باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي والإنحلال السياسي والأخلاقي بإسم الإخوان المسلمين

الجزائرية زوجة القرضاوي تتحدث عن أخلاقه معها ظن الكثيرون أن الأكاديمية الجزائرية الدكتورة أسماء بن قادة، التي جمعتها سنوات زواج بالداعية الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، ألقت بكل ما في جعبتها، حين تحدثت عن حياتها مع الفقيه المثير للجدل، لكنها وفقاً لما علمت «الحياة»، من مصادر «لم تكتب سوى السطر الأول في الأزمة». وأوكلت بن قادة، بعد أن تقدم زوجها القرضاوي إلى محكمة الأحوال الشخصية في الدوحة بدعوى «إثبات طلاق» ضدها، للمحامي القطري الدكتور نجيب النعيمي قضيتها، خصوصاً «قياس الضرر الذي لحق بها في كل تاريخها مع القرضاوي». وحدد القاضي 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري للنظر في الدعوى. وأكدت الدكتورة أسماء الأنباء التي ترددت في هذا الشأن. وقالت رداً على سؤال ل «الحياة»: «نعم. الشيخ رفع دعوى لإثبات طلاقه، وأنا من جانبي وكلت محامياً للمرافعة في القضية، وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها القرضاوي إلى إحداث الطلاق، فقد سبق أن عاملني بالطريقة نفسها بضغط من أسرته في عام 1997 كما تؤكد الوثائق، لكنه هذه المرة اصطدم بقانون الأسرة القطري الذي لا يقع بموجبه الطلاق». ووفقاً لمصادر مقربة من حرم القرضاوي، فإن «المشكلة لدى الدكتورة أسماء ومن ورائها أسرتها ليست في الطلاق، بقدر ما هي في خلفياته وطريقته، فالكل يعلم أن الطلاق الجديد سبقه ولازمه نشر القرضاوي مذكراته التي عبر فيها عن حبه لزوجته الجزائرية، وأدى ذلك إلى حملة شرسة في الصحافة المصرية على بن قادة». وما يزيد استياء الدكتورة أسماء أكثر، كما تقول المصادر، أن «الشيخ قضى ليلة معها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، وتبين لها لاحقاً أنه أراد تلك الليلة أن تكون آخر عهده بزوجته، أي أنه كان ينوي الطلاق، ما تسبب لأسماء في وجع وألم كبير. إلا أن تلك الخطوة، ستعقد وفقاً للقانونيين إجراءات الطلاق الذي طالب القرضاوي بإثباته بعد مضي سنتين، خصوصاً أن الشيخ «ترك السيدة معلقة من دون حقوق، وأقفل كل وسائل الاتصال به، وترك زوجته وحيدة في الدوحة بعيداً عن عائلتها وأهلها عامين كاملين من دون حقوق». وكانت الدكتورة أسماء - وهي ابنة إحدى الشخصيات البارزة في الجزائر - تخصصت في الرياضيات، ثم اتجهت إلى العلوم السياسية، حتى أحرزت فيها الدكتوراه، وأثارت إعجاب القرضاوي أول الأمر برجاحة عقلها وكفاءتها، حين قال: «وراء الصوت عقل منبئ عن عبقرية// ووراء العقل إيمان وأخلاق رضية»، إلا أن القرضاوي الذي يتردد أنه يواجه ضغوطاً عائلية، قرر إنهاء العلاقة على رغم كل ذلك. وبالعودة إلى كتابات أسماء بن قادة التي تكتب بثلاث لغات، فإنها «تنوعت بين ما هو سياسي وعلمي وفلسفي، وتبقى مقالاتي عن المرأة في صحيفة «الراية» القطرية أعمق، إذ اجتهدت من خلالها في بناء ثقافة استيعاب جديدة، تعيد قراءة مفاهيم الفتنة والجسد والاختلاط، كما تسعى إلى فك الآيديولوجيا عن الإسلام، وتخليص الرسالة الإسلامية من مخاطر آثار جماعات الإسلام السياسي». وتصنف الدكتورة أسماء قضيتها مع القرضاوي، بأنها «أقرب إلى موضوع بحث ودراسة منها إلى قضية خاصة، باعتبار أن موقع المرأة في الحياة الإسلامية لا يزال يمثل إشكالية كبرى لدى الحركات الإسلامية ورجال الفقه بشكل خاص فتوى التقدمية تنسخ فتوى يوسف القرضاوي للناتو بقصف طرابلس ودمشق وتسفهها وتعتبرها باطلة بعد استئذان استاذناالاغر الناصر الخشيني ليسمح لي ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع مستهدفا بذلك مزيدا من توضيح وجهة نظره في قضية ما افتى به الشيخ يوسف القرضاوي بخصوص التدخل الاجنبي في كل من ليبيا والعراق ،فمن خلال كلام الاستاذ يبدو لي انه جد متحامل على الشيخ القرضاوي وعلى القناة التي كان لها دور كبير في الدفع بعجلة التغيير داخل الشقيقة تونس ومصر والآن في سوريا كما في اليمن ،والا بماذا يمكننا ان نفسر ما ورد بحق الشيخ من نعوت تتغيا تقزيم دور العالم المسلم في مجتمعه وتهدف الى عزله حتى لايكون له دور في التوجيه والارشاد وترك الساحة شاغرة للاخرين الذين يعتبرون صنيعة توجه غربي ليبرالي علماني انيط بهم ابعاد علماء الدين عن الساحة حتى يسهل عليهم تشكيل وعي جماعي داخل المجتمعات الاسلامية يتماهى وطروحات المستعمرين بعدما مكنوا لانصارهم وتلامذتهم من امثال بنعلى والقدافي وغير الماسوف على سقوطهم شر سقطة وذلك بعد ن نكلوا بشعوبهم وصادروا حرياتهم وضيقوا عليهم حتى في شعائرهم الدينية ،الى الحد الذي كان فيه التونسي لايستطيع ان يصلي الا في المسجد الذي تم تعيينه له من قبل السلطات ليبقى دائما تحت المراقبة،ومما يؤكد تحامل الاستاذ على الشيخ انه اعتمد في كل كلامه على ماتناقاته وسائل الاعلام وهو اعرف مني بخطورة الاعتماد على ماتروجه وسائل الاعلام لغرض في نفس يعقوب دون الرجوع الى الشيخ واستفساره بخصوص ما اصدره ان كان فعلا اصدر ذلك ،وما اعتمده في وجهة نظره ،وهل ما اورده يعتبر فتوى شرعية ام مجرد وجهة نظر قد يصيب فيها وقد يخطئ. جاء في المقال:وقال القرضاوي، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنه كان ممن دعوا للثورات العربية ،ولاشك ان استاذي الجليل اعلم مني بما قاله الله عز وجل في هذا المقام حيث قال سبحانه:ياايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين..