يتهمون أنصار فبراير، بالرومانسية، وهذه تهمة باعثة للسخرية من صاحبها، أكثر مما تنال من جدارة الثوار وبطولية ثورتهم. أنا لا أعرف ثورة في التاريخ قام بها أولئك المثقفون النرجسيون، عقول محشوِّة بمفاهيم مجردة، تصلح للتمنطق على طاولة خشبية، أكثر من قدرتها (...)
نشرت موضوع عن فبراير، ولم أكن أعلم أن صديقي فيصل "انتحر"، يا للوحشة في هذه الكلمة، لم يصدمني الخبر؛ لكني شعرت بتبلد غريب، حين استعدت شريط ذكرياته وحديثه معي. غادر فيصل نحو البعيد، وقد قال لي قبل عام إنه سيفعلها وكتب ذلك في صفحته..وها هو يؤكد لنا (...)
لا أرى في فكرة " السفر" أي غواية، ولا أراها مكسبًا ثريًا من أي نوع، لا أدري من أوهم الناس، الشباب تحديدًا، أن السفر هو بوابة للخلاص من كل القيود وبداية سحرية لتحقق كل الأحلام. ما أنت عليه في بلادك، ستكون عليه في البلاد الأخرى، أتحدث عن مكاسبك (...)
منذ زمن كان هذا المثل يشغل تفكيري:" من يُفرط بأرضه؛ يُفرط بعِرضه" من أين جاء هذا الربط بين الأرض والعِرض، لماذا تُقرن المرأة بالجغرافيا وكأنها قطعة أرض تتطلب السطو عليها وفرض السيطرة والسيادة. هذا الربط تعبير كاشف عن خيال العربي ونظرته للمرأة..يتضمن (...)
المال والنساء، أسلحة خطيرة ودنيئة؛ لتقويض الخصوم في عالم السياسة. أعترف أني لم أكن أخذ مسألة الفضائح الجنسية على محمل الجد، كنت أعتبرها سلوكًا بدائيًا لم تعد فعالة كثيرًا في عالم اليوم. فالناس يتقدمون في منطقهم الأخلاقي كل يوم أكثر ويفصلون بين (...)
انقطع النت أربعة أيام عن اليمنيين، فشعروا كم هي حياتهم الواقعية مسدودة وعديمة الحيلة، قدرتهم على الحركة محدودة، خياراتهم منعدمة ومصادر تسليتهم شحيحة، أربعة أيام، كشفت لهم جحيم الحرب وقد لامس أخر ملاذاتهم "الإنترنت".
تضاعف إحساسهم بفداحة حياة ليس لهم (...)
هناك حس خفيُّ بالعدالة يسري في نفوس الناس، ميزان دقيق يوحي لهم بما هو صواب وما ليس كذلك، هذا التجاوب العفوي مع العدالة يستوقفني كثيرًا، يمكن لمن يرغب بصناعة الأباطيل، أن يفتعل منها ما يشاء، غير أنه لن يتمكن من الدفاع عنها، سرعان ما ينتبه له الناس (...)
بين الفينة والأخرى، تجد مثقفين من هنا وهناك، يشهرون سياطهم ضد الرداءة المتفشية، إنها مزعجة للجميع وآثرها مدمّر على الوعي العام، ذلك ما نتفق به معهم ولا يمكننا التشكيك به؛ لكن نقد الرداءة لا يكفي لتقويضها، لا يكفي أن نهجو النماذج السطحية كي نحرس وعي (...)
ما هو أقصى انحراف قمت به في حياتك يا مياحي..؟ والله يا صاحبي، مرة أحببت فتاة بالحارة، لا أدري ما إذا كان حبًا أم ماذا، أم شعورًا يقترب منه، ما زلت لا أملك تعريفًا دقيقًا للأمر. كنت شابًا خائفًا وأشعر بالوحدة، وكان هناك فتاة تناقشني باهتمام وتبدي (...)
ليس بحوزتنا أحداث كثيرة مبهجة؛ كي نسمح لبطولة الناشئين أن تذبل سريعًا ونتجاوزها نحو فرح أخر، حياتنا مجدبة من المباهج الكبيرة، وعليه فمن الحكمة أن نتيح لهذا المنجز الصغير في مبناه والعظيم في معناه أن يتمدد ويصبغ جغرافيا البلاد بكاملها ويتحول لرمزية (...)
نحب المسيح ونحتفل به، أكثر مما يحبون النبي محمد أو يحتفون به معنا، نحن أبناء الشعوب المهجورة والمتعبة، أكثر تساميًا منهم..حياتنا مفككة لكننا نسعى بكل جهدنا للتناغم مع العالم المتقدم ونتابع أحداثه ونقرأ كتبه وفلسفاته بأكثر مما يفعلون هم. وهم أعني بها (...)
الناس جائعون للمعنى، لماذا لا تكتب أمس، لماذا لم تكتب اليوم..؟ يتساءلون باستمرار، وتلك هي المجاعة الأخطر في عالم اليوم، إنهم مصابون بلعنة الخواء، وتلك فضيحة الحياة الحديثة، كيف تشعر الأجيال بالخواء وسط هذا الكم الهائل من المعاني المتدفقة من كل (...)
