أصوات الطلبة الصغار في إحدى مدارس صعدة وهم يهتفون "سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي هيهات منا الذلة هيهات منا الذلة وانتهاءً بإعلان الموت لأمريكا وإسرائيل"، تتردد الآن هذه الأصوات في كل مدارس صعدة لطلبة يرتدون زياً مدرسياً خاصاً وقبعات وهم بين ال6 وال18 من العمر ويقال إن عددهم يتجاوز المئة ألف طالب وبنفقة الحكومة. ما الذي سيكون عليه حال هذا الجيش الخاص بعد 5 سنوات وإلى أي مدى ستبلغ قوته؟ كنا نسمع أن حسين الحوثي- رحمه الله- يطالب بمراكز تعليم خاصة بالمذهب أو بالحركة وكان الأصدقاء المقربون من الحوثية يقولون لنا بأدب جم "المودة في القربى". فما الذي حدث؟ كيف وصلت الحوثية بهذه السرعة لتعلن حقها التاريخي في الحكم وتتوسع على الأرض بقوة السلاح، وصولاً لمشارف العاصمة وقد أعادت تحالف صعدة القديم الذي كان بين السعودية والملكيين. ويريدون منا الاحتفاء بهذا التوسع مغفلين من جانبنا ما ندركه من الأهداف المباشرة في عقل الحركة وهي تسعى لحكم اليمن، وأن نكتفي بإزاحة بيت الأحمر وكراهيتنا لمليشيا الإصلاح ويريدون أن يبدو الأمر هكذا وأن يتم تعريف تقدمهم على أنه تراجع أو تأديب لبيت الأحمر المرفوضين في الوعي العام، وأيضاً هزيمة لمليشيا الإصلاح كون هذه المليشيا هي خطيئة العاجز الذي لم يعد لديه قوى وطنية تقاوم هذا المشروع البدائي الطموح. سنقول لأنفسنا هذا صراع بين الحوثي والإصلاح وهو يتقدم، يتقدم ويتوسع بإيقاع القوة الصاعدة الطموحة تدق الآن أبواب صنعاء. لا مقارنات الآن ولا تحذيرات من تاريخ الاستعلاء ولا ضغائن ولا طائفية. كلما هنالك أن الحوثيين يبسطون سيطرتهم بقوة السلاح على محيط العاصمة، بينما لا يحرك الرئيس ساكناً. قلنا ورددنا كثيراً فكرة اللادولة، لكن لا يزال لدى اليمن جيش وآليات وقائد أعلى وموازنات وهذه حركة مسلحة على مشارف العاصمة وتريد أن تحكم. لا أشعر من الآن أنني كاتب صحفي أو مثقف لديه مشروع ولا أحس عاطفة طائفية ولا قرباً من أي طرف. أنا الآن يمني في عاصمة آيلة للسقوط.