يومها قال الإمام "أحمد يا جنّاه" بأن شيخ الجن مات .. • ولأن الجن كلهم أشرار وفقاً لتعريف تلك الأيام كان لابد من مواجهة ما يمكن أن يصدر عنهم بوضع نقطة من القطران في جباه أفراد الشعب على تلك الطريقة التي نراها في الأعمال الدرامية الهندية • اليوم صارت القطرنة في مائة لبوس ولبوس .. من البطالة إلى الفقر ومن ضياع الهيبة إلى كذب الموجز والنشرة .. ومن الكهرباء إلى المشتقات النفطية .. وللمشتقات حكاية ورواية .. • أمس وعقب صلاة الفجر كنت قد تشبعت بالرسائل الخبرية القصيرة التي تتحدث عن سفن محملة بالمشتقات النفطية أن مهندسي وزارة النفط ورجال القوات المسلحة أعادوا إصلاح أنبوب مأرب والإفراج عن عدد كبير من القطارات المحملة بالمشتقات النفطية العالقة هنا وهناك • كعضو سابق في فريق الانشاد الحكومي - وما أزال - صدقت هذه الأنباء الكاذبة وقلت .. مادامت الحكومة تكرر الدعوة لوسائل الاعلام بالتعاطي المسئول تجاه القضايا الوطنية وتدعو للالتزام بالمخرجات فلابد من الخروج عند الفجر . • خرجت متسلحاً بنصف دبة بترول يحتضنها خزان السيارة وهات يامشاوير تذكر بالقول عبدالله طالع عبدالله نازل .. كل محطة مقفلة تقود إلى أخرى مقفلة أيضاً .. وكل طابور لعين له أول وليس له آخر يسلمك إلى طابور العن منه لينتهي الأمر بخيبة الرجاء والأمل عند محطة تقاطع شارع المطار مع شارع زايد بن سلطان. • كان الطابور خفيفاً .. والناقلة ما تزال تسكب مخزونها ما يعني إمكانية الفوز بتحدي البحث عن بترول مشاوير عيد " بأي حال عدت يا عيدُ " .. و "خير اللهم اجعله خير" على رأي سعيد صالح أيام ما كان عنده نظر . • فجأة وعلى طريقة الجراد المنتشر عمت المكان حالة من فوضى الطوابير حتى أن الرصيف وشارع الذهاب إلى مطار صنعاء امتلأ بطوابير كلها تفضي إلى اختناق شديد عند المحطة والكاسب هم بلطجية الطوابير وغوغاء استفزاز الملتزمين وأولئك الذين يحاكون النمل في الذهاب والعودة محملين بخزانات مواطير حيث يتوجهون عقب كل امتلاء بوضع المحصول في دبات بالقرب من المحطة والعودة .. ولا وجود لجنود سليمان. • واقتنعت بالعودة خالي الوفاض بعد رحلة مضنية انتهت بذات النهاية " بح " خلص البترول مكتفياً بحصاد مهني مستعجل تمنيت فيه لو أن وزير الداخلية سجل حضوره وضبط للمواطنين تلك الفوضى العارمة في أماكن طابور البترول .. ولا بأس أن يحضر مصحوبا بالمصورين الذين طالما التقطوا له صوراً وهو في سوق الخضرة أو شارع انقلاب التواير. • بجد .. عدت من المحطة بدون بترول العيد لكنني كنت أكثر الخائبين حظاً وأنا أتمتع بميزة الصدح بالشكوى فيما لسان الحال أين رئيس الحكومة " القوي " وأين الشرطة من خدمة الشعب ثم من أين يموّن كبار القوم سياراتهم ؟!