صدق الله العظيم . واذا كان للشيخ موقف مما يحدث في البحرين فلا ينبغي ان يطغى هذا الموقف على مواقفه على ما جرى في البلدان الاخرى ،ولم نسمع مرة من الشيخ القرضاوي تشجيعه او مناصرته للتدخل الامريكي في العراق او افغانستان ،واذا كان هناك انتقاء من قبل الشيخ فلماذا لم يتحدث استاذي الجليل عن التدخل الاجنبي في افغانستان تحدثه عن التدخل الاجنبي في العراق واتمنى ان يكون هذا الامر من جانبه سهوا لا موقفا مبدئيا لهذا السبب او ذاك ،ومما لاحظته في مقال الاستاذ انه اغرق في الاستدلال بايات من الذكر الحكيم لاقناعنا بان الاستعانة بالكافر حرام ،وتكفي ايتين او ثلاث عن كل ماذكر للاقتناع بحرمة الاستعانة بالكافر،لكن ما هو موقف الاستاذ مما فعله القدافي بشعبه ،ماهو موقفه من السب والشتم الذي تعرض له الشعب الليبي من جانب القدافي وابنائه لالشيئ الا لان هذا الشعب قالها بالفم الملأن لا للظلم والطغيان ،كيف كانت مواقف الدول العربية والاسلامية مما كان الشعب الليبي يتعرض له من كتائب القدافي ،الم يتم تزويد القدافي بالرجال والعتاد من الجيران ،عملا على حمايته من السقوط اذ بسقوطه ستضيع مصالحهم وتنمحي اجندتهم ،لو ترك الشعب الليبي ليواجه مصيره هل تعتقد ان العقيد سيبقي شيئا يتحرك في بنغازي غير كتائبه وانصاره،نعم نحن نعارض التدخل الاجنبي في ليبيا ونمقته ،ونمج جميع الدعوات التي تشجع على ذلك ،لكن للضرورة احكام استاذي الكريم ،وما دمنا نتحدث عن الجانب الفقهي ،الا يجوز اكل لحم الميتة حتى وان كانت انسانا اذاكان ذلك سينقد انسانا آخر ؟؟؟؟ اعود للحديث عن موقف الشيخ من قطر ،قد يكون الشيخ مجبرا على الابتعاد عن المواضع الحساسة في البلد الذي استقبله وهيأ جوا مكنه من الدعوة الى الله سبحانه ،وهو الجو الذي لم يجده في بلده مصر ،وما من مرة سئل فيه الدكتور عن موقف السلطات القطرية مما يصدر منه فكان جوابه واضحا في ان السلطات القطرية لم تتدخل يوما في توجيه خطبه او مواقفه ،ولو وجد الشيخ الحرية في بلده مصر ايام فرعونها ما تغرب في قطر ،ولو ان الغرب رأى في القرضاوي خيرا وان كلامه لايزعجهم لاستقبلوه بالاحضان في انكلترا وغيرها ،على العكس من ذلك كلام القرضاوي يزعج السلطات الصهيونية وتضع له الف حساب ،فلم التحامل اذن على الشيخ؟؟ ومادمنا نتحدث عن الاوضاع العربية وما عرفته بلدانها من حراك عصف بكراسي بينما تترنح كراسي أخرى ككرسي بشار ،فما قول استاذي الجليل فيما يفعله نظام بشار بشعبه ،فقد ذاق هذا الشعب ايام حافظ الويلات وارتكبت مجزرة شنعاء بحق اهل حماة ذهب ضحيتها ما يزيد على 15000من البشر دون ان يتحرك الضمير العالمي ،لكن في الوقت الراهن وبفضل التقدم التقني الذي عرفها العالم فان جميع ما يجري في سوريا وفي غيرها يتم نقله في حينه الى جميع البلدان في العالم مما يساعد على تكوين جهات ضغط في المجتمعات الغربية التي تعودت على احترام حقوق الانسان دون الحديث عن احترام انظمتها لهذه الحقوق ،فتجبر انظمتها على التحرك الاان هذه الانظمة لاتتحرك الا وفق اجندة تخدمها من جهة من الناحية الاقتصادية كما حدث في العراق ويحدث في ليبيا وما قد يحدث في سوريا ،وتحتوي التحركات الشعبية التي تعرفها شوارعها تنديدا بما يجري في هذه البلدان من جهة اخرى. ان ما اوردته في هذا الرد لايعدو ان يكون تعليق تلميذ على استاذه فللاخير الفضل في التقويم والتوجيه وفق ما تمليه علينا قيمنا الاسلامية ،وتربيتنا الدينية. وزير الأوقاف الفلسطيني للقرضاوي: اتقى الله في ما تقول دعا وزير الأوقاف والشئون الدينية في السلطة الفلسطينية \"محمود الهباش\" اليوم الثلاثاء رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ \"يوسف القرضاوي\" التراجع عن فتواه الأخيره التي يحرم فيها على غير الفلسطينيين زيارة القدس.. قائلاً: إن هذه الفتوى الخاطئة تخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وأنها تقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي الذي يريد عزل المدينة عن محيطها العربي والإسلامي كما دعا كل الذين يفتون بتحريم زيارة القدس إلى أن \"يتقوا الله في ما يقولون، وألا يكونوا عونًا لإسرائيل على القدس وأهلها..لافتاً أنه مستعد لمواجهة ومناظرة أي شخص بالحجة والبينة والدليل الشرعي، وكذلك بالرؤية السياسية القائمة على حفظ مصالح الأمة وحقوقها، وخاصة في فلسطين والقدس. وفي نفس الصدد، قال الهباش إن زيارة القدس فريضة شرعية وضرورة سياسية، وأنها حق مشروع لجميع المسلمين والمسيحيين، وواجب مقدس على المسلمين بنص صحيح السنة النبوية المشرفة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الزعماء العرب خلال مؤتمر القدس في الدوحة إلى زيارتها، وهو الأمر الذي رفضه القرضاوي واعتبره تطبيعاً وهو الموقف الذي تبنته حركة حماس أيضاً. عبد الرحمن السديس: دماء آلاف الليبيين دين في رقبة يوسف القرضاوي هاجم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس إمام و خطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، و من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم الشيخ يوسف القرضاوي .. وأكد السديس أن الإسلام يشجع علي الحوار وعلي الحرية ضد الطغيان و الجبروت و لكن من دون الإستعانة بأعداء الأمة و إستنكر السديس الحائز علي جائزة \"الشخصية الإسلامية للسنة\" في الدورة التاسعة ل \"جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم\" سنة 1995 الفتاوي التي يصدرها بعض من يدعون علماء المسلمين خدمة لأعداء الأمة الإسلامية و بالتالي إستباحة دماء المسلمين و ذلك في إشارة للقرضاوي . و في تحليله للأحداث التي يعيشها العالم الإسلامي قال السديس أن دماء عشرات الألاف من الشهداء في ليبيا هي دين في رقبة القرضاوي سيحاسب عليه يوم القيامة و طالب السديس من القرضاوي الإبتعاد عن السياسة و الإكتفاء بالفقه الإسلامي لأن الفتاوي الدينية من أجل توظيفها لأهداف سياسية هي تشويه للإسلام كما طالب المقرئ عبد الرحمن السديس المسلمين بالوحدة و ذلك لحماية الأمة الإسلامية من الأعداء المتربصين بها أما في ما يخص الوضع السوري طالب فضيلته السوريين بالحوار و عدم الإستعانة بالأجنبي و ذلك للخروج من الأزمة و ذلك حماية للشعب السوري من الحروب التي يريدها لدمشق الصهاينة و بعض المتخاذلين العرب في إشارة لدولة قطرائيل المحتله.. موقع البديل «الأصدقاء» يغيّبون «الأهل»: اغتيال العروبة بالإسلام السياسي؟ كتاب وآراء - كتاب وآراء كتب المقال طلال سلمان الأربعاء, 29 شباط 2012 15:22 اختفت كلمة العروبة من الأدبيات السياسية: أُسقطت عمداً من الخطاب الرسمي للقادة الإسلاميين من راكبي موجة الربيع العربي، كما أسقطها قادة المرحلة السابقة من أهل النظام العربي خوفاً أو نفاقاً، وصار الربيع العربي «يتيماً»: لا أب له ولا عائلة... بل إن تنسيب هذا الربيع الى أي نوع من الهوية العربية يبدو مفتعلاً ويقصد به التضليل. لم يحدث أن نطق من ركب موجة الانتفاضات، التي أسقطت أنظمة وبدلت، في أوضاع دول عربية عديدة، كلمة واحدة حول «العروبة» او
