كالعادة كل صباح أستيقظ مبكرة فى الوقت المحدد أتناول قهوتى على عجل وأتوجه الى مكان عملى وأحاول رغم ما أعانيه خلال رحلتى اليومية من أجل الوصول الى مكان عملى من زحام وتكدس مرورى وتهور بعض السائقين والتلاسن بالألفاظ ببعضهم البعض أن أنسى كل همومى التى عانيتها فى يومى السابق عليه فأبدأ يومى بابتسامة جديدة لعله يكون يوما جميلا موفقا ولكنى ما أن وصلت وبدأت أمارس مهام عملى فاذا بى أفاجأ بزميلتى وهى تدخل المكتب فى حالة انهيار وعلى وجهها القلق والتوتر والاضطراب تقذف بحقيبتها على مكتبها وهى تقول حراااام البلد بتضيع واحنا بنضيع معاها اين الأمن والامان فسألتها مابكى قالت رأيت بعينى اليوم امرأة يتم أختطافها من أربع رجال أمام أعين الناس فى الشارع وفى وضح النهار ولم يتدخل أحد فقولت لها أهدأى وأروى لى ماحدث فقالت كنت مارة أمام نادى السكة الحديد واذا بأمرأة تجلس فى المقعد الخلفى للسيارة تصرخ وبجانبها ورجلان يحاولان اسكاتها وتكميمها فرأهما رجلا فشك فى أمرهم فأستوقفهم وسألهم عما يحدث فقالوا أنها زوجة أحدهم وعندما أراد أخراجها من السيارة هددوه بسلاح أبيض فخاف ولأنه كان بمفرده ولم يتوقف أحدا من المارة فى الشارع لمساعدته تركهم وذهب للبحث عن أى رجل أمن فلم يجد سوى أمين شرطة على مسافة بعيدة جدا منه ما أن ذهب اليه ليستنجد به حتى كانت السيارة التى بها المرأة المختطفه لم يعد لها وجود فقد أختفت عن الأعين رغم الزحام والتكدس المرورى بالشارع وذهبت المرأة الى مصيرها المحتوم مع هؤلاء عديمى الاخلاق والضمير ولا يعلم أحدا عنها شيئا . لاأخفى عليكم أننى قد اصابنى الذهول مما سمعت وتسائلت عن كيف وصلنا الى هذا التوحش فى الشارع المصرى وكيف انحدرت أخلاق الرجل المصرى ابن البلد الى هذا الحد حتى تصبح كرامة وشرف وعرض ابنة بلده مباحا لكل من يستطيع فرض سيطرته بالقوة عليها واغتصاب روحها قبل جسدها لاتقولوا أن السبب هو عدم التواجد الأمنى فى الشارع المصرى لاأصدق على هذا القول فلم يكن قبل الثورة بكل شارع رجل أمن يقوم بحراسة المواطنين وكانت الشوارع وخاصة الفرعية منها مظلمة ولم تحدث مثل هذه الافعال الا بنسب بسيطة وحوادث تعد على اصابع اليد الواحده ولكن ماتوصلت اليه بعد تفكير عميق فيما يحدث هو أن هناك خلل وتغيير أصاب الشخصية المصرية ولكن التغيير للأسف كان للأسوأ وأعترف أن الثورة فشلت فى القضاء على سلبياتنا وأنها أظهرت أسوأ مافينا وأصبح ماكان يتم فعله فى الخفاء وعلى استحياء فى ظلمة الليل يتم فعله حاليا فى العلن تحت ضوء الشمس وأمام الناس دون خوف أو خجل فأنتشرت السرقات وحوادث القتل والاختطاف وهتك العرض والاتجار فى المخدرات فغاب العقل ومات الضمير وماتت النخوة ولايوجد الان سوى الوحشية والهمجية فسبحان مغير الأحوال لكى الله يامصر .