لا يختلف اثنان ان ما اقدمت عليه قوات الحرس الرئاسي من اقتحام ونهب قناة اليمن اليوم .. حماقة غير مبررة تقدم الرئيس عبدربه منصور هادي بصورة ديكتاتور مضطرب ينجر وراء نزعته الانتقامية ويخاف من الاعلام خشية ان تنتزع الكرسي منه . غير انه في الجانب الاخر فإن الرئيس هادي نجح في لفت الانظار الاعلامية والاهتمامات الرسمية والشعبية عن الانتفاضة الشعبية التي خرجت امس في العاصمة صنعاء وقام المواطنين بقطع الشوارع الرئيسية والفرعية وشلوا الحركة في العاصمة بشكل غير مسبوق في تاريخ العاصمة صنعاء . وتحولت الانظار من الانتفاضة نحو عملية اقتحام اليمن اليوم و بيانات الإدانة والشجب وكيفية اقتحام قناة اليمن اليوم , في وقت كانت العاصمة تشتعل غضبا احتجاجا على انعدام المشتقات النفطية .. والتي صاحبها اصدار قرارات بتعديل وزاري لامتصاص الغضب الشعبي العارم طالت الوزراء المغضوب عليهم من قبل الشعب وفي مقدمتهم وزير الكهرباء المقال صالح سميع ووزير المالية المقال صخر الوجيه و وزير الاعلام المقال علي العمراني , وجميع الوزراء الثلاثة من الموالين لحزب الاصلاح , الذي ابدى امتعاضه من التعديل وصدرت قيادات فيه تصريحات تشير الى ان بعض المشمولين بالقرارات الوزارية سيرفضوا التعيين , وفي المقابل في ان الاصلاح ابدى رضاه عن اجراء اقتحام اليمن اليوم , وان كان لم يعلن ذلك بشكل صريح .. وقد يكون الاقتحام محاولة لشراء سكوت الاصلاح عن التعديلات التي اطاحت بكبار وزرائه الذي ظل متشبثا بهم . لكن في الحالتين فإن هذا التصرف لايجد له مبرر , وإن كان صحيفة الثورة قد حاولت ان تبحث عن مبرر يقول ان القناة لاتحمل تصريحا .. غير انه كشف عن غباء مستفحل لمن يقفون وراء هذه التبريرات السمجة .. وكان قناة سهيل مثلا و التي كالت السباب والشتائم للرئيس هادي على خلفية احداث " دماج و كتاف وعمران " .. هي الوحيدة التي تحمل تصريحا .