توقع خبراء في مجال الصحة الحيوانية ارتفاع حالات الإصابة الحيوانية بمرض ذبابة الدودة الحلزونية في عدد من المناطق المصابة بمحافظات المحويتوحجة وعمران وإمكانية انتشار المرض بأعداد كثيفة إلى محافظات أخرى في حال توفر الظروف البيئية الملائمة في نوفمبر القادم. ويشير هؤلاء إلى أهمية تكثيف جهود المكافحة الميدانية لهذا المرض والحد من انتشاره، معتبرين أن وجود أية إصابة بذبابة الدودة الحلزونية تعد بؤرة لانتشار المرض وتكاثر الذبابة على نطاق واسع. مدير المعلومات والتدريب بالإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بوزارة الزراعة والري الدكتور رشيد المرشدي أوضح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن غزارة الأمطار والرطوبة والحرارة في تلك المحافظات كانت من أهم العوامل التي هيأت الظروف المناسبة لانتشار مرض ذبابة الدودة الحلزونية ومعاودة نشاط المرض في المناطق التي ظهر فيه الأول مرة في اليمن في العام 2007م.
وحول دور وزارة الزراعة والري في مكافحة المرض أكد الدكتور المرشدي أن الوزارة بدأت منذ مطلع أكتوبر الجاري بتنفيذ حملة ميدانية من خلال عدد من الفرق الميدانية من الوزارة ومكاتبها في المحافظات المصابة، حيث تهدف الحملات إلى مكافحة الدودة الحلزونية وكذا توعية المزارعين ومربي الحيوانات حول كيفية معالجة الحيوانات المصابة ووقاية الحيوانات السليمة من هذا المرض. لافتا إلى أن الحملة تتضمن توزيع نشرات توعوية وتوضيحية للمزارعين حول كيفية التعامل مع الحيوانات المصابة ووقاية المواشي من هذا المرض، كما يتم تزويد مربي الثروة الحيوانية بالعلاجات الخاصة لمعالجة الحيوانات المصابة. وأهاب الدكتور المرشدي بالمزارعين بأهمية الفحص الدوري على حيواناتهم لاكتشاف أي جروح وتطهيرها بالأدوية الخاصة بذلك ومعالجة الحالات المصابة.. مبينا أن عدم النظافة تهيئ جوا مناسبا لتكاثر الذباب الذي يسبب نقل المرض ونشره بين الحيوانات. وشدد بخطورة ذبابة الدودة الحلزونية في كونها سريعة الانتشار بما يؤدي إلى تكبيد المزارعين خسائر اقتصادية كبيرة إذا لم يتم التعجيل بمكافحته فور ظهوره.. داعياً المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن حالات الإصابة بهذا المرض ليتسنى للجهات المعنية سرعة التحرك لمعالجة الإصابات والحد من انتشاره. مؤكداً أن نظافة المكان أحد أهم العوامل التي تساهم في الحد من انتشار المرض وتساهم في الوقاية من الإصابة به.
وحسب مدير المعلومات والتدريب بالإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري فإن الخسائر الاقتصادية التي يسببها هذا المرض تتمثل في انخفاض قدرة الحيوان على إنتاج اللحم والحليب، مع إمكانية نفوق الحيوان إذا لم تعالج الحالات المصابة سريعاً.
من جانبه أوضح مسؤول الخدمات البيطرية والترصد الوبائي بمحافظة حجة الدكتور محمد عودين أن عدد الحالات الحيوانية المصابة بالتدويد في المحافظة والتي تم معالجتها حتى الآن بلغت في إطار الحملة 4 آلاف حالة. مشيرا إلى أن حملة المكافحة الميدانية تتضمن جوانب توعوية وإرشادية لمربي الثروة الحيوانية حيث تم توعية أكثر من 8 آلاف مزارعاً في المحافظة حول آلية وطرق المكافحة ومعالجة الحيوان ووقايته من الإصابة بذبابة الدودة الحلزونية. مبيناً أن المرض انتشر في مديريات (مغربة، شرس، بني العوام، الشغادرة، مبين، وضرة، المحابشة، قفل شمر، الشاهل، كعيدنة، الطور). وأكد عودين أن ارتفاع المناطق والمديريات في حجة، وكذا انتشار الحيوانات البرية فيها تعد من أبرز الصعوبات التي تواجه جهود المكافحة؛ الأمر الذي يؤدي إلى تهيئة ظروف مواتية لانتشار المرض وانتقاله بين الحيوانات البرية. مشيداً بدور مكتب الزراعة والري والسلطة المحلية في المحافظة بالتنسيق والتعاون لاحتواء هذا المرض، داعيا إلى أهمية بذل مزيدا من الجهود في سبيل السيطرة على الوضع وحماية الثروة الحيوانية في المحافظة، حيث وأن المحافظة تمتلك ثروة حيوانية واسعة وأن معظم سكان الريف في حجة والبالغ نسبتهم 60 % من سكان المحافظة يعتمدون على الثروة الحيوانية كمصدر أساسي للدخل وتوفير احتياجاتهم المعيشية.
مدير إدارة الترصد الوبائي والمكافحة بمكتب الزراعة والري بمحافظة المحويت أحمد قاسم الحاصبي أشار بدوره إلى أن عدد من فرق المكافحة الميدانية المزودة بالمعدات وآليات المكافحة تقوم حاليا بمهام الرش والتطهير والمعالجة للحيوانات المصابة في القرى والمديريات المصابة بهدف احتواء المرض والسيطرة عليه. وقال الحاصبي: إن تقارير نتائج المسح الميدانية للعشرة الأيام الماضية من الحملة أظهرت أن عدد الإصابات في القرى والتجمعات السكانية التي ظهرت فيها ذبابة الدودة الحلزونية تزيد عن 430 قرية، مشيرا إلى إن القرى التي تمكنت فرق المكافحة الميدانية من مسحها والتدخل فيها لا تتجاوز سوى 385 قرية وتجمع سكاني. وبيّن أن عدد الحيوانات المصابة بداء ذبابة الدودة الحلزونية التي تم تسجيلها في قرى محافظة المحويت بلغت نحو ثلاثة آلاف و238 رأس من المواشي، بينما بلغ عدد المواشي التي تمكنت الفرق الميدانية من معالجتها خلال العشرة الأيام الماضية ثلاثة آلاف و309 من الأغنامً، والأبقار، والجمال، والماعز، والحمير. وشدد الحاصبي على ضرورة قيام السلطة المحلية بمديريات المحافظة بدورها في مواجهة المرض ومساندة الجهود المبذولة من قبل وزارة الزراعة والري في هذا الجانب بما يسهم في احتواء المرض والسيطرة عليه. يشار إلى أن التدويد هي مرحلة الإصابة بمرض ذبابة الدودة الحلزونية وتتمثل في إصابة الجروح بيرقات الذباب مما يؤدي إلى جملة من التأثيرات المرضية في الحيوانات المصابة منها تأثيرات سمية نتيجة إفرازات يرقات الدودة لفضلاتها مما يؤدي إلى قتل موضعي للأنسجة الحية المصابة وإصدار رائحة كريهة تجذب أعداد أخرى من الذباب لتضع بيضها على الجرح ما يؤدي إلى تفاقم واتساع رقعة الإصابة, إلى جانب إصابة الجروح بالبكتيريا وغيرها من الجراثيم التي تؤدي إلى تجرثم الدم وهلاك الحيوان.