أكد قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم امس, أن الأجهزة الأمنية في الإمارة زودت صنعاء بأرقام "على علاقة بشبكة الاتصالات" بقضية الطرود المفخخة التي كانت متوجهة من اليمن الى الولاياتالمتحدة, متوقعاً أن يؤدي ذلك الى كشف أشخاص على صلة بالقضية خلال الساعات المقبلة . وكشف أن شرطة دبي قامت باختبار على الطرد المفخخ, أكد قدرته على "تفتيت طائرة في الجو", وأنها سلمت اليمنيين أرقاما مهمة عثر عليها في الطرود, تفيد بالتعرف على الأشخاص, وقد تقود إلى نتائج مثمرة." وقال "قمنا بتسليم الارقام قبل يومين, ونتوقع أن تتوصل أجهزة الأمن اليمنية إلى تحديد الأشخاص الذين قد تكون لهم صلة بالقضية خلال 72 ساعة" موضحا أن أحد الارقام المقدمة للجانب اليمني يدل على شخص بعينه, أما الرقم الثاني فيدل على شخص يمكن أن يكون التعرف عليه مدخلاً لتوسيع الشبكة والتحقيق مع آخرين. وذكر خلفان أن الطرد المفخخ كان في قرية الشحن التابعة لمطار دبي ينتظر دوره للنقل الجوي, مؤكداً أنه بحسب رأي الخبراء "لم يكن بالإمكان التعرف على محتويات الطرد عبر أجهزة الرصد الاعتيادية, وكان الأمر يتطلب عملية تدقيق تشمل فتح الطرد والتأكد مما في داخله." ولم ينف خلفان إمكانية أن ينجح الطرد في تجاوز حدود الإمارات "لولا تلقي رسالة التحذير" التي وصلت عبر أجهزة أمنية دولية وإقليمية, مؤكدا ان الأجهزة الأمنية الإماراتية قامت بعملية اختبار أثبتت أن الطرد المفخخ "كان قادراً على إسقاط الطائرة في حال انفجاره," غير أنه أضاف "ما نركز عليه الآن أنه هل كانت مجهزة للتفجير و كان ممكن أن تنفجر?" معتبراً أن هذا الأمر يبقى قيد التحقيق, إذ لم تُكتشف بعد آلية التفجير الممكنة. وبين خلفان أن القنبلة الموضوعة في الطرد "كانت معدة للتفجير لكن الموصل الحراري حتى الآن ليس ظاهرا في العملية, و أن خبراء المتفجرات يواصلون التدقيق في ما إذا كانت العملية مجرد ترهيب أم أن في الأمر تقنية جديدة, خاصة وأن الخبراء أكدوا بأن القنبلة ليست من إعداد هواة . ونفى خلفان وجود شريحة هاتف محمول في الطرد المفخخ, قائلاً إن ذلك يدفع الخبراء إلى البحث عن وسائل أخرى قد تكون مستخدمة للتفجير, موضحا ان الخبراء عندهم الكثير من النظريات, فمنهم من يقول مثلاً إن بطاريات بعض الهواتف تهتز عندما توشك أن تفرغ من الشحن, وهذا الاهتزاز يكفي لتحريك التواصل بين السالب والموجب, ما يسبب الانفجار, ولكن هذا يبقى في الإطار النظري, فماذا لو لم تكن هذه الميزة في الهاتف? هذه علامات استفهام نطرحها ونجيب عليها مع الخبراء?" ولدى سؤاله عن احتمال وقوف جهات أخرى, وعلى رأسها إيران, خلف هذا العمل, قال خلفان "لا أعتقد أن لدى الإيرانيين هذا الحد من التهور, هم أذكى من أن يلعبوا مثل هذه اللعبة, العملية ستكتشف عاجلا أم آجلا, بالتالي لا أعتقد أن الإيرانيين يمكن لهم وضع يدهم في أمر كهذا." واستدرك قائلاً ان "ضابط الشرطة لا يستبعد شيئاً, لكن لا أظن على الإطلاق أن إيران يمكن أن تورط نفسها في عملية مصيرها أن تُكشف, والشيء الواضح أعلنته المملكة السعودية وأميركا, وهو أن القاعدة تقف وراء هذا الأمر."