قالت مصادر رسمية مطلعة أن البرلمان اليمني الذي سيستأنف جلسات أعماله مطلع شهر مارس المقبل للوقوف أمام العديد من القضايا والموضوعات الوطنية الهامة، سيناقش موضوع تحديد الأقاليم من كافة الجهات، كموارد دولة اليمن الاتحادية، ومناقشة الدستور الجديد وشكل الدولة. يأتي ذلك فيما انقسم اليمنيون بين من أبدى مخاوف من أن تكون الأقاليم مقدمة لتفكك الدولة، في حين أمل آخرون أن يتحول نظام الأقاليم إلى عامل استقرار يفتقده اليمن منذ عقود. من جانبه أكد النائب البرلماني عبدالكريم شيبان، أن نظام الأقاليم سيخلق حالة من التنافس وستكون الرقابة شديدة، باعتبار أن كل إقليم سيحتوي على برلمان وحكومة مصغرة، وأن مجلس النواب سيناقش عمل نظام الأقاليم في المستقبل.. وقال شيبان، في تصريحات إعلامية إن مختلف القوى السياسية، كانت ممثلة في لجنة تشكيل الأقاليم.. وتابع: «كل إقليم يختلف عن الآخر بميزات معينة، كتعداد السكان والموارد، وبالتالي فإن مجلس النواب سيحدد نظام عمل الأقاليم، بحيث لا يكون فيه مظالم، أو أن إقليماً أفضل من آخر». وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أقر الاثنين الماضي ،التقرير المعد من اللجنة المكلفة من مؤتمر الحوار الوطني بتحديد عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المقبلة الذي يقضي باعتماد ستة أقاليم في التوزيع الديموغرافي الجديد . *معارضة ورفض وأعلنت حركة أنصار الله-الحوثيين الذين شاركوا بالحوار اليمني -رفضها ، للتقسيم الذي أعلنه الرئيس هادي لشكل الدولة الاتحادية ، معتبرة أن الصيغة التي اعتمدت والتي ستجعل البلاد 6 أقاليم تقسّم اليمن إلى أغنياء وفقراء. وفي المقابل، أعرب الحزب الاشتراكي –احد احزاب تكتل المشترك المترئس لحكومة الوفاق الانتقالية -عن رفضه أيضا لقرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ،بوصفة يعيد اليمن والجنوب تحديدا إلى وضع التقسيم ابان الاستعمار البريطاني، واكد تمسكه برؤيته في اعتماد خيار الإقليمين شمالي وجنوبي ، وحذر الحزب الاشتراكي من فرض خيار التقسيم القسري للجنوب . ومن جانبه يذهب الحراك الجنوبي غير المشارك بالحوار الذي تم باليمن ، لرفض الاتفاق على تقسيم اليمن الى 6 أقاليم، جملة وتفصيلا ، ويعتبر أن الحل الوحيد هو بعودة انفصال الجنوب عن الشمال واستعادة الجنوب دولته الخاصة به مثلما كانت الحال قبل عام الوحدة عام1990. وتوزعت الأقاليم الستة وفقا للقرار الرسمي المعلن على النحو التالي :إقليم حضرموت، وعاصمته مدينة المكلا، ويضم كلاً من: المهرة، حضرموت، شبوة، سقطرى؛ فيما يضم الإقليم الثاني كلا من الجوف، مأرب، البيضاء ويسمى إقليم سبأ وعاصمته سبأ، أما الإقليم الثالث فأطلق عليه إقليم عدن وعاصمته عدن، ويضم كلاً من: عدن، أبين، لحج والضالع . ويضم الإقليم الرابع محافظتي تعز وإب ويسمى إقليم الجند وعاصمته تعز، أما الإقليم الخامس فيتكون من: صعدة، صنعاء، عمران وذمار، على أن يسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء، ويضم الإقليم السادس كلاً من: الحديدة، ريمة، المحويت وحجة ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة . *قرار نافذ وقال الدكتور أحمد عوض بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني– مقرر لجنة الأقاليم- إن قرار تحديد الأقاليم يعد نافذاً وقد اتخذ بأعلى درجة من التوافق بين المكونات السياسية في اليمن.. وأضاف ان توزيع الأقاليم هو توزيع إداري لتبسيط السلطة للناس وإتاحة الفرصة للوصولها إليها لأكبر عدد من أفراد المجتمع, كما أنه تجسيد للتوزيع العادل للسلطة والثروة. موضحاً في تصريح نقلته اسبوعية«26سبتمبر»الرسمية «إن نظام الأقاليم هو نظام جديد على اليمن لكنه الأنسب للبيئة اليمنية».. وأشار بن مبارك إلى أن الخطوة التالية ستكون تشكيل لجنة صياغة الدستور وتحويل مخرجات الحوار الى دستور.. متوقعاً ان يتم ذلك في وقت قريب.. وأكدت مصادر في لجنة تحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية الجديدة أن التقرير النهائي الذي سيتم تقديمه إلى لجنة صياغة الدستور التي سيتم الإعلان عن أعضائها بعد أربعة أيام سيتضمن كذلك اعتماد صنعاء عاصمة للدولة الاتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم ويتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور لضمان حياديتها واستقلاليتها، كما سيتم اعتماد عدن كمدينة إدارية واقتصادية ذات وضع خاص في إطار إقليم عدن وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة تحدد في الدستور الاتحادي . *سيفشل وفي رؤية مراقبين للشأن اليمني يقول الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن نظام الحكم الفيدرالي الذي سيطبق في "اليمن" بعد تقسيمه إلى 6 أقاليم سيفشل تمامًا، مشيرًا إلى أن عملية التقسيم المقصود بها التفتيت فقط. وأضاف في تصريحات ، أن اليمن مملوء بالصراعات القبلية، خاصة بين الشمال والجنوب، فهو غير مستقر حتى قبل التقسيم، متسائلاً كيف ستستقر عقب ذلك؟. وأشار سلامة إلى أن هذه الخطوة كان يسعى لها الأمريكان في مصر كبداية لتقسيم الشرق الأوسط بأكمله، مشيرة إلى ان تدخل الجيش المصري أحبط ذلك وأنقذ عددًا من الدول العربية كانت ضمن المخطط الأمريكي. وحذر سلامة من أن المؤامرة ستظل مستمرة ولن ييأس الأمريكان وعملاؤهم ، لافتًا إلى أن هذه المؤامرة ستتخذ أشكالاً أخرى يجب التيقظ لها، لأن هذا في النهاية يصب في صالح إسرائيل.