فدمرتها وقتل من كان فيها بعدد أربعة تفحمت جثثهم ، وتضاربت الروايات حول هويتهم بالإشارة إلى مراكزهم القيادية ودرجة خطورتهم في التنظيم وجنسياتهم بين يمنية وسعودية. كما شنت طائرة بدون طيار غارة يوم الاثنين الماضي في منطقة الوادي بمحافظة مأرب شمال شرقي البلاد فقتلت ما يزيد عن أربعة مشتبهين من تنظيم القاعدة. وخلال الأسبوع الماضي شنت اكثر من ثلاث غارات في كل من محافظات أبين ، وشبوة ، وحضرموت مستهدفا أهداف متحركة لمفترضين من تنظيم القاعدة ، حيث قتل بمجمل تلك الغارات اكثر من 15 عنصرا وأصيب آخرون ، وسط انتقادات مجتمعية متصاعدة من بيع السيادة والقتل خارج القانون ، فضلا عن مخاوف أخطاء ضرب أهداف مدنية. وعاود الطيران الأميركي شن غاراته خلال الفترة الأخيرة بعد انحسار خلال الاشهر الماضية ، وبموافقة السلطات اليمنية مستهدفا مفترضين من تنظيم القاعدة في عديد من المحافظات ، وبالتزامن مع أعلان أمريكا رصد مخطط تهديدات للتنظيم فرع اليمن لشن هجمات لم يكشف عن أهدافها ، الأمر الذي استدعى الحكومات الغربية لإغلاق سفاراتها في العديد من الدول لاسيما اليمن التي تطور فيها الأمر إلى ترحيل دبلوماسييها من البلاد، وهي خطوة رأى اليمن أنها "تخدم مصالح المتطرفين والإرهابيين". واستمرت حالة التوتر في اليمن بسبب ما أسمته الولايات المتحدة هجمات محتملة لتنظيم القاعدة على مصالح أميركية وغربية في البلاد، حيث واصلت أجهزة الأمن إجراءاتها المشددة في مختلف المدن، لاسيما مع إقرار صنعاء بمخطط هجمات للقاعدة خلال أيام العيد والإعلان عن قائمة ب 26 من التنظيم بينهم سعوديين ، ومعه رصد مكافئة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى أي منهم. في الأثناء تواصل طائرات أمريكية تحليقها المستمر دون توقف في سماء العاصمة صنعاء لليوم الثالث على التوالي ،وبموافقة الرئيس الانتقالي وحكومته، ما أثار مخاوف سكان العاصمة صنعاء. وتقول مصادر حكومية أنها مجرد طائرة استطلاع ورصد أميركية لتعقب أهداف من "القاعدة"، مشيرة إلى إن الطائرة متطورة جدا وتستطيع التحليق لمدة 14 ساعة متواصلة وترصد أهدافا دقيقة للغاية من بينها الاتصالات الهاتفية والأنشطة المشبوهة للعناصر الإرهابية المطلوبة, مؤكداً أن صنعاء أعطت واشنطن ضوءا أخضر لضرب عناصر "القاعدة". وهذه هي المرة الاولى التي يحلق فيها الطيران الأمريكي بدون طيار في سماء العاصمة صنعاء طولا وعرضا على هذا النحو المكثف واللافت ، منذ تصاعد انتهاكات السيادة اليمنية بمثل ذلك النوع من الهجمات خلال العامين الماضيين في إرجاء اليمن لتفوق ما شنته وتشنه من غارات في أفغانستان، وبغطاء حكومي يمني في إطار ما يسمى الشراكة بمكافحة الإرهاب.