يخطر لي أحيانًا أن "الشعور بالذنب" هو أم الرذائل جميعها، وأود لو بوسعي تحرير الناس من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم. يُخيِّل لي أن الشعور المرضي بالذنب، هو ثقب أسود في النفس يلتهم كل قوى الإنسان الفاعلة، إنه منبع عطالته والسبب المركزي لعجزه (...)
سبع سنوات حرب، أكبر كارثة بشرية مرّت في تاريخ الأمّة اليمنية الحديثة، كادت هذه الحرب أن تُفقد اليمني قدرته على تعريف نفسه، الآثار النفسية والمعنوية التي ألحقت بالشخصية اليمنية هي الخسارة الأشد فداحة من بين كل الخسارات.
طوال سنوات الحرب، تسببت (...)
هذا ليس نصرًا رياضيًا عابرًا، ليست مجرد بطولة كسبناها، إنه مهرجان شفائي لترميم الروح اليمنية الكسيرة، حدث يكتسب قيمة عليا متجاوزة للواقعة الرياضية، إنها هبة قدرية صنعتها الأقدام اليمنية أو جاءت بها السموات. حفلة مفتوحة وممتدة لمعالجة آثر الخراب في (...)
هذا الفريق الكروي تعبير خالص عن الإرادة اليمنية العنيدة، يولد اليمني مقاتلًا في جبهة الحياة بالفطرة، لا يعول على أحد ولا يستند لشيء سوى ذاته. لاعبين بسحنتهم السمراء وأجسادهم النحيلة، صنعوا بهجة تاريخية لليمنيين. هناك شيء معنوي في أعماق هذا الفريق هو (...)
أتمنى لو أن بمقدوري الجلوس ليوم واحد مع فريق المنتخب اليمني، هذا اليوم فقط، سأعزلهم عن كل شيء وأقعد معهم لتعزيز البعد النفسي بداخلهم، حراسة أرواحهم من أي تشويش. سأحدثهم بلغة مباشرة: انسوا كل شيء، انسوا أنكم فزتم، حيّدوا الصخب الأخير، انسوا التهاني (...)
أكثر ما يرعبني هي اللحظة التي أشعر فيها بأني قادر على تبرير كل شيء، وبنفس الدرجة من القوة والوضوح والحجة المقنعة. الفضيلة والرذيلة، الصواب والخطأ، النجاح والفشل، القسوة واللطف، الجريمة والإحسان، كل شيء يملك من المنطق الذاتي ما يمكِّن من تسويغه (...)
هذا ليس وقت العزاءات يا طارق، هناك بلاد بكاملها يتيمة وخائفة وتنتظر من يواسيها، شعب حزين يترقب بطلًا يُطل برأسه في الجبال والوديان ويُعيد للناس شيء من الأمان والثقة بمصيرهم.
كان يمكنك أن ترسل مندوبًا عنك يعزي أبناء العواضي ويدردش مع سلطان البركاني، (...)
أنا مبتهج الليلة أكثر مما ينبغي، فائض نشوة مستعد لتوزيعها على العالم كله. المثلث المركزي الرابط بين إب وتعز والحديدة، والمنطقة التي أسافر بواسطتها حين أعود لقريتي تدعى" مثلث المَبرز" تحررت اليوم من قبضة أحفاد السلالة. كنت منهمك بعمل ما، وقرأت الخبر (...)
هذه الحرب، لوثت نفوسنا جميعًا، حتى أكثر الأشخاص لطفًا ونقاءً، تجدهم مستعدين للهياج والشتيمة، تجاه أي سلوك يصدر من الأخرين، مهما كان سلوكًا عفويًا وطبيعيًا، وأشدهم تهذيبًا، يواجهه بالسخرية. في داخل كل واحد منا وحشًا يكبر وينمو في الظل وفي جاهزية (...)
مقتل عائشة على أيدي زوجها في ليلة الدخلة، بسبب فقدان عذريتها في حادث عرضي أيام طفولتها. تصفية يزيد وأغلب الظن أن القاتل والده؛ بسبب رسالة غرامية لإحدى زميلاته بالمدرسة، مع أن الرواي هنا يبدو "ميلودرامي"بمصطلحات السرد، مبالغًا قليلا، في تجسيد الحدث. (...)
ما حدث في الساحل، هو قمة العبثية، لا ذكاء في الأمر، بل عدمية سياسية فاضحة، المهزلة في ذروة تجلياتها، الأمر ليس تفريطًا بأرض شاسعة دون مبرر، بل خيانة متعمدة للدم والتضحيات، وكأن الناس لم يخوضوا حربًا قاسية، بل لعبة قمار انتهت بتخلي قائد اللعبة عن (...)
عرفت نساء كثيرات، كنت دائمًا ما أنتقي صديقاتي بعناية كبيرة ولا أقرّب مني سوى فتاة متميزة، إما ذكية جدا، جميلة جدا، مثقفة جدا، وصفة حميمية رابعة لا أود قولها هنا.
ناجحة بالحياة، اجتماعيًا، مهنيًا، مبدعة وأشياء أخرى. متعلمة أو حتى بالكاد تعرف الكتابة، (...)