ترى كم هو عمر حكومتنا الإئتلافية؟ طبقاً للسجلات الرسمية فقد كان مولدها في الاسبوع الأول من شهر ديسمبر 2011م أي أنها في عامها الأول بل في نصفه الأول .. إنها في طور الطفولة إلا إذا احتسبنا أعمار عدد من أعضائها كبار السن ومزجنا هذا بذاك للحصول على عمر ائتلافي أشبه بوضعها الائتلافي، ومع ذلك فإن هذا المزج القسري لا يوضح لنا لنا كثيراً من تصرفاتها التي لا يمكن وصفها بليونة الطفولة ولا عزم الرجال . بين الطفولة والرجولة فترة تعرف بالمراهقة وما تتميز به من خيالات وأوهام وبرغم عمرها القصير فقد سمعنا من الحكومة مشاريع هي أقرب إلى الخيال ويقال لنا أنها أحلام ولكنها في الحقيقة مجرد أوهام (سنحاول تناول عدد منها في عدد قادم) أما اليوم فسأضرب مثلاً بواحد منها نداء الحكومة على لسان ناطقها الرسمي وزير الاعلام في أول مؤتمر صحفي له والموجه إلى دول الجزيرة والخليج لتنفيذ مشروع مارشال لانتشال اليمن من وضعه الحالي ، المعروف أن مشروع مارشال هو ما قدم إلى ألمانيا الغربية عام 1947م من قبل دول التحالف والعالم الغربي الرأسمالي وكان أول مبلغ يتم تحديده في المشروع هو (28) بليون دولار ، كان ذلك قبل حوالي 65 عاماً، ترى كم يساوي ذلك المبلغ في حساب اليوم؟. ليس هناك كالواقع الملموس الذي يكشف أمامنا حقيقة أحلامنا وآمالنا من خيالاتنا ومؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد مؤخراً في الرياض ، مع الشكر لما قدم من دعم مالي لليمن خلاله إلا أنه لم يصل حتى إلى نصف المبلغ الذي طلبته الحكومة من المؤتمر ، فكيف سيكون الحال مع مشروع مارشال؟!. وإذا ما عدنا إلى العمر الائتلافي للحكومة فسنجد في بعض تصرفاتها أنها قد تعود لوقوعها في الحالة المعروفة لدى أطباء النفس بالخرف المبكر وهو ليس بالمرض المعروف بالزهايمر ولكن يعتبر سابقة له ، ونقول عن المصاب بالخرف المبكر باللهجة الدراجة أن عقله (يودي ويجيب). أما كان أجدر بالحكومة أن تطلب من دول التعاون الخليجي حسم أمر عضوية اليمن في المجلس كعضو فاعل أو تطلب من الملجس على الأقل إعادة العمالة اليمنية التي كانت في دول الجزيرة والخليج قبل الاحتلال العراقي للكويت ، فالعمالة الوافدة إليها الآن من شرق أسيا هي أقل مستوى من العمالة اليمنية التي (عصرونا) بطلب تأهيلها وإعادة تأهيلها. على حكومتنا الائتلافية أن تطلع على حقائق الأوضاع وتدرس إمكانية الحلول المتوفرة أو غير الممكنة لمشاكل البلاد والعباد وإطلاع الناس عليها بصدق وشفافية . نحن مع الحكومة ولكن بعيداً عن الأحلام التي لا تلبث أن تصبح مجرد أوهام. [email protected] نقلا عن صحيفة اليمن اليوم