أعلن التزامه بمقتضياتها، بل إن مجموع القيادات التي وصلت الى السلطة نتيجة انتصار الانتفاضات تتجنب تحديد هويتها القومية، وتفضل استيلاد هوية جديدة هي خليط من الإسلام السياسي المدجن اميركياً ومن «الوطنيات المحلية» التي تؤكد استقلاليتها عن الهوية الجامعة تاريخياً وجغرافياً وبموجب مقتضيات الأمن القومي، بمعزل عن اللسان العربي وعن الارتباط العضوي بين الإسلام والعروبة في هذه المجتمعات التي تظل في عيون العالم «عربية». وليس من المصادفات ان يغلب تعبير «الشرق الأوسط» على تعبير «العروبة»، وأن يصير مجلس الأمن او المجتمع الدولي هو البديل العملي عن الجامعة العربية وكل ما استولدته هذه المؤسسة العربية من مجالس وهيئات كانت تؤكد المستقبل الواحد لهذه الأمة بالاستناد لوحدة الطموحات التي تحرك جماهير شعوبها مشرقاً ومغرباً. وبديهي أن تحل إسرائيل محل فلسطين إذا كان اسم المنطقة جغرافياً يتمدد قياساً الى الغرب، أوروبياً وأميركياً، والى الشرقين الأدنى والأقصى، حيث تلغى الهويات الوطنية جميعاً، ويحدد موقع كل «جهة» بغض النظر عن شعوبها، قياساً الى الغرب بوصفه «المركز». من قبل ولادة الربيع، الذي أعطته واشنطن الهوية العربية، كانت الجامعة العربية بدولها جميعاً قد استقالت من مسؤوليتها عن فلسطين، شعباً وأرضاً، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، تاركة مصيرها في أيدي «المجتمع الدولي» بدءاً بالأمم المتحدة ومجلس أمنها والهيئات المتفرعة عنها والمتخصصة بحقوق الإنسان، وانتهاءً باللجنة الرباعية وضمنها الاتحاد الأوروبي. ...وعندما توالت الانتفاضات الشعبية في العديد من الأقطار العربية فأسقطت بعض الأنظمة الطغيان وهددت بإسقاط أنظمة أخرى، وجدت جامعة الدول العربية نفسها محاصرة بالجماهير الغاضبة بحكم المصادفة الجغرافية، إذ إن مبناها العريق - الذي أقيم في الأصل مكان ثكنة لجنود الاحتلال البريطاني قبل إجلائه عن مصر - يقع عند باب الميدان، مع أن الموقع السياسي يكاد يجعله نقيضاً لتطلعاته.. ولم تكن تملك ما تقدمه او حتى ما تقوله لتلك الجماهير... وإن كان أمينها العام السابق قد تمشى الى ميدان التحرير القريب وحيّا الجماهير، ولكن بوصفه مرشحاً للرئاسة في «العهد الجديد»، وليس بصفته الرسمية. على أن هذا التودد الى جماهير الميدان لم يمنع الأمين العام نفسه من مجاملة الرئيس المذهب لدورة انعقاد مجلس الجامعة وموافقته على إحالة قضية ليبيا وانتفاضة شعبها ضد دكتاتورها الأبدي معمر القذافي الى مجلس الأمن، الذي أحالها بدوره الى الحلف الأطلسي الذي أرسل طيرانه الحربي ومدمراته لتحرير الليبيين من أعباء ثروتهم النفطية بآبارها وأنابيبها ومرافئ التصدير، حتى وإن انتهى الأمر بوضع هذه البلاد ذات الانتماء العربي الصريح على عتبة الحرب الأهلية. ...ولقد تكرر الأمر ذاته مع الأمين العام الجديد للجامعة، الذي واجهته فور تسلمه موقعه السامي التطورات في سورية بين السلطة والمعارضة والتي سرعان ما تسلحت مدعومة بمجموعات مسلحة أمنية من جهات عدة مزودة بعقيدة أشد فتكاً من الأسلحة التي تحملها، وقد تسبب ذلك كله بإلحاق أضرار جسيمة بالمجتمع السوري وقدراته، فضلاً عن تاريخه المشرف في إعادة الاعتبار الى مفهوم العروبة كإطار قومي جامع بين أهل هذه الأرض، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم، مع احترام الإسلام بوصفه دين الأكثرية الساحقة، والارتفاع فوق ترسبات الصراعات المذهبية والعرقية عبر التلاقي على المشروع السياسي للغد الأفضل. ونتيجة لاستغلال بعض الدول المذهبة تزايد حدة المواجهات بين النظام والمعارضة، ارتكبت سابقة تعليق عضوية دولة مؤسسة للجامعة، وأخرج ممثل سوريا من حضن هذه المؤسسة التي كانت سوريا مهد ولادتها (مؤتمر بلودان). ثم مع استمرار ولاية الرئيس المذهب لدور انعقاد مجلس الجامعة العربية، لم يجد الأمين العام الجديد للجامعة مخرجاً يعفيه من أداء مهمة لا تتفق مع طبيعة دوره وموقع المؤسسة التي يمثل، فكان ان ذهب الى مجلس الأمن في مهمة لم يكن ليقبلها في ظل مناخ طبيعي أسقطته الهيمنة النفطية على القرار العربي. وكان ذلك إعلاناً بأنه لم يعد للجامعة العربية من دور، وبأنها فقدت مكانتها كمرجعية بعدما تأكد عجزها عن المعالجة بل وسقوطها في موقع الطرف، مع انتشار مناخ مسموم يتهمها بما يتجاوز العجز الى التورط. صارت أشبه بدائرة تصديق على قرارات تتخذها الأكثرية النفطية. ولما فشل مجلس الأمن في تبني قرار إعلان الحرب على النظام السوري «المطرود» من الجامعة، تم ابتداع «مؤتمر أصدقاء سوريا» كمرجعية بديلة... وكانت المفارقة ان الجامعة العربية قد تصدرت الصف الأول جنباً الى جنب مع الدول الإمبريالية (سابقاً)، في حين أكملت الجبهة النفطية العربية هجومها الشرس، فذهب بعضها الى أبعد مما تطالب به المعارضات السورية التي تعذر توحيدها.. وهكذا سمعنا الأمير سعود الفيصل يطالب بتسليح المنشقين معتبراً النظام سلطة احتلال. انتبه بعض العرب الى خطورة المنزلق الذي يدفعون اليه مع الجامعة العربية، وكانت مصر أول المتنبهين، ومن هنا أنها لعبت مع تونس دوراً طيباً في كبح جماح الخارجين على العروبة ومنها الى مطلب التدخل الخارجي ولو بالسلاح الإسرائيلي... ولعلها، اكتشفت أن «العرب» باتوا أقلية وسط هؤلاء «الأصدقاء» الذين تكاثروا وكادوا يمسكون بالقرار ويحددون مستقبل هذه الأمة عبر تفتيت مكوناتها، ومن ثم دولها، بحيث لا يتبقى من رباط بين مئات الملايين من أبنائها المنتشرين بين الخليج والمحيط. تبدت سوريا وكأنها بلا أهل. صار للمعارضة - وليس للدولة فيها او لشعبها مجتمعاً- «أصدقاء» فقط، لا علاقة لهم لا بهويتها ولا بتاريخها، وليس في ذاكرة العلاقات بينها وبينهم إلا الحروب الصليبية وإقامة إسرائيل بالقوة على جزء من أرضها الطبيعية. ولم تكن الجامعة العربية، الى ما قبل الحرب الاميركية على العراق بذريعة تحرير الكويت، تقبل مثل هذا القرار. لكن الجامعة سقطت ضحية اولى في تلك الحرب التي اغتالت العراق بدولته وشعبه، ناشرة مناخ الفتنة في المنطقة جميعاً. صار «أصدقاء سوريا» هم البديل من الجامعة ومن العرب كلهم. أسقط أخوة سوريا إخوتهم والتحقوا بذلك الرهط من «الأصدقاء» الذين اثبتوا صدق التزامهم بثوابت الصداقة من خلال موقفهم من القضية الفلسطينية... كما اثبتوا حرارة تأييدهم للانتفاضات العريقة من خلال محاصرتهم ثورة مصر والضغط عليها سياسياً واقتصادياً وعبر المؤسسات الدولية التي يتحكمون بقراراتها لإخضاعها وامتهان كرامة شعبها. هنا تطرح مجموعة من الأسئلة نفسها على أي مهتم بالحاضر كما بالمستقبل العربي: هل هي مصادفة أن يتزامن وصول الإسلاميين الى السلطة مع اندثار دور جامعة الدول العربية، وتجاوز مجلس الأمن ذاته بسبب التحسّب للفيتو الروسي - لتصير مرجعية العرب موزعة بين الحلف الأطلسي (للتدخل العسكري كما في ليبيا) و«أصدقاء سوريا» للتدخل غير الحربي في الداخل السوري وعبر الحدود، (مالياً واقتصادياً وسياسيا)؟. وما هذه الخلطة التي تضيع الهوية السياسية المطلوب إسباغها على الربيع العربي؟ من هم أهله الشرعيون؟ وما حدود التطابق بين إرادة الجماهير في التغيير وبين إرادة الغرب بالقيادة الاميركية في تدجين الشعوب المنتفضة وإلزامها بالعودة الى بيت الطاعة لعله كان ينقص أن تضم إسرائيل الى هؤلاء «الأصدقاء». ولماذا لم يحتشد هؤلاء «الأصدقاء» وتحت راية الجامعة العربية او معها من اجل فلسطين قبل ان تمحوها مشاريع الاستيطان في دولة يهود العالم، إضافة الى التخلي العربي وتيه القيادة الفلسطينية؟ ولماذا لم يحتشدوا من اجل العراق في مواجهة الاحتلال الاميركي عام 2003؟ ولماذا لم يحتشدوا من اجل لبنان في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه في صيف عام 2006، حتى لا نستذكر الاجتياحات الإسرائيلية ومجازرها في جنوبه (قانا كمثال) وبعض عاصمته وسائر المناطق؟! ومع ان الأمين العام للجامعة العربية حاول جاهداً استنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامة موقفه ومن حصانة موقعه إلا أن الأكثرية خذلته لأسباب تتراوح بين إغراءات الذهب وتهيب السيوف و«خيانات» الرفاق القدامى، الذين افترضوا ان الموجة أعلى من ان يمكن مقاومتها فلجأوا الى الحكمة القائلة «عند اجتماع الدول إحفظ رأسك»! لقد بات العرب أقلية غير مؤثرة في جامعة الدول العربية، وصار النفطيون «أكثرية» بقوة ذهبهم ونفوذهم في هذه اللحظة الانتقالية بين الميدان والديوان. وهذا يعني غياب العرب عن القرار، حتى يعود القرار الى مصدره في الميدان. فضائح القرضاوي وأمير قطر والجزيرة ( مُجرد أداة رخيصة أو بيدق في إمارة قاعدة قطر الجوية الامريكوصهيونية ) ..فالقرضاوي منذ عقود وهو يخدم أجندة تلك الأنظمة المُستبدة... وهو يحتفظ بعلاقات وطيدة مع الحكام العرب.... ولم نسمع منه تذمراً أو انتقاداً في برنامجه لتلك الأنظمة... وفجأة عندما قررت دويلة قطر العظمى وقناة الجزيرة أن تشن حرباً فضائية وهجوماً أثيرياً على بعض الأنظمة العربية وليس كلها... ظهر علينا القرضاوي كرأس حربة يُفتي ويُهدر الدماء!!! من العجائب بل من المستغربات وصف العلاقة بين القرضاوي والعقيد القذافي بالمتناقضات فالرجل الذي كان يمدح في القذافي ويصفه بالأخ صاحب التحليلات العميقة تحول إلي النقيض تماما ليصفه بالمجنون ويتعدي الأمر الحدود عندما يهدر دمه.... في زيارة القرضاوي لليبيا عام 2003 وصف القرضاوي القذافي الأخ قائد الثورة صاحب التحليلات العميقة والواضحة لمجريات الأحداث.... وفي العام 2010 احتفل في النادي الدبلوماسي بمناسبة العيد الواحد والأربعين لثورة الفاتح في قطر ......وفي هذه الأيام يفتي بقتل القذافي.... قائلا للشعب الليبي : «أوصي أبناء الشعب الليبي بالصبر والثبات مثل ما أوصيت به أبناء مصر....كما أقول لإخوتي الليبيين اثبتوا علي مواقفكم واستمروا في مسيرتكم والله ناصركم لأنه عز وجل ينصر الحق ويمحق الباطل وإن شهداءكم في الفردوس الأعلي عند الله» ... وفي مقابلة للقرضاوي في قناة الجزيرة أفتي بجواز قتل القذافي قائلا من استطاع أن يقتل القذافي فليقتله..... ومن يتمكن من ضربه بالنار..... فليفعل ليريح الناس والأمة من شر هذا الرجل المجنون طالبا من الشعب الليبي الصبر للخروج من هذه الأزمة واستمرار المقاومة والكفاح مهما كانت التكلفة مهما كان عدد الشهداء كما وجه حديثه إلي الجيش الليبي قائلا: أنتم لستم أقل وطنية من الجيش التونسي الذي رفض أوامر الرئيس الهارب زين العابدين بن علي بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين هناك..... وأيضاً لستم أقل من الجيش المصري العظيم الذي حما الثورة هناك ولم يستجب لأوامر الرئيس المصري المتنحي محمد حسني مبارك بقمع الثوار في جمعة الغضب داعيا قادة الجيش الليبي إلي عدم الانصياع لأوامر القذافي بقصف وقتل أهلهم من الشعب الليبي......... لأنه لا يجوز طاعة أولي الأمر فيما يخالف الشرع...... وأن ما أمر به القذافي من قصف مدن ليبية بالطيران الحربي هو حرابة وفساد في الأرض يستحق عليه إهدار دمه وقتله مع تزايد هجمات قوات القذافي علي المعارضة الليبية خرج القرضاوي ليصفه بالحمار الأرعن الذي يتسبيح اعراض النساء في ليبيا... واصفا القذافي بأنه مثل النمرود الذي قال للناس أنا ربكم الأعلي .مؤكدا ان القذافي تجبر في الارض بغير الحق ...... وكأن الموت والحياة بيده وكأن الاقدار هو الذي يسيرها ....... وتساءل القرضاوي موجها كلامه الي القذافي : من انت ؟! انك كالحمار الارعن ...... انك تستبيح اعراض النساء في ليبيا ....... هل انت عربي ؟ هل انت مسلم؟ هل انت حاكم ؟؟ كيف تتوعد الشعب بالقتل؟ أنت حاكم ظالم.... اما القرضاوي وأمير قطر فيمكن وصف العلاقة بين القرضاوي وأمير دولة قطر حمد بن خليفة أشبه بعلاقة الغرام والهيام والغزل المتبادل بين الطرفين فالرجل منذ قدومه إلي دولة قطر في بداية الستينيات وهو يهيم حبا في أميرها مؤكدا أنه صاحب الفضل عليه وانه لولاه لكان في قائمة الإرهاب .... قاصدا أن الشيخ حمد بن خليفة هو الذي وقف في وجه الولايات المتحدة عندما حاولت إدراج اسمه بين قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب ... قائلا: لولا الشيخ حمد بن خليفة أمير البلاد يحفظه الله لكنت في قائمة الإرهابيين... لقد أصر الأمريكيون علي إدخالي في القائمة فوقف الأمير بقوة وشجاعة وإصرار ضد إصرارهم
وأصبحت بعيدا عن تهمة الإرهاب شاكرا قطر أميرا وحكومة وشعبا مثمنا احتضانها له منذ عام 1961 .... شاكرا دورها في تيسير انطلاقته للعالمية....قائلا: إن الله أكرمني بدولة قطر التي أفسحت لي الطريق ولم يقف أمامي أي عائق في سبيل حرية القول فأنا أقول ما أشاء في دروسي وفي خطبي بالمساجد وفي برامج الإذاعة والتليفزيون وفي الصحف وفي قناة الجزيرة مؤكدا أن قطر لم تضع أمامه خطوطا حمراء لا يجوز تخطيها قائلا: الحمد لله ربنا أنقذني.... ربما لو بقيت في مصر لكنت رهين المحبسين كما حدث لإخواني مؤكدا أنه اعترض علي كثير من الامور داخل قطر ولم يعتقله أحد ومنه اعتراضه علي افتتاح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة ووجود قواعد أمريكية في قطر وبعض مواد الدستور... و أنه خطب الجمعة عقب زيارة شيمون بيريز للدوحة بعد ارتكاب إسرائيل لمجزرة قانا في حرب يوليو 2006 في لبنان...وقال علي منبر جامع عمر بن الخطاب علي الذين صافحوا بيريز أن يغسلوا أيديهم سبع مرات إحداهن بالتراب قائلا: ذهبت لتهنئة الأمير بعيد الأضحي التالي للخطبة فعانقني بحرارة وأقسم لي بأنه غسل يديه 14 مرة ؛ لأنه صافح بيريز مرتين ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا يصر القرضاوي علي إكمال مسيرته داخل دولة قطر وهي تقوم بالتطبيع العلني مع دولة اسرائيل ولم يصدر فتوي بجواز قتل أميرها كما حدث مع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عقب توقيع اتفاقية الغاز مع اسرائيل ....ولماذا لم يبد رأيه في خروج بض الطيارات الحربية من علي أرض قطر للمشاركة في الهجوم علي ليبيا؟! منذ سنوات طويلة وقناة الجزيرة القطرية تسعى جاهدة لخلق نموذجاً شبيهاً بمنصب المُفتى العام السعودي الذي يُشكل رأس الهرم في ترتيب المنظومة الدينية في السعودية.....حيث سعت قطر من خلال قناة الجزيرة أن تصنع نجماً تلفزيونياً دينياً ليُصبح مرجعاً دينياً بديلاً أو منافساً لمفتي السعودية ولشيخ الأزهر... وليكون (آية الله) جديد ولكن بنسخة سُنية حديثة (مودرن) لتستطيع من خلالها تسويق ما ترغب في تسويقه سواء كان اجتماعياً أو سياسياً أو اقتصادياً.... حيث لا يخفى على القارىء الدور الكبير الذي يلعبه الدين في حياة المُجتمعات العربية المُحافظة وما يُشكله من عقبة كأداء تُعرقل الكثير من الأنشطة التجارية الرأسمالية غير الشرعية في منطقة الخليج العربي... كحرمة البنوك الربوية مثلاً وتحريم مبدأ التأمين على الحياة وعلى المُمتلكات ... وكان لابد لدويلات الخليج النفطية التي باتت تشكل مورداً استراتيجياً للطاقة للغرب... وسوقاً تجارياً مهماً في الوقت ذاته بالنسبة للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا... أن تجد حلولاً جذريةً ومخارج سريعة لتلك الإشكالات الفقهية التي تُعيق التوسع التجاري الغربي في المنطقة... الذي يهدف لاسترجاع الأموال الطائلة التي يدفعها ثمناً للنفط.... وعليه فقد كان لابد من خلق طبقة دينية حكومية طيعة ولابد من صناعة رجال دين مُسيرين يُسوغون ويسوقون تلك الفتاوى المدفوعة الثمن.... لغرض إباحة عمل تلك البنوك الربوية... ومن ثم تسهيل التعامل مع الشركات الغربية والصهيونية التي تعتمد أصلاً على مبدأ المُضاربات والكسب السريع من خلال جني النسب الربحية الربوية عن طريق القروض والإيداعات المالية وغيرها من أرباح مالية غير مشروعة.... وقد استطاع النظام السعودي أن يوظف الكثير من علماء السلاطين في السعودية... حيث أصبح هؤلاء المشايخ الحكوميون يُفتون حسب الطلب وحسب رغبات ولي أمرهم بعيداً عن ما قال الله وقال الرسول... وقد نجح آل سعود نجاحاً باهراً في استحلال الربا من خلال البنوك الأجنبية والمحلية والالتفاف على الآيات القرآنية التي تُحرم الربا تحريماً قطعياً... فى تلك الاثناء لا يملك آل ثاني أي مرجعية دينية مؤثرة أو أي شخصية دينية كارزمية أو أداة فقهية تدعم نظامهم أو تُشرعن بقائهم... بينما آل سعود كانوا يمتلكون مرجعيات دينية نجدية وهابية سعودية مؤثرة في الداخل وفي الخارج كان يتزعمها آنذاك عبد العزيز بن باز وهي مُسيرة من قبل وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز... بل كانت صدمتهم الكبرى هي عندما اكتشفوا أن غالبية شعبهم هم من أتباع المؤسسة الدينية الوهابية السعودية.... وعليه فهم قطعاً سيتبعون الفتاوى السعودية في حال نشوب خلاف سياسي أو ديني أو في حال اندلاع حرب بين الطرفين.... وقد شاهدوا المفعول السحري لتلك المرجعيات الدينية الوهابية عندما افتوا بتكفير الرئيس العراقى السابق صدام حسين ومن ثم أحلوا قتاله لأنهُ مُرتد وكافر حسب رؤيتهم الدينية المدفوعة الأجر... وقد نجح آل سعود حينها بشيطنة وتكفير صدام من خلال هؤلاء المشايخ الحكوميون.. فضمنوا ولاء المواطنين وأيقنوا أن الشعب يتبع المشايخ ويثق بهم وهذا ما حصل في حربهم مع العراق.... وهنا أدرك آل ثاني أنهم بحاجة ماسة لكهنوت ديني قطري شامل...سواء كان هذا الكهنوت على غرار الحاخام أو البابا أو حتى آية الله.... المهم أن يصنعوا مُفتياً عاماً ومرجعاً دينياً يستندون إليه في الصعاب والمُلمات ويستخدمونه في مؤامراتهم وحروبهم القادمة... سواء كانت الإعلامية أو الدينية... وهذا ما حصل لاحقاً بوجود يوسف القرضاوي... نترك ذلك قليلا ونتطرق لعلاقة القرضاوى بالرئيس الجزائرى حيث تبدو العلاقة بين القرضاوي والرئيس الجزائري أشبه بالعلاقة بينه وبين أمير دولة قطر وهذا ماوضح جليا في الأحداث التي شهدتها مصر والجزائر عقب المباراة الشهيرة التي جمعت بين البلدين والأحداث الدامية التي تبعتها حيث دعا القرضاوي وقتها الرئيس الجزائري للتدخل لوقف التوتر بين الجزائر ومصر.... والتصدي للأطراف التي تريد توتير العلاقات بين الدولتين... وقد فضّل القرضاوى توجيه النداء للرئيس الجزائري دون رئيسه المصري ... لأن بوتفليقة رجل سلام وحكمة وعقل كما ذكر...مؤكدا أنه وجّه رسالة إلي بوتفليقه دون الرئيس المصري حسني مبارك يناشده للتدخل لوقف التصعيد الذي تعرفه العلاقات بين الدولتين بسبب مباراة كرة قدم .... وقال عبر قناة الجزيرة إن الرئيس بوتفليقه رجل حكمة وعقل وهو القادر علي المبادرة بتهدئة الأمور.. الجدير بالذكر أن القرضاوي تربطه علاقة خاصة بالجزائر التي قضي بها أكثر من 10 سنوات.... حيث كان يدرس بجامعة العلوم الشرعية كما أنه ومنذ قدوم الرئيس بوتفليقة للحكم أصبح مقربا منه....حيث تكفل بوتفليقة شخصيا بعلاجه.... خلال تعرضه لوعكة صحية ووضع تحت تصرفه طائرته الخاصة وكل إمكانات الدولة الجزائرية... وهذا ماكان سببا في عدم إبداء القرضاوي رأية في الأحداث التي شهدتها الجزائر مؤخرا أومطالبته الشعب الجزائري بالخروج علي الحاكم كما طالب معظم الشعوب العربية... يعتبر الرئيس الجزائري رجل سلام وحكمة وعقل وذلك للصداقة الوطيدة التي تربط بينهما حيث تكفل بوتفليقة بعلاجه... ووضع تحت تصرفه طائرته الخاصة وكل إمكانات الدولة الجزائرية... بادرت دويلة قطر العظمى بالاحتماء بحراب الأمريكان وبدأت باستدعاء القوات الأمريكية وطلبت منهم إقامة أكبر قواعد عسكرية في العالم على أرض قطر... وفعلاً قد تم لهم هذا الأمر وذلك بإنشاء قاعدتي العديد والسيلية.. ثم واكبت تلك العملية ظهور قناة الجزيرة القطرية.. وذلك من خلال شراء دويلة قطر التى تطمح ان تكون الدولة العظمى لكادر قناة ال BBC البريطانية.... ومن ثم تحويلها إلى قناة فضائية قطرية.... حملت اسم قناة الجزيرة... وهنا بدأت عملية صناعة المرجع الديني القطرى الصناعة وذلك من خلال برنامج الشريعة والحياة... حيث اجتهدت قناة الجزيرة وبأوامر قطرية عليا بتلميع وتسويق ذلك الإخونجي يوسف القرضاوي... ليكون مرجعاً دينياً (قطرياً) مُنافساً لأزهر بلده الأم مصر وللمرجعيات الدينية السعودية... وقد نجحت قناة الجزيرة القطرية في تسويق المرجع الدينى القطرى الملاكى القرضاوي على أنهُ شيخ زمانه ووحيد أقرانه... وقد لاقى التأييد والتشجيع من جميع الإخونجية في العالم.... وبات الإخوان المُسلمين يتقاطرون فرادا وزرافات على دويلة قطر حتى تحولت قناة الجزيرة القطرية إلى خلية أو بؤرة إخونجية تحاول أن تروج وتسوق لمرجعهم الجديد ونجمهم الصاعد القرضاوى ... وأصبح القرضاوي هُبل قناة الجزيرة الأوحد والصنم المُقدس الذي لا يجوز المساس به... وهنا بدأت قطر تروج للمفتي القطري الجديد يوسف القرضاوي... كونه يحمل الجنسية القطرية وبات القرضاوي يستغل تلك المكانة الإعلامية المرموقة أو لنقل النجومية التلفزيونية ليشد الرحال إلى بقية الأنظمة العربية ليستجدي من رؤساء الدول العربية وليقضي حوائجه... وكان هؤلاء الرؤساء يستقبلونه بالود والترحاب والهدايا والعطايا.. لأنهُ كان أداة رخيصة ويمكن للأنظمة أن تستخدمها متى ما شاءت.... وقديما قال الشاعر : البس لكل حالة لبوسها ..... إما نعيمها وإما بوسها!!! والقرضاوي من خير من طبق هذا البيت ..... وهذا الأمر بالنسبة لنا مفروغ منه وأن الرجل يسير وفقا للرغبة القطرية الشعبوية والإعلامية ويحب ركوب الموجه حيث سارت ... هذه فلسفته باختصار وهي التي جعلته يرتقي سلم النجومية والشهرة بسرعة البرق ... وسنورد الآن مثالا جديدا: ماذا كان يقول القرضاوي عن صدام حسين على شاشة الجزيرة قبل أن يعدم ؟! أما بعد إعدامه وحدوث حالة كبيرة وعارمة من الغضب سادت الرأي العام في معظم البلاد العربية والإسلامية استنكارا وتعاطفا مع الرجل فماذا كان يملك الرجل أن يعلق من على منبره القطري مسايرة للرأي العام وركوبا للموجة : هل سيكرر اسطوانة العمالة ؟! بالتأكيد لا ... لأنه سيسقط من عيون الجماهير المعجبة به فلا خيار أمامه سوى التباكي على صدام ومن ثم الانقلاب 160 درجة !! المُضحك والمُتناقض في شخصية يوسف القرضاوي.... تلك الشخصية السيكوباتية الانفعالية النزغة...والذي قل أن تجده هادئاً أو منفرج الأسارير... فتراه دائماً منفعلاً غاضباً مُرتبكاً مرتعش الأيدي.... والذي خرج قبل أسابيع يُفتي بإهدار دم وقتل الرئيس الليبي مُعمر القذافي... بينما عندما عاد القرضاوي نفسه من كابول أثناء رحلته للتفاوض مع طالبان حينها ثم خرج على قناة الجزيرة في برنامجه المعروف الشريعة واللاحياة... اتصل عليه مُشارك مُعترضاً على رحلته لأفغانستان من أجل تمثال.... ويترك الأمور المهمة بالنسبة للمُسلمين!!!! فانفجر القرضاوي غاضباً وبدأ يُزمجر ويُزبد ويُرعد ... وقال ساخراً من المُتصل : (أُفتوا بقتل القرضاوي).... أي ليس غريباً عليكم أن تفتوا بالقتل وبدأ يُثني على نفسه ويُهاجم المتصل.... أي أن القرضاوي كان مُنزعجاً وناقماً من الفتاوى التي تنادي بقتل الناس ....ولكنه اليوم يُفتي بكل وقاحة وسفالة بقتل الناس ويهدر الدماء من على شاشة قناة الجزيرة!! ولماذا أيد القرضاوي بشدة الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا لكنه كان له رأيا مخالفا حيال ما يجري في البحرين حيث وصف ما يحدث هناك بالفتنة الطائفية داعيا إلى حلها بالحوار؟!!! وطالما اتخذ يوسف القرضاوي وسيلة التكفير ومبدأ هدر الدماء من خلال فتاويه الفضائية عبر قناة الجزيرة القطرية؟ فلماذا لا يفتي لنا هذا المُرتزق المأجور باهدار دم ولي أمره الجديد حمد بن خليفة آل ثاني الذي فتح أراضيه للقوات الأمريكية لكي تدمر أفغانستان والعراق .. ولماذا لم يُبادر القرضاوي بإهدار دم مُجرم الحرب الأمريكي جورج بوش الذي قتل الملايين من العرب والمُسلمين... وقال أن حربه على المُسلمين هي حرب صليبية؟!! الحديث عن مصداقة القرضاوى وتجرده ظل هاجسا عند الكثيرين فنالته اتهامات عديدة تناقلتها مواقع الإنترنت والمنتديات حيث تساءل العديد من معارضيه عن إمكانية انتقاده لإحدى سياسات دولة قطر التي منحته جنسيتها، وهل بإمكانه الحديث في أحدى خطبه عن العلاقات القطرية بإسرائيل أو القواعد الأمريكية في قطر؟!! فتوى القرضاوي بإهدار دم القذافي أثارت هي الأخرى هجوما حادا عليه حيث هاجمه مصطفى حليمة أحد مشايخ السلفية الجهادية في سوريا متحديا القرضاوى أن يصدر نفس الفتوى التي أصدرها في حق القذافي ضد بشار الأسد أو عبد العزيز بوتفليقة، ووصف حليمة المعروف بين أتباعه بأبي بصير الطرطوسي , القرضاوي وأمثاله بأنهم انتهازيون يسيرون مع الموجة بالانتهازية مستشهدا بمشاركته حفل في السفارة الليبية بقطر حيث قام بتقطيع الكعك بالسيف احتفالا
بالثورة الليبية... الى جانب ان القرضاوي وأمثاله كانو يجادلون الإسلاميين في تكفيرهم للحكام العرب ومن ضمنهم القذافي بذريعة أنهم ولاة الأمر ولا يجوز الخروج عليهم ...القرضاوي بوق للنظام القطري وقناة الجزيرة ولن يحيد عنها قيد أنملة ...فالقرضاوي يدعو للإنقلابات في الدول العربية باستثناء قطر... المثير للدهشة ان القرضاوى لا يشير من قريب او بعيد الى مشيخة قطر والفضائح السياسية والعائلية التي ترتكب في هذه المشيخة ... بل ولا تتم الاشارة الى تاريخ مشيخة قطر وهو تاريخ يقوم على الغدر بين المحارم ...مع ان تاريخ مشيخة قطر يقوم كله على الانقلابات والخيانات والغدر بالمحارم والاقارب ... الا ان ما فعله الشيخ حمد الحاكم الحالي جدير بان يدخل التاريخ كنموذج للنذالة وشهوة الحكم في اوضح صورها... ومع ذلك لم يفتى القرضاوى بحرمة ما فعل حمد واستيلاءه على الحكم غدرا من والده ...الى متى سيبقى الدعم الامريكي لحكام مشيخة قطر قائما بخاصة في ظل انتهاك حقوق الانسان الذي يمارس يوميا في المشيخة ... وفي ظل وجود علاقات مشبوهة بين حكام المشيخة وجهات متطرفة تعتبرها الولايات المتحدة " ارهابية "... والى متى سيظل القرضاوى يلعب دور المحلل الدينى لتجاوزات حاكم قطر ين القرضاوى من انتهاك حرمة النساء فى البحرين ؟ كتب المقال د . رفعت سيد أحمد دأب الشيخ د. يوسف القرضاوى ، على إصدار الفتاوى ، والآراء الحادة ضد كل من يتصورهم مستبدين وطغاة من حكام العرب ، بل وطالب بقتل بعضهم ، ولم يجد حرجاً حتى في استدعاء القوات الأجنبية للعدوان على بلادنا بهدف التخلص منهم ، رغم أنه لم يصدر ولا فتوى واحدة ضد حكام الخليج وضد القواعد العسكرية الأمريكية ، ومنها قاعدة " العديد " التي لا تبعد عن قصره المنيف في الدوحة أكثر من كيلو متر واحد ، رغم مخالفة فتاويه تلك كلها للقرآن والسنة ، إلا أنه حر ، ونحن أيضاً أحرار في نقده . إن للدكتور (القرضاوى) كامل الحرية فيما ذهب إليه ؛ رغم خلافنا معه ، ورغم رأينا فى دوره الجديد فى خدمة " السلطان " الخليجى والأمريكى وليس فى خدمة القرآن ، هو حر فى رأيه ومواقفه ، ونحن لن نحاكم الرجل أو نحاسبه ، فحسابه عند ربه فيما قال أو فعل ، أما اليوم فنحن عاتبون عليه ، وعلى غيره من علماء وساسة الإسلام والعروبة ، الذين رغم علمهم ورغم ادعاءهم الحديث باسم الإسلام وباسم الثورة ، نجدهم يكيلون بمكيالين ، فهم يؤيدون ثورات بعينها حتى لو كان أصحابها قد جاءوا على دبابة أمريكية ، ونسقوا علناً مع ال C.I.Aوحلف الناتو كما هو الحال فى (سوريا وليبيا) ؛ نجدهم فى الوقت ذاته يصمتون بل وأحياناً يهاجمون ثورات أخرى حقيقية مثل ثورتى اليمن والبحرين ، وكأن الأمر مقصوداً ومرتباً ، أن يصمت علماء الإسلام ، وفى مقدمتهم القرضاوي ، وأن تصمت جماعة الإخوان المسلمين ومن صار فى ركابها من تيارات إسلامية ، فى الوقت الذى يغزو جيش السعودية البحرين ، وتقوم نفس الدولة (السعودية) بإفشال الثورة اليمنية وتُهرب على عبد الله صالح إلى أمريكا وتبادر بسرقة مكتملة الأركان للثورة فى اليمن ، وتجرى عليها عملية تجميل سطحية تجمل بها وجه النظام القديم ، مشابهة تماماً لعملية التجميل التى أجريت لعلى عبد الله صالح فى الرياض !! هذا مع اليمن ، أما البحرين فلم ينطق الشيخ القرضاوى وعلماء (السلطان) الخليجى والأمريكى ، على مجازر النظام البحرينى والجيش السعودى ضد الثورة البحرينية المستمرة منذ عام كامل ، بل وأصدروا فتاوى تطعن فى الثورة ، وتصفها بالمذهبية ، فى سلوك يخالف كل شىء عرفناه عن آداب الخلاف فى الإسلام ، بل ويخالف ما سبق وأصدره القرضاوى نفسه من فتاوى ودراسات سابقة تدعو إلى رأب الصدع والحوار بين المذاهب ودرء الفتن المذهبية (وسنعرضها كاملة فى مقالات قادمة) . وفى أحدث المواقف الغائبة للقرضاوى الذى يتزعم ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، هو صمته ، وصمت العديد من علماء الإسلام والساسة الكبار ، على جريمة النظام البحرينى ضد شعبه وتحديداً ضد النساء ، فأين هو – الشيخ القرضاوى – ولماذا صمت ؟ وهل هذا هو الإسلام الذى تعلمه ويُعلمه ؟ ولكن قبل الاستطراد فى التساؤلات دعونا نقرأ أحدث ما جرى فى البحرين من خلال بيانات الثوار المعارضين هناك والذين قدموا عشرات الصور والوثائق التى تؤكد اعتداءات قوات الأمن البحرينية على المرأة هناك وأن الاعتداء يتكرر باستمرار . ولقد أكد بيان صادر عن جمعية الوفاق الوطنى الإسلامية فى البحرين ومعها 6 جمعيات ومنظمات حقوقية بحرينية ؛ على أن " مستوى الانحطاط والسقوط الأخلاقى لقوات الأمن البحرينية تجاوز الحدود ، وكشف عن فساد العقيدة الأمنية ، خاصة عندما اعتدى بالضرب والسحل والسجن للمرأة البحرينية " . وذكرت الوفاق بأن " اعتداء قوات الأمن على المرأة البحرينية تكرر فى جسارة مقصودة وممنهجة تعكس مستوى السقوط الذى تعيشه الأجهزة الأمنية غير الوطنية والتى تعج بالأجانب والمرتزقة (يعنى من جنسيات غير بحرينية !!) الذين لا يوقفهم عن ممارسة إجرامهم دين ولا إنسانية ولا مواطنة لأنهم يفتقدون لذلك ، وأن هذه الحكومة التى قتل فى عهدتها 60 شهيداً وعشرات الآلاف من الانتهاكات الإنسانية الصارخة لم تحرك ساكناً ؛ لدليل قاطع على أنها حكومة لا تمثل الشعب وفاقدة لتمثيله ولثقته ولشرعيته وبذلك لا يمكن على الإطلاق أن تستمر هكذا حكومة فى إدارة البلد بعقلية الإرهاب والتخويف للأشخاص والانتقام من شعب يمتلك من الوعى ما يتجاوز به هذه السلطة بمسافات " ، ونشرت قوى المعارضة الأخرى وثائق وصور عن اعتداءات موسعة للأمن البحرينى على المرأة ، وإهانتها بما يتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية والإسلامية .. ترى ما هو رأى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين (!!) د. يوسف القرضاوى ، فى هذه الجرائم التى ترتكب فى البحرين ضد المرأة ، وضد المعارضة ؟ ولماذا لا يؤكد (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) ورئيسه – شديد النشاط والهمة فى إصدار الفتاوى التى لا تفيد الأمة – الثورة هناك ؟ هل هو الكيل بمكيالين أم يا ترى هى أوامر حاكم قطر ومشيخيات الخليج(الفارسي) المحتل ؟ أسئلة لا تبحث – مجدداً – عن إجابة بل عن ضمير إسلامى يقظ !!الزوجة الجزائرية للقرضاوي: قضى معي ليلة .. ورحل الحياة-الرياض الفقيه الزئبقي (مقال للشيخ محمود عامر عن الشيخ يوسف القرضاوي) الفقيه الزئبقي (1) المتابع لحالة الشيخ يوسف القرضاوي الدعوية يحتار في شأنه حيث يتمتع الشيخ بصفات منها ما هي حميدة ومنها ما دون ذلك، فالرجل بليغ وأديب وشاعر وصاحب حنجرة خطابية وفي الوقت نفسه له انتشار إعلامي لا ينافسه فيه أحد، فإذا أضفنا انتسابه الفكري إلى فرقة الإخوان المسلمين بجانب أنه فقيه أزهري، كل هذه الخصال أضفت على شخصية القرضاوي هالة عظمى يجيدها كل أرباب الزعامات بحيث تتعامل الجماهير مع هذه الشخصية بنوع من القدسية أو العصمة ومن هنا قد يصعب على هذه الجماهير وللأسف منهم منتسبين للعلم أن يقبلوا نقدًا في تلك الشخصية المبهرة في حديثها وسحر بيانها وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حينما قال: \"إن من البيان لسحرا\" أو كما قال، إذن مناقشة الشيخ القرضاوي فيما يطرح من فتاوى أو آراء تحتاج من الباحث إلى جهد وتدقيق وحسن متابعة لأن القرضاوي كخطيب غير القرضاوي ككاتب، والقرضاوي مع الجماهير غير القرضاوي مع الولاة، والقرضاوي في قطر غير القرضاوي في مصر ولقد بحثت عن وصف قريب لشخصية الشيخ القرضاوي فوجدته أنه أقرب إلى خاصية الزئبق، لذا فهو عندي فقيه زئبقي يصعب على المتابع له أن يمسكه لأنه قد يقول كلامًا في موقف ثم ينقضه في موقف آخر، وله كلام في القديم كما له كلام جديد وقد تكون هذه الأخيرة مما يُحمد عليها لو أنه وضَّح وأقر بتراجعه ولكنه للأسف أكبر من أن يعترف بخطأه كعادة الإخوان المسلمين، فمثلًا صدع القرضاوي مؤخرًا محذرًا من المدّ والخطر الشيعي الرافضي في المناطق السنيّة وأن سبيل هذا الخطر الطرق الصوفية وهذا التحذير كان الشيخ فيه محقًا لكنه لم يعترف بأنه أحد الذين ساهموا في المدّ الشيعي بالمنطقة سابقًا فكم من زيارات له للمؤسسات الشيعية وكم من لقاءات مع قادة الشيعة والتواجد في منتدياتهم والتهوين من الخلاف معهم مما ساهم في التغرير ببعض أهل السنَّة فوقعوا في شباك التشيّع، والقرضاوي يحرص كل الحرص أن لا يَمَس بنقد كما يحرص على عدم المساس بمدرسته الفكرية الإخوانية لذا لم ينتقد موقفهم من الشيعة والتشيّع، وموضوع هذه المقالات حول كتابه الأخير \"فقه الجهاد\"، حيث يجد القارئ النبيه أو الباحث الشرعي نفس الحالة الزئبقية التي وصفت بها الشيخ، فالشيخ القرضاوي يثبت أمرًا تارة ثم ينفيه تارة أخرى أو على أقل تقدير يتناقض فيما يقول، كما أنه لا يعترف بأخطائه وأخطاء الإخوان المسلمين في الغلو والتطرف الذي صاحب دعوة الجهاد، وفي الوقت الذي يثبت أن المودودي وسيد قطب تأثرا بالشيوعية كحركة إلا أنه يثبت لهما إمامة دعوية في مواضع أخرى، كما فعل من قبل حينما كتب قديمًا في كتابه أولويات الحركة الإسلامية أن كتب سيد قطب تنضح بالتكفير وفي الوقت نفسه يصف سيد قطب بالشهيد، إنها الحالة القرضاوية المتناقضة لأن الرجل يكتب وأمام عينيه رفاقه وشركاء دربه الدعوي، يريد أن يتقدم خطوات للمفاهيم الصحيحة ويترك عنه المفاهيم السقيمة إلا أنه يتراجع أحيانًا خطوة أو خطوات نتيجة الحصار الفكري أو الإرهاب الفكري الذي ينصبه له الإخوان وغيرهم، إن القرضاوي في كتابه فقه الجهاد ينتقد جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية في تطرفهم في أفكارهم ومعتقداتهم ولا يذكر ولو كلمة واحدة أن فكر الجهاد عند هؤلاء أو غيرهم كتنظيم القاعدة ما هو إلا امتداد لفكر الجهاد عند الإخوان المسلمين، إنه ينعى عليهم تكفيرهم للأنظمة الحاكمة الحالية في الدول الإسلامية ولا ينعى هذا على الإخوان المسلمين كما سأذكر ذلك بالدليل المدون لدى كبار قادة الإخوان. إن الإخوان المسلمون وعلى رأسهم القرضاوي يحاولون التبرؤ من كافة المحن والفتن التي حدثت ولا زالت في المنطقة خلال أكثر من نصف قرن وهم أول من دعوا إلى تلك الفتن وتلك المحن وحتى لا يتوه القارئ سأذكِّره بكلام لحسن البنا نفسه الإمام الأعظم عند القرضاوي حيث يقول في كتابه مجموعة رسائل حسن البنا ص135: \"إن الإخوان المسلمون سيستخدمون القوة العملية حين لا يجدي غيرها\" وقد كان وأسس حسن البنا تنظيمه السري العسكري والذي تولى فيما بعد مهمة الاغتيالات والتفجيرات، إذن لو كان القرضاوي منصفًا لوجه اللوم أولًا على المؤسس الأول في هذا العصر لهذا الفكر الