بدأت تتكشف مؤخراً أدلة وقرائن من شأنها أن تكشف عن كثير من جوانب الغموض التي رافقت جريمة مذبحة جمعة الكرامة بحي جامعة صنعاء في ال 18 من مارس الماضي ‘ ولعل من شأن الحقائق الجديدة أن تضع حداً لكثير من الإشاعات والجدل الذي ساد الشارع اليمني حول هذه الجريمة والمتورطين الحقيقيين فيها ‘ وهناك خيوط مهمة لربما تقود للكشف عن ذلك وخاصة بعد الوثائق التي سربها ضباط من الفرقة الأولى مدرع والتي تبين تورط اللواء علي محسن الأحمر في تشكيل خلايا سرية مسلحة تم توجيهها وتكليفها بالقيام باعتداءات على رجال الأمن وإطلاق النار على مسيرات المعتصمين في حي جامعة صنعاء بما في ذلك نشر قناصة في أسطح بعض المنازل خلال تلك المسيرات للقيام بقتل ما أمكن من المتظاهرين ‘ ولما من شأنه تشويه موقف النظام والحكومة اليمنية وتأليب الرأي العام المحلي والخارجي ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح .. ولعل في المعطيات والمؤشرات الجديدة ما يعزز من حقيقة تورط على محسن الأحمر بتلك الجريمة تعيد إلى الأذهان عملية مكتب النائب العام في منطقة مذبح بصنعاء من قبل عناصر الفرقة الأولى مدرع منذ ما يزيد عن ثلاثة اشهر وقيام تبك العناصر بنهب ملفات ووثائق من داخل المكتب والسيطرة عليه كما أوردت المعلومات التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام حينها ‘ حيث يرجح أن قيام العناصر التابعة لعلي محسن الأحمر باقتحام مكتب النائب العام كان الهدف منه في المقام الأول أخذ وإخفاء بعض الوثائق الخاصة بقضية مذبحة جمعة الكرامة وبالذات تلك التي تشتمل على أدلة أو معلومات ربما أنها تتعلق بتورطه في هذا الجريمة. * هذا وقد ذكر موقع " أخبار اليمن " أن ناشطين مستقلين في ساحة الاعتصام بالعاصمة اليمنية صنعاء يعكفون على تتبع قرائن وأدلة تقطع بوقوف قيادة الفرقة الأولى مدرع وراء مذبحة "جمعة الكرامة" التي راح ضحيتها عشرات الشباب على أيدي قناصة محترفين في شهر مارس من العام الجاري. وأفاد عضو في اللجنة التنظيمية العليا لما يسمى ب "الثورة الشبابية" ل "أخبار اليمن": بأنه وزملاء له شكلوا فريقا يعمل على تتبع الخيوط التي تربط بين اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ومذبحة "جمعة الكرامة"، وذلك بعد أن ظهر لهم - حسب قوله - من قبل اللواء محسن تصرفات تصب في خانة التستر على الجريمة ومرتكبيها. وفيما لفت إلى أن عمل الفريق الذي هو عضو فيه محفوف بالمخاطر، وأنهم يحيطونه بالسرية خوفا من أن تبطش بهم قيادة الفرقة الأولى، أكد أن مخاوفهم تهون أمام ما توصلوا إليه من حقائق، منوها في الوقت نفسه بجهود زملائه وإصرارهم على ركوب الصعاب في سبيل كشف الحقيقة. عضو اللجنة التنظيمية الذي كان قد جمد عضويته فيها منذ أشهر قال ل "أخبار اليمن" طالبا عدم ذكر اسمه: إن عددا من المنفذين لمذبحة "جمعة الكرامة" ممن يسمون ب "القناصة" وقعوا أسرى في أيدي شباب الساحة "ساحة التغيير" الذين بدورهم قاموا بتسليمهم حينها إلى لجنة النظام التابعة لحزب الإصلاح، وجنود الفرقة الأولى مدرع، حيث تم إيداعهم لاحقا في سجن الفرقة للتحقيق معهم، ومن يومها لم نسمع عنهم شيئا. وأضاف إنه مع عدد من زملائه بعد الواقعة بأسابيع حاولوا مقابلة قيادة الفرقة الأولى بغرض معرفة نتائج التحقيقات مع أولئك القناصة، ولكنهم لم يستطيعوا، ومرة بعد مرة كان ضباط في مكتب اللواء علي محسن يصدونهم، مشيرا إلى أن ضابطا برتبة عميد نهرهم بعنف، طالبا منهم الكف عن متابعة ملف القضية، وحذرهم من عواقب وخيمة إن هم عاودوا التدخل فيما لا يعنيهم حسب تعبيره. وفيما لم تكشف قيادة الفرقة الأولى عن نتائج تحقيقاتها مع من تم تسليمهم إليها من منفذي مذبحة "جمعة الكرامة" أكد عضو اللجنة التنظيمية أنه مع فريقه حصلوا على معلومات مؤكدة عن قيام اللواء علي محسن بإطلاق سراحهم مبكرا ومنحهم مبالغ مالية في خطوة قالوا إن مقربين منه يقولون إنها تنسجم مع ما اشتهر به قائد الفرقة الأولى من كرم لا يخرج من جاءه خالي الوفاض، وإنما إن لم يكن بدرجة وظيفية أو قطعة أرض فبمبلغ مالي محترم. وتساءل عضو اللجنة التنظيمية العليا لما يسمى ب "الثورة الشبابية" عن دوافع اللواء علي محسن من تهريب متورطين في مذبحة "جمعة الكرامة" والحيلولة دون التحقيق معهم، أو كشف نتائج التحقيقات على الملأ؟ وقال: لو لم يكن قائد الفرقة الأولى متورطا في مذبحة "جمعة الكرامة" لسارع إلى إظهار الحقيقة، ولترك شأن التحقيق مع أولئك القناصة لشباب الساحة، وكذلك إعلان النتائج. وخلص عضو اللجنة التنظيمية الذي وعد "أخبار اليمن" بالمزيد مما توصل إليه الفريق من القرائن والأدلة مستقبلا إلى الجزم بأن اللواء علي محسن خطط ودبر وأشرف على تنفيذ مذبحة "جمعة الكرامة" حتى يعطي لانشقاقه مبررا قويا، وفي توقيت يظهر من خلاله أن دوافع وطنية وإنسانية وأخلاقية وثورية وراء انشقاقه.