سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
- سألني أحد الزملاء.. هل أنت متفائل بنجاح الحوار الوطني؟ فأجبته، علينا جميعاً ان نتفاءل لأن الحوار هو المخرج الوحيد لحلحلة كل مشاكل اليمن قديمها وجديدها وبناء المستقبل الذي يتطلع إليه أبناء الشعب اليمني من حوف حتى الجوف، ومن صنعاء إلى ساهً. غير أن المهم
سألني أحد الزملاء.. هل أنت متفائل بنجاح الحوار الوطني؟ فأجبته، علينا جميعاً ان نتفاءل لأن الحوار هو المخرج الوحيد لحلحلة كل مشاكل اليمن قديمها وجديدها وبناء المستقبل الذي يتطلع إليه أبناء الشعب اليمني من حوف حتى الجوف، ومن صنعاء إلى ساهً. غير أن المهم ألاّ يظل هذا التطلع أمُنية شعبية فقط فلابد أن يمثل رغبة حقيقية لدى النخب بكافة ألوان طيفها السياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي وحتى القبلي. فما يجري الآن على الساحة اليمنية من أعمال عنف هنا وتوتر هناك تغذيها بعض القوى في الداخل وتدعمها أيادٍ من الخارج يبعث على القلق ويؤشر بوضوح إلى ان هناك من يسعون إلى تعطيل الحوار الذي لم يتبق على موعد انطلاقته إلا أيام محدودة. في هذه الأجواء المشحونة تأتي دعوات بمطالبة وسائل الإعلام والصحافة بالعمل على التهدئة وبما يهيئ للحوار، متجاهلةً ان ما تتناوله وسائل الصحافة والإعلام في حقيقته هو انعكاس لما تشهده الساحة السياسية من تفاعلات وأحداث لا يمكن غض الطرف عنها وان كان هذا لا يعني حقيقة ان هناك منابر إعلامية وصحفية تحاول استغلال تلك الأحداث استغلالاً مثيراً وبما يزيد من تأجيج الأوضاع وتعقيدها أكثر ربما بقصد أحياناً، أو عن جهل في أحيان أخرى. وفي الحالتين فإنني استبعد سوء النية لأنني لا أتصور أن إعلامياً أو صحفياً وطنياً يسعى إلى الضرر أو الاساءة إلى بلده مهما كان الأمر، ولذلك أرى بأن تخوين الصحفي أو وصفه ب «المندس، العميل المرتزق» ..الخ لمجرد انه حاول توظيف واقعة ما أو خبر قد يكون صحيحاً أو غير صحيح لخدمة هدف معين إنما يندرج في إطار الاجتهاد الشخصي والإثارة الصحفية والتي قد تضر بالآخرين وتضعه في دائرة المحاسبة. أعود إلى الحوار لأقول ان الأهم هو تهيئة الملعب السياسي أولاً، وليت الرئيس هادي أو اللجنة الفنية تدعو الى لقاءأواجتماع واسع تشارك فيه كل رموزالقوى السياسيةوالوطنيةوالاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والقبلية وغيرها، يمّهد لمؤتمر الحوار ويتعهد فيه الجميع بتهيئة الأجواء المناسبة التي تدفع باتجاه إنجاحه إلى جانب اتخاذ بعض الخطوات والاجراءات لإزالة الاحتقان في الشارع الجنوبي الذي ارتفعت حرارته خلال الأيام الماضية. ويبقى القول ان نجاح الحوار مرهون بمشاركة الجميع دون استثناء لأحد كما أكد على ذلك الرئيس عبدربه منصور هادي في أكثر من مناسبة وإذا ما تحقق هذا النجاح– بإذن الله- عندها فقط ستغلق كل ملفات الماضي. لذا من المهم جداً ان يضع الجميع هذه الغاية نصب أعينهم، فليس المطلوب من الحوار التظاهرة السياسية والحشد الإعلامي إنما تنقية النفوس من كل رواسب الماضي البغيض ورمي كل خلافاتنا بعيداً والدخول إلى قاعة المؤتمر بنية خالصة هدفها الأسمى ألاَّ نخرج من تلك القاعة إلاّ وقد اتفقنا.