بدأت الحكاية في مدينة أبوظبي يناير 2007 , على رائد عابد هامش اجتماعات رؤساء الاتحادات الخليجية في البطولة ال 18 لكرة القدم , عندما أعلن وزير الشباب والرياضية اليمني السابق عبد الرحمن الأكوع عن نية اليمن استضافة كأس الخليج وتحديدا خليجي عشرين, وجاءت الموافقة فورية , ثم جاء التأكيد خلال اجتماعات مسقط على هامش بطولة خليجي 19 , على أن تكون مملكة البحرين بديلا في حالة وجود أي عوائق أو مشاكل , وان تقام البطولة القادمة خليجي 21 في العراق وتحديدا في البصرة .
ومنذ نهاية خليجي 19 وتتويج المنتخب العماني للمرة الأولى في تاريخه باللقب بعد عروض قوية , بدأت التساؤلات حول مصير خليجي عشرين في اليمن , وهي أسئلة مشروعة لبطولة مهمة بدأت تنتظم وتأخذ سمعة طيبة وقد شهدت وتشهد ولادة عدد من النجوم الكبار, ليس هذا فحسب بل أصبحت تحظى باهتمام واحترام الاتحادات القارية والاتحاد الدولي للعبة , كأس الخليجي لم تعد مجرد بطولة تجمع الأشقاء تحت سماء دولة خليجية واحدة. مسلسل الخوف الخليجي من اليمن والبطولة المنتظرة مستمر خاصة وأن هناك بطئا في تشييد الملاعب والفنادق , لكن هذا التباطؤ المصطنع بدأ ينتهي خاصة وان هناك بعض الملاعب أصبحت جاهزة مثل ملعب حقات التابع لنادي التلال في مدينة كريتر محافظة عدن , ملعب 22 مايو, وهناك إعادة تأهيل لعدد من الفنادق إلى جانب بناء فندق جديد خاص بالحدث الخليجي المهم . مسلسل الخوف لم ينته خاصة وان الملف الأمني أطل برأسه كالأفعى السوداء ليعكر الأمور مرة أخرى ولتعود نقاط الخوف أكبر مما كانت عليه , اليوم تحول الحديث ولم يعد الكلام عن الملاعب والمرافق الأخرى , بل الأمن وهو أساس الحياة , ومن هذا المنطلق بدأت بعض الدول تتحدث عن عقد اجتماع لنقل البطولة من اليمن أو تأجيلها , وهو ما أثار حفيظة اليمنيين الذين يعتقدون بأنهم قادرين على تنظيم البطولة وتقديم أفضل صورة ممكنة عن البلاد و أوضاعها المضطربة . الحلقة قبل الأخيرة من المسلسل تؤكد أن الخوف متبادل بين الجهتين , المنظمون خائفون من هروب البطولة في اللحظات الأخيرة بعد أن صرفوا عليها الملايين , وبعضهم أقام مشاريع تجارية خاصة بهدف تحقيق الربح الخيالي السريع من البطولة وضيوفها , وعلى الجانب الأخر يشعر الضيوف بالخوف من انفجار الوضع الأمني خاصة وأن هناك تهديدات من جهات مختلفة قد تعكر صفو البطولة وتقوم بأعمال جنونية لا ترحم أحد , بهدف الانتقام من السلطة التي تحاول دائما أن توفر الأمن والأمان للمواطنين والزائرين . اليمن وجه الدعوات لحضور حفل قرعة البطولة يوم 22 من الشهر الجاري وتقسيم المنتخبات إلى مجموعتين الأولى يترأسها منتخب البلاد المضيف والثانية يتزعمها حامل اللقب المنتخب العماني . ويؤكد الاتحاد اليمني لكرة القدم بأن كل الدول المشاركة سوف تحضر الحفل وتشهد القرعة في عدن , رغم أنه لم يشكل اللجنة الإعلامية والفنية حتى الآن . وهذا ما يعزز من دور الأصوات التي دعت إلى اجتماع عاجل في الكويت لمناقشة الملف الأمني اليمني وبالتالي تأجيل البطولة إلى ما بعد أمم آسيا التي تقام في الدوحة في يناير 2011 , أو نقل البطولة إلى بلد آخر. بين الطموحات اليمنية والخوف الخليجي سنوات من العمل والتواصل لكنها تفتقد إلى روح الانسجام ووضوح الرؤية التي تمكن الجميع من تحقيق الهدف الآسمى من إقامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم .