أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على انه لا يجوز الاحتفال بأعياد الكريسماس نهائيا ولا يجوز للمجتمع المسلم ان يغير من هويته الاسلامية وانتمائه واعرافه وتقاليد دينه، منبها على ان بعض المسلمين يحتفلون بهذه الاعياد التي لا تمس للمسلمين بأي صلة بطريقة لا يحتفلون بها فى عيد الفطر مثلا. ونقلا عن شبكة " محيط" فقد تساءل القرضاوي خلال حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة" الذي يذاع على فضائية "الجزيرة" الاحد: "هل يسمح الغرب للاقليات الدينية بالاحتفال بأعيادهم الاسلامية مثلما نحتفل نحن ونخرج عن اعرافنا؟". إلا انه قال بجواز تقديم التهنئة لاخواننا المسيحيين فى اعيادهم انطلاقا من قول الله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وأكد القرضاوي أن مطالبة العلماء بأن يكونوا من صناع القرار شيئ مختلف فيه، خاصة وأن القرار له أناس مخصوصون، في حين أن العلماء دورهم هو البيان والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتفقيه بجانب المشاركة فقط فى صنع القرار من خلال النصح في الأمور التي يتدخل فيها الشرع . وأشار إلى أن الشافعي وابوحنيفة لم يكونوا من صناع القرار، بل أن ابو حنيفة رفض تولية القضاء على عهد المنصور وقال انا لست اهل لها فقال له المنصور كذبت فرد عليه ابو حنيفة "لا يصلح للقضاء شخص من الكاذبين" فحبسه المنصور عقابا له على رفضه، بحد قول القرضاوي. وتساءل: "لماذا يلقى الناس بالمسئولية على العلماء ولا يحيلها لنفسه"، مؤكدا أن المسئولية تخص العالم وغيره، مضيفا أنه لا ينبغي لاحد أن يتهرب منها ويحيلها على غيره، وأشار الى أن ما يقوله بعض المجاهدين في افغانستان من التجريح فى العلماء بزعم انهم لا يشاركون في القرار مردود عليهم لان الجهاد ليس بالسيف فقط ولكن ايضا بالعلم وقول الحق والبيان والتفقيه وتعليم الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي حديثه عن مسألة "الاستفتاء الخاص بانفصال السودان"، قال القرضاوي انه لا يجوز للمسلم السوداني أن يصوت لصالح الانفصال، مشددا على أنه إن فعل ذلك فسوف يحاسب أمام الله، مطالبا المسلمين بالنظر الى اروبا التي كانت تحارب بعضها بعضا في عصورها السابقة، إلا انها الآن فى قالب واحد متحد اقتصاديا وثقافيا ودينيا حتى استطاع الغرب الأروبي ان يكون قوة مستفحلة تقف أمام غيرها وتراجعهم وتفرض شروطها عليهم. وأكد أن انفصال السودان يقف وراءه بعض الدول الغربية والأمريكان بهدف تمزيق وحدة العالم الاسلامي، مطالبا المسلمين والعرب بانشاء كيان أكبر من جامعة الدول العربية التي أكد أنها لا تؤدي دورها كما ينبغي، وطالب بأن يكون للمسلمين كيان أعمق وأكبر يلم الشمل ويوحد المسلمين على كلمة سواء حتى نحمل نحن المسلمون تبعاتنا ازاء هذه القضايا. كما طالب القرضاوي المسلمين في كافة الأرض بالدفاع عن القضية الفلسطينية بالمال والسلاح والقرار، مؤكدا أن الحكم الشرعي فى حال اذا دخل العدو بلدا اسلاميا أن يقف المسلمون كافة فى مواجهة هذا العدو، خاصة واذا كان الأمر يشبه حال القضية الفلسطينية التي لا يستطيع اهلها الدفاع عن قضيتهم لحصارهم وعدم وجود السلاح الذى يحاربون به، خاصة وأن العدو غاشم ويقف وراءه امريكا التي تساعده بالتكنولوجيا والسلاح والفيتو. مشددا على ضرورة العمل الاسلامي الواحد من أجل نصرة فلسطين واستعادة القدس بالمال والسلاح والتحريض على القتال وان تؤدي الامة الاسلامية مسئولياتها امام الله لاستعادة المسجد الاقصى الشريف ونصرة اخواننا الضعفاء فى فلسطين. وطالب القرضاوي المسلمين باستثمار اموالهم فى بلادهم الاسلامية وألا يضعوها فى بلاد الغرب، خاصة وان المسلمين أولى باموالهم من الغرب الذى يأتي ويستثمر فى بلادنا بأموالنا، قائلا ان بعض المسلمين يضعون أموالهم فى الخارج خوفا من الاستيلاء عليها اذا حدث انقلاب فى الحكم، لكنه تساءل "هل يملك أحد أن يسحب امواله من الغرب كلها اذا اراد.. لن يستطيع لانه يملكها ولكن الغرب واصي عليها ولا يستطيع ان يسحبها كلها مرة واحدة الا بموافقة الدولة التي يضع بها امواله". واختتم حديثه بانه لا يرى غضاضة من مصافحة النساء خاصة اذا اقتضى الامر ذلك مؤكدا انه لا يوجد نص شرعي ينهى عن مصافحة النساء حتى الحديث الذى يستدل به البعض فيه اختلاف فى التفسير لانه مس النساء فى الحديث يشرحه بعض ايات القران بانه الجماع فحينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لان يضرب الرجل بسلة من حديد على راسه خير له من ان يمس امراة، كان المقصود الجماع لان مريم قالت فى القران ولم يمسسني بشر أي بمعنى الجماع.