الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقالح.. عملاق الوسطية وواجهة اليمن الثقافية
نشر في براقش نت يوم 10 - 11 - 2010

العظماء يولدون ويخلدون في صفحات التاريخ وذاكرة البشرية, كما هو الحال مع كونفيوسيوش وبوذا وزارادشت, بل إن البعض قد تجاوز في حفظ التخليد في كتب مقدسة كما هو حال عظماء اليمن, الإسكندر, ذو القرنين, وتبع, وملكة سبأ, ولقمان, والقرني, ومالك فالعظماء منهم من يتجاوز مراحل التاريخ الزمنية, ومنهم من يتجاوز البعد الجغرافي والتقسيم الدولي كما جسدته شخصية المقالح في حصولها على جائزة الفارس الفرنسية التي أكدت بأنه علم إنساني, وجائزة العويس العربية التي شهدت بأنه عملاق عربي ومكانته العلمية والفكرية وتاريخه النضالي جعل منه رمزاً وطنياً, وتأتي أهمية التكريم من حيث البعد الزماني والمكاني والأيدلوجي, وحسماً للجدل بين الفلسفة المادية بشقيها البرجماتية والوضعية والفلسفة الميتافيزقية من خلال علاقة الفكر بالحدث, وتأييد الفكرة الإسلامية لإخواننا الأشاعرة بأن الفعل من خلق الله وإرادة الإنسان, وتأكيد انتصار الفكرة على المادة, والروح على الجسد, والعقيدة على القتال, والصمود على تولي الأدبار؛ فكان التكريم بمثابة تباشير نصر للمرحلة الثالثة من النظام العالمي الجديد بإستراتيجيته الاستباقية, وهدفه الميتاإستراتيجي.
فإن تميز المقالح عن غيره كشخصية استثنائية عالمية بكل المقاييس جمع كثيراً من هذه الصفات, لكننا سنوضح الجوانب الخفية لهذه الشخصية العالمية، وسنذكرها تباعاً.

شخصية استثنائية
ومتميزة عالمياً
لم تأت عالمية المقالح عبر جائزة مركز الإستشراق والتغريب الأول في العالم جائزة الفارس الفرنسية؛ رغم أنها بحاجة إلى تمعن حتى لا تمر الأحداث مرور الكرام, فالبعد المكاني والزماني للألفية الثالثة, وحصول المرابط في وطنه المقاوم للفلسفة المادية بمختلف أيديولوجياتها وفي بلد نام ومتخلف في ركب الحضارة المادية؛ فهي بشائر نصر, ومن ناحية أخرى مصداقية للمؤسسة المانحة, وتأكيد أن العالم يحترم من يحترم نفسه, فهي رسالة في كل الاتجاهات, لكن ما أحب أن أؤكد عليه بأن عالمية المقالح تأتي من خلال إيمانه الديني كدين عالمي خاتم وناسخ وحامل لفكر قلب الأرض, ومدافع ومتسلح بهوية قلب العالم النابض المقاومة لمكونات الفلسفة المادية والأعمال الشيطانية المتمثلة بالإمبريالية ومنظومتها السوقية, وحريتها القاتلة, وتوراتها المحرفة, وأحلامها الواهمة, وفكرها المدنس، ولكم العود إلى حياة المقالح وسلوكه وتركيبه الفسيولوجي وتكوينة الأنثربولوجي, وتبنيه لسيكولوجية الأمة, ومن هنا فالمقالح رجل قرآني وسلوك نبوي اسماً وشكلاً ومضموناً، فاسمه مشتق من العزة والقدرة, وعمله صالح ومرشد صادق, ولقبه المقالح مجموعة سدود طبيعية تروي الضمآن, وتطهر النجسان, ويشرب الحيوان وتنبت الأرض, وتحفظ لها خضرتها ونضارتها. أما الجانب الفسيولوجي؛ فالمقالح رجل وسط الشكل, فكان خير الحجم, خلق في أحسن تقويم, وكان على خلق عظيم, فهو أجمل المفكرين, وأكثرهم أدباً وأخلاقاً وتواضعاً ورفعة وعزة, ونفسه راضية مرضية, عكس ذلك على القول الحكيم والرأي السديد والفكر المتزن والعطاء المستمر والمتنوع كالعلم والقراءة والهجرة والنصيحة ورباطة الجأش والإقدام والصبر والإيمان والصمود وتحمل الأذى من تلاميذ الشيطان وجنوده, سواء كان يميناً متطرفاً أو يساراً متخلفاً, وكان متسامحاً مترفعاً, حارساً للوطن مقاوماً للظلم, فارساً للكلمة, رائداً للتنوير, مؤسساً للتعليم في اليمن, تعلم ثقافة الغير؛ فأمن مكرهم وخداعهم, وتعلم لغة أقوام؛ فأمن تضليلهم, ومن خلال تميزه في الفلسفة المعرفية اللغوية عرف الأصل من الفرع؛ فكان بحق خيره لأهله وفي أمته وإنسانيته.

سفره النضالي الوطني وخارطة العطاء
لا يستطيع أي كاتب أن يفي بحق هذه الشخصية الكاملة والعطاء المستمر والمتنوع والراقي على أساس معرفي وإبداعي, وعليه فعن أي مقالح سيكتب الكاتب, عن ابن الثائر, أم عن الثائر نفسه, عن الطالب النجيب, أم التربوي القدير, أم الشاعر الفذ والمتفرد على شعراء سبقوه وعاصروه, أم عن الأديب المبدع والخيال الخصب والناقد المتزن والدبلوماسي الناجح, أم الإعلامي المجلجل والمحفور في ذاكرة الشعب في البيان رقم واحد للثورة، أم عن المفكر حامل هموم أمته, والباحث المتمكن والمؤرخ المنصف والمشرف الحاذق! وعليه فالمقالح يملأ سفر النضال الوطني والعربي والإنساني, ويمثل خارطة كل فضيلة, وأكدت الأحداث والمتغيرات صحة نظريته وصواب نهجه, وعدم تأثره بأي مغريات مادية أو معنوية, وانتصار فلسفته وسقوط مخالفيه في مزابل التحولات وقمامات التاريخ.

وسطيته
المقالح تميز بوسطيته من خلال أمته ولغته وجغرافيته ومعتقده, وهذه المنظومة هي مكونات الحضارة الإنسانية وأرض الرسالات السماوية ومواقع المقدسات الدينية وأرض الخيرات, كما أن الوسطية تعني البروز والظهور والتقدم، فهذا المقالح الظاهر في زمن الظلام, والمبرز في زمن الاختراق والتبعية, أضف إلى هذا أنه متزن في عطائه حتى على أهله, فهو لم يمدح سلطاناً, ولم يروج لسوق, ولم يلعن كما لعن الآخرون, ولم يمثل كيانات أو هويات ثانوية، كما أنه وسط في الخلق والخلق.

قضايا غامضة في سيرته
خلافه مع السادات
هنا سوف نغوص في الأعماق, ونبحث عن الحقائق حتى تصير معروفة, وأسرارها مكشوفة, بحيث لا يسع أحد إنكارها أو الاختلاف حولها كونها واقعاً عبر عن الثواب الدينية والقومية والإنسانية. كان المقالح يعمل في الجامعة العربية ممثلاً لليمن, وقد درس قبل ذلك اللسانس والدكتوراه في مصر, وكان يرى في أرض النيل الأمل, لما تتمتع به من إرث حضاري وثقافة إنسانية, وريادة في كل المجالات, تجسد ذلك من خلال دعم الثورة المصرية بقيادة ناصر حركة التحرر العربي, وقيادة الأمة, وتشكيل دول عدم الانحياز مع القوى الثورية بقيادة نهرو وجوزيف برستيتو, فكان هذا عمل جبار في ظل الاحتواء لمشروع الفلسفة المادية. وكان يطمح ويأمل بأن بارقة أمل موجودة في الأمة, ولكن بعد الحروب والدساس والتآمرات, وفقدان ناصر, تربع على قيادة الأمة رجل فاقد لذاته, مرتد عن كل فضيلة، من بحث عن ذاته فلم يجدها إلا بين أقدام أعضاء مجلس الكنيست الإسرائيلي عام (78) بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية والانهزامية التي باعت الأرض والعرض وأخرجت مصر من الجبهة العربية لمقاومة الاحتلال الغاصب والاستعمار المغلف, فكان لابد من مقاومة هذه السياسة المارقة, فتصدى كثير من العرب ساسة ومفكرين وأدباء وعسكريين, و كل شرائح الأمة لهذا الانبطاح الفاضح, فتم مواجهتهم وقتلهم واتهامهم بالجنون كما حدث لحلاوى، ونفيهم من أوطانهم, ومنهم في بقى حتى يومنا هذا, ومن هؤلاء المفكر والمناضل والسياسي الدكتور المقالح, كان خطره كون منزله عبارة عن صالون ثقافي وملتقى سياسي لكثير من الأدباء والمفكرين العرب في مصر, فتضايق السادات, وأبلغ دولته بأنه شخص غير مرغوب فيه, ويجب عليه مغادرة القاهرة, وهنا فتحت الأبواب أمام المقالح, لكنه أدرك بحسه المرهف وحكمته, وصواب رأيه بأن الأمور أصبحت في خطر محدق, وأن المرحلة القادمة هي مرحلة انهيار لأحلام الوحدة العربية خاصة بعد القرار السياسي بعزل مصر, ووجود قوى عربية وإقليمية ودولية مؤيدة لنهج السادات, والذي تساقطت على إثره الحركة الناصرية كأحجار الدمنة, وارتدوا عن مبادئهم في العالم العربي, وتاجروا بدماء شهداهم, إلا النزر اليسير, مع تحفظنا على الفكر الناصري, وبعد خروج المقالح عام 1977, وأمثاله, خرجت مصر للمرة الثانية من هويتها العربية, ويشهد على ذلك قول المقبور السادات بأن حرب (73) آخر الحروب, وأن مصر أولاً, وتغير اسمها الوحدوي إلى اسم قطري, وتتابع العابثون في قيادة مصر حتى يومنا هذا. وعلى إثر ذلك عمل المقالح بالمثل اليمني (عز القبيلي بلاده ولو تجرع وباها), وعاد وعمل وجد واجتهد من أجل رفعة هذا الشعب, وقاوم كل السياسات المذلة والمهينة. وهذا ليس غريباً على شخص بحجم المقالح, والذي كرم من الأعداء والأصدقاء في زمن المهانة والذل, وأنتج في زمن السوق, وصمد في وجه العواصف, وعرف أن كيانات رسمها لورنس المخمور, وعقيدة خطها هنفر, وسياسة وزعامة رسم فصولها جون وليم فلبي, وقرن المآسي من خلال خروج السادات من حضن الأمة إلى حضن المارق كيسنجر لابد من مقاومة هذه الخارطة من خلال فكر لامع وعقيدة راسخة وإرادة قوية وإيمان عميق وهمة عالية وحرص واجب, لكن قوى الشر كانت أسرع فحدثت المتغيرات ورسم عالم اليوم ملبداً بالغيوم من خلال الانتقال من الردع والبناء الفلسفي والاحتواء السياسي والاقتصادي والثقافي, وربط المصير, والوصول إلى مرحلة السيطرة في الألفية الثالثة باستخدام الإستراتيجية الاستباقية, ومواصفات الفوضى الخلاقة, لعدم توافق سياسي, وتعدد الأهداف وتشكيل الهويات الثانوية ليس بغرض حل الصراع, ولكن بغرض إدارة الصراع لتحقيق .

مقاطعة السفر
هناك من يقول إن المقالح لا يرغب في ركوب الطائرة, وهذا كلام غير حقيقي, لأن المقالح لم يستبدل وسيلة السفر في حياته كما استبدلها زعيم كوريا الشمالية بركوبه القطار, ولم يسافر على سيارته التي يركبها يومياً بصفة دائمة, ولكنه رفض السفر للأسباب التالية:
1 - إعلان الاعتصام في بلد طيب وجنة عدن بلد الإيمان والحكمة والشرع, ورفض واقع التقسيم.
2 - رفض حمل وثيقة السفر العربية التي تعترف بإسرائيل بطريقة ملتوية بالكتابة عليها يسمح لحامل هذا السفر إلى جميع أنحاء العالم ما عدا إسرائيل, وليست فلسطين, وهذا إجماع عربي, وغباء سياسي, وجهل أمني وخطأ قانوني .
3 - السفر فيه غسل أفكار, وارتهان ووصايا, والسفر قطعة من جهنم، خاصة وقد سبق له السفر لأكثر من دولة.
4 - رفض تقسيم الأمة, وتأشيرات الدخول, والإقامة حتى الحج صارت طقوساً تؤدى, وتأديته تأييد لفصل الحرمين عن الحرم الثالث وقبلة المسلمين الأولى.
5 - تجنباً للوثائق الدبلوماسية, وأرشيف المخابرات الأجنبية, والابتعاد عن أي شبهة (أرشيفهم وتاريخنا).
6 - التواصل مع أبناء وطنه, وجعل خيره لأهله, ودعوته مستجابة فهو خليفة أويس القرني في بر أمه.
7 - تأكيده بأن عشق المجد والرفعة لا يخضع لعوامل الزمان أو المكان.
8 - تأكيده أن الشرق هو المنبع لكل فضيلة, وأن الغرب قاهر الشعوب, ومنبع معاناتهم .
9 - حراسته للبوابة الجنوبية, فهو المرتبط بالأصل المتصل بالعصر, يعرف أهمية موقع السيطرة على العالم.
10 - سلاحه فكرى لا يعترف بالحدود, ولا يخضع لحراس الكيان الغاصب, وكلاب حراسة مشروع سايكس بيكو.
11 - الاستفادة من ثورة الاتصالات, وتسخيرها في رسم الهوية العربية العادلة, والدعوة إلى أمن اجتماعي وعيش مشترك, واحترام الآخرين في تقرير مصيرهم, ورسم خياراتهم, فكان نعم السفير العالمي المرابط في أرضة بعد أن عجز السفهاء الدبلوماسيون من رواد المقاهي والملاهي, وتجار الأوطان, وسماسرة الشيطان عن إيجاد شراكة دولية واحترام متبادل.

حجب جائزة نوبل عن المقالح
في عام 2006 كان المقالح أهم مرشح لجائزة نوبل للأدب, لكنها في اللحظات الأخيرة حجبت عنه, ومنحت لمن سوق فلسفتهم عن السوق , ومن تأثر بأفكارهم ، علاوة على أن هناك الوسط الثقافي المتؤثر بالنظام اللاأخلاقي؛ الذي تعاظم فيه الحسد والكيد, والغيبة والنميمة, وصراع الهويات الثانوية, والمصالح القطرية والشخصية من خلال الدوائر الضيقة, والحجر وعدم الترويج لمفكرينا وسفراء هويتنا وممثلي أخلاقنا, وحاملي عقيدتنا في ظل الفضاءات المفتوحة, وسبل التواصل مع الآخر, وتأثيرات رأي الجمهور, كما هو معروف, وعليه فإن الأسباب التالية كانت وراء استبعاد المقالح:
1 - عزة المقالح, وعدم البحث عن شهادة ناقص, فالله ثم الوطن لديه خير شاهد.
2 - نفسية المقالح ترفض أن يكون ضمن كشف القتلة والخونة من الحاصلين على جائزة نوبل كالسادات ورابين, وبعض المنحرفين والقادة الأمريكيين.
3 - عدم تحمل الطبقة المثقفة والإعلام مسئولياتهما وإدراك أن تكريم المقالح تكريم لهم ولبلدهم .
4 - وجود تنافس قطري, وتنازلات لمثل هذه الجوائز, وثقافة برنامج من سيربح المليون دليل على ذلك.

شخصيته الاقتصادية
إذا كان الاقتصاد يعني التنمية والعدالة في التوزيع والحفاظ على المال العام والعيش المشترك, وعدم العبث بالمال سواء كان حق عام أو شخصي؛ فهذه الأمور كلها توفرت في المقالح, فهو لم يكن في يوم من الأيام عضواً في أي قطاع سياسي أو زراعي أو اقتصادي أو حتى ثقافي, فلا نجد له اسم في كشوفات الهبات والسطو على الأراضي والمواقع الهامة في مراكز المدن, رغم أنه الأحق لكل ما قدمه وتحمله في سبيل هذا الوطن, فالمقالح ليس له أي أرض في زمن الإقطاع الذي سطا أحدهم على ساحة أكبر من مساحات كيانات لورنس, و تحويلت لعنة الخصخصة إلى لعنة الحصحصة، ولم يسخر قلمه ولسانه لتبرير جعل الوطن مسرحاً لعمليات الصراع الإقليمي والدولي.
وفي السجلات المالية لا يوجد له رأس مال, رغم أنه العالم العامل ليلاً ونهاراً كل حياته في زمن كشوفات الصرف للجنس الناعم وتجار الأوطان, وتشهد على ذلك ميزانية مركز أبحاثه التي لا تساوي ميزانية كيف أحد الزعران في البلد، ولم يعلموا بأن الرزق في السماء, وليس في برصات وأسواق الشيطان, أو من خلال وصول الفساد إلى مرحلة التشبع, وتعطيل أوعية الإيرادات العامة, أو عبر الجمعيات الوهمية لتلقي المعونات والهبات التخريبية، وأن الاقتصاد يستبدل تجارة أسماك مياهنا بأجساد نساءنا وأعضاء أبنائنا كي ينمو.
لم يكلف خزينة الدولة أي مصاريف (سفر – علاج – نقاهة – سياحة – مؤتمرات) في ظل سفر الطبقات السافلة وقوى الفتنة والجاهلة لغرض سفرها، ولم يلتحق بنادي الجنس والسلطة والمال الذي تتسع خارطته في الوطن.
ومن العجيب أن المذكور لا يملك خزان مياه في ظل المسابح والحدائق الغناء في شوارع المستوطنات وقصور الأبهات المعاصرين, حتى لا يشكل خطراً على نصيب الآخرين من أبناء الشعب في حقهم في الحياة.
هذا الشخص يتعامل بالعملة اليمنية, ويجري عمليات لعيونه كأهم نظر في بلد العميان في بلده محافظاً على ممتلكاته الشخصية, حتى لا يدعم الاقتصاد الأجنبي من خلال السوق فيوفر للبلد العملة الصعبة.
المقالح حياته تذكير بزمن الصحابة وأخلاقه الإنسانية في اقتسام ماله مع المبدعين كما حصل في جائزة العويس، المقالح يصرف مخصصاته في وجوهها الشرعية والقانونية, ولذا ترى العاملين لديه يسودهم الاحترام, وعدم الخلاف المادي, لأن كل حق يذهب إلى صاحبه, رغم الخارطة السياسية والجغرافية الممثلة بهم, ولو كان الجميع مثل المقالح, يبحث عن دبة الغاز بنفسه, ويعيش هموم الوطن, ويكتب لذلك؛ لعشنا في أمن وسلام, ولو تصرفت الدولة مع المعتوهين والمستولين كما يتصرف الرجل الأهم في البلد؛ لكانت خزينة الدولة وافرة وعامرة بالمال, بدلاً من الارتهان والوصاية والإملاءات مقابل المساعدات الكاذبة. ويمكن لأي مراقب أو متابع لتعامل الدكتور المقالح مع زواره يلحظ هديته وضيافته, هي تقديم الماء باعتباره قوام الموجودات بأسرها, حسب رأي طاليس, فصفاته غير محدودة, وخواصه غير محصورة، ليجعل كل شيء حيّاً, ليعي حياته في دائرة الزمن وحركته, ولا يرد من طلب, وصدقته قانونية وشرعية للمستحقين, ليس بها مبالغة أو مواصفات أو مقاسات, وتحديد الخشونة والنعومة كما يعمل الباقون, إنه يعلم جيداً أن الانتصار لا لإلا يكون بالمستضعفين فنصره الله, ويدرك من خلال معرفته وتجربته في الحياة بأن اللصوص لا يبنون الأوطان ولا يحمونها، كما أن أصحاب العمولات ووكلاء الشركات لا يمكن أن يغيروا واقع الحال .

بين منفى خرائب الأرواح وواجب عمارتها
يعيش المقالح اليوم بيننا منجزاًَ حياة حافلة بالعطاء, ومن حسن حظه أنه عاش في العصر الذهبي للشعر العربي المعاصر, وكان أحد رواده في زمن الجواهري والقاسم ودرويش, وأدب محفوظ والمهيوبي, والطيب صالح وحجازي والعيسى ونزار قباني والسعدني وقنديل ومطر وعبد الصبور, وفي اليمن عاصر المبصر في الزمن الأعمى الأستاذ البردوني والزبيري والنعمان وجرادة وفتاح والجفري؛ فكان عملاقاً في زمن العمالقة ورفض الاحتواء في الأمس, واليوم يرفض السيطرة, ويعلن عن مقاومتها, بعيداً عن الكتابة المجازية والاستعارة, فنحن في زمن الشفافية, ومن ناحية أخرى في زمن مسخ الهوية, وإسقاط اللغة وحاسة التذوق الشعري والأدبي. ويجب أن تكون النصوص قطعية في زمن التمييع والتردد والتبعية وصدى الأعداء واللغة الخشبية, ويجب أن يذكر العالم ويذكرنا بالواقع المر والأخطار البشرية والطبيعية القائمة والمحتملة, الداخلية والخارجية, ويجب أن يكتب بالقلم الذي أقسم به الله عز وجل مسقط الأقلام المجاورة والأفكار المسمومة والتصدي للإعلام الدعائي والموجه من خلال الفضاءات المفتوحة, وفي ظل السيطرة على البر والبحر والجو, كابلات وأقمار صناعية, ووسائل بث. لقد أديت واجبك, وكتبت عن كل الشرائح والمستويات, وواجهت الفساد, فساد الطبيعة من خلال أصحاب التجارة المسمومة, إلى مقاومة التجارة السياسية والاقتصادية الإقطاعية الليبرالية والنيولبرالية والمعاصرة, وكانت كتابة الوقار, كما وقار شعر رأسكم الذي لم تلطخه بأي صباغات أو ألوان في زمن التلون والمكيجة, وتظليل الآخرين, وكانت كتاباتكم مكتملة كتمام شعر رأسكم, لا جزر ولا صحاري كنسر بني إسرائيل وأصحاب الكانتونات, وعندما حج القادة إلى البيت الأبيض, والساسة لأبواب السفارات, والتجار حجوا مكة هروباً من الزكاة والصدقة؛ فكنت أنت البديل لهذا الوطن والحارس الأمين ونصير المستضعفين وصرت بأعمالك مفخرة لكل الشرفاء في العالم والمخلصين في الأمة والمناضلين في الوطن, , وبلغت مرتبة لم يبلغها أحد في زمنكم الحالي, وصرت مزاراً لكل زائر؛ فالسفراء يأتون إلى مكتبك والباحثون والمفكرون حتى صرت أحد مزارات الوطن, فإذا كان العراقيون يفخرون بنهر الفرات والمصريون بنهر النيل, وهما من أنهار الجنة؛ فإننا نفخر بك باعتبارك نهراً إنسانياً متدفقاً وصل خيره الشرق والغرب كفكر عابر للقارات.

المطلوب منه
المقالح ليس شخصية عابرة في حياتنا, أو علماً في مجال معين أو جغرافيا محددة, أو فكر منغلق, بل المقالح شخصية ستبقى في ذاكرة أجيالنا, لذا وجب علينا أن ننبه المقالح لأي تعكير لحالة الباحث عن شخصيته النادرة وعليه, فإننا نطلب من المقالح الآتي:
1 - تغيير اسم سوق المقالح 2- استبعاد صفة الدكتور من اسمه 3- كتابة الخاتمة والوصية 4- الإشراف على عملية المصارحة والمصالحة الشاملة والجامعة في الوطن، واعتماد مصطلح طلقاء العصر بالعفو وفتح صفحة جديدة.

1 - أهمية تغيير اسم سوق المقالح
أما تغيير اسم السوق فلاقترانه بالمقالح, والمقالح علم واحد, حيث أن السوق موقع للشيطان, أما هو فخليفة للرحمن. السوق يحمل الفلسفة المادية, والمقالح يحمل الفلسفة المثالية. السوق يمزق الطبقات ويغيب وسطها ويوسع رقعة مآسيها, والمقالح عكس ذلك. السوق أرقام مادية , ووكالات أجنبية, والمقالح عالمي معنوي, ومصدر مستقل وحامل هوية, ومدافع عن حياة البشرية التي يدمرها السوق بالفقر والجهل والمرض والحروب, وإفساد الطبيعة. السوق ربط مصير وارتهان ووصاية وجعل البلدان بلا سيادة والشعوب بلا حقوق والتلاعب بالعولمة والاقتصاد الافتراضي, وغياب الرقابة, ونهب الشعوب, وهذا مخالف لكل ما يؤمن به المقالح, وهو ضد السوق الذي طفش العمالة في الخليج, وعمل على إحلال نساء الذوات محل الناس البسطاء, وتعدد الوظائف, وعدم تدوير المناصب أو تطبيق قانون التقاعد, وجعلنا سوقاً استهلاكياً, فكراً وسلوكاً, في ظل غياب التخطيط وعدالة التوزيع، كما هو حاصل بين كبار المهندسين وعارضات الأزياء والجراحين والفنانين.. إنه العبث ولغة الجسد.

2 -استبعاد صفة الدكتور من اسمه
المقالح مثله مثل عظماء التاريخ, وصناع الأمجاد, يعرف من خلاله الوطن والأمة, ويشهد بذلك العدو قبل الصديق, ولذا فالمقالح أكبر من أي صفة تمنح أو لقب يسمَّى به, فهو مفردة معرفية بذاته, وما نسب إليه يعرف من خلاله حتى الجوائز؛ فإنها تأخذ مصداقيتها وعظمتها من صدقه وعظمته وعطائه, ومن ناحية أخرى؛ فإن عظماء التاريخ, وصناع أحداثة ومنجزاته لم يكونوا بهذه الصفة سابقاً وحاضراً وحتى مستقبلاً, خصوصا في ظل شهادات الإسلام السياسي في السودان, وشهادات التزوير والتلوين والتمكين وغيرها بما فيها الشهادات الشرفية والفخرية، وشهادات الانتقام والفساد السياسي التي سارت طامة كبرى في جامعة صنعاء وأذرعها الفرعية.
كما أن الشهادة تذكرنا بأسماء لا نحب أن يشترك بها هذا العملاق مع الأقزام والمجرمين, مثلما رفض أن يجتمع مع العلم الإسرائيلي الذي يرفرف أمام أعين أبناء الشهداء ونسائهم في مصر الحبيبة, ورفض السفر حتى لا يعترف بالسياسة الواقعية الفاضحة للجسد العربي وبالكيان الغاصب, ولم يطلب جائزة نوبل أو يسعى إليها لأنها تجمعه بقيادات الإجرام الدولي وخونة الأوطان, وكأقزام حملة الشهادة بدرجة دكتور متخلف في عصر ما بعد الثورة الصناعية. ويؤكد مطلبنا هذا رفض المجامع اللغوية العربية هذه التسمية والعمل بالتسمية العربية كلغة حية معترف بها ضمن الست اللغات الدولية, وتصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخوف ما أخاف على أمتي رجل منافق عليم اللسان كليم القلب يعيرهم فصاحته وبيانه ويظلمهم بجهله"، كما هو حال كتاب اليمن ووسائله الإعلامية للزين كعمل استباقي انفصالي, وكتاب السخافة والتقليد لجماعة هنفر في كلية أرحب, وكتاب ألف ساعة صرب, وشفاء العليل ورافضة اليمن إنهم قوى تكريس للكراهية والتحريض معاقة فكرياً ومعوقة سلوكياً.

3 - كتابة الخاتمة والوصية
لقد كتب المقالح الفاتحة؛ فعليه أن يكتب الخاتمة, والخاتمة هي عمل يجب أن يتمايز على بقية أعماله السابقة, لأننا في ظرف استثنائي بكل المقاييس, إنها الألفية, ومحاولة السيطرة, وتحقيق الميتاإستراتيجية المادية للصهيونية العالمية, أما الوصية؛ فهي تسمية الأشياء بأسمائها, والرسول يقول: "من مات وميراثه المحابر والأقلام دخل الجنة"، وإذا كان المقالح صاحب الأخلاق الرفيعة والذوق العالي والشعور النبيل لا يريد إهانة أحد أو إحراجه؛ فعليه أن يكتب عن مناضلين على الطريق القويم, وشخصيات فاضلة عرفها وهي حية, أنا أعرف أن المقالح منفي في خرائبنا, أليس هو من غنى له ملك العود, وموهبة اللحن والأداء المتميز أحمد فتحي؟ لكن قوى التخلف والانحطاط لم يرق لها؛ فهي مدمنة ومتماهية ومتماثلة في الانحطاط مع الفن الهابط, لكن كرر ولن نتركك ترحل بأحزانك, ولن نجعلهم يركنوك كما ركنوا القرآن في أدراج المكتبات وأرفف دور العبادة, ولم يعملوا به ويستفيدوا منه, وكان سبب تخلفهم, ولن نسمح لهم أن يدمروا فخر كرامتنا, وسفير هويتنا, وحارس أرضنا, والصامد في وجه الأعاصير كما فعلوا في قصر غمدان, ومع ابن علوان, وقبله بن ذي يزن, ولن نسامح من سفه حكماءنا, وقتل قادتنا كالحمدي وسالمين, وتاجر بأرضنا, واغتال أحلامنا, وحتى لا يقع المقالح كما وقع الكثير ونسيناهم مثل ابن الفضل والزبيدي وغيرهم, وفي الحاضر أترك لكم الحديث عن قوى الردة على الثوابت الدينية والوطنية, لقد ولى زمن الهزائم, وسقطت حركات الردة وإلى غير رجعة, وعليه وجب علينا تكريم المقالح تكريماً يليق به ويدحض حجب جائزة نوبل, وعلينا واجب التكريم بتعريف الجيل بهذا الرمز والأمة، خاصة وأن جماهير ومعجبي نانسي عجرم وهيفا وهبي أكثر بكثير من جماهير رائد صلاح وعكرمة صبري, وأن يكون التكريم بما يلي:
1 - تغطية شاملة لحياته ومناقبه مع إعادة قراءة البيان الأول للثورة خاصة في ظل الظروف الراهنة.
2 - إنتاج فلم وثائقي عن شخصية المقالح.
3 - إطلاق اسمه على صرح علمي شامخ مجاني ومكفول من قبل الدولة بصورة دائمة.
4 - الإيمان بأهدافه والسير على طريقه, والاهتداء بسلوكه وعطائه, والاستجابة لدعوته.
وإذا كان المقالح قد تفرد على المستوى العالمي؛ فالواجب علينا أن ندعو الجميع إلى إصلاح وطني واعتصام رباني حتى لا تحل علينا لعنة الحوار الوطني, أو لعنة الجوار الوطني, وحل الخلاف بين قوى السيادة الوهمية بدلاً من الأقلمة والتدويل, والهويات الثانوية, والمصالح الضيقة, خاصة والمقالح لا يستطيع أن يزيد علمية أحد وحرصه على العدل يؤكد زواجه بواحدة, أما غيره فهم مجموعة أو منظومة أو توازنات ملغومة تاريخية متراكمة, إما غزاة أو فاسدون أو طامعون أو فارون, أو ولوا الأدبار وأسقطوا الحضارة واستأسدو علينا ومزقونا فكراً وسلوكاً, ورسموا ملامح مصلحهم على حسابنا, وشكلوا لهم ألقاباً وأوصافاً دخيلة على مجتمعنا, وهم معروفون عبر مراحل التاريخ.
المقالح شخصية استثنائية, من المستثنى من أناس نجلهم ونحترمهم, فهو لم يسء إلى أحد, وكان مع كل الثوابت الدينية والأخلاقية، وإذا كان كثير من العظماء أولاد أرامل, وأعلاهم شأناً وأكثرهم ذكراً لا يعرف له أباً, كما ورد في النصوص المقدسة, فإن هناك أمثال تقول وراء كل عظيم امرأة, وعليه فإن مقالحنا له أم فاضلة وأب مناضل, ولم يول الأدبار, أو يهجر الجغرافيا, أو يستكن وفعل كما فعل الزبيري والنعمان وعشال وفتاح ودماج ومقبل وعلي ناصر وأبو لحوم والبيض وهيثم والقرشي، ولم يلن أو يتحول مع من تحولوا وحولوا النهج واختزلوا الثورة, وأوجدوا الصراع للعسقبلية الرجعية في الشمال والأخرى العسقبلية الدموية في الجنوب وهم من بقايا العكفه وجيش الليوي ومرتزقة البترودولار، واسألوا سهول تهامة وأركان الشوارع, وربوات المناطق وحقوق المستضعفين, وأرصدة الديون لأصحاب الكروش المنفوخة والضمائر الميتة, وكان لاعباً أساسياً على المسرح الوطني والعربي والعالمي متجاوز واقع الأرقام الزوجية في الأحداث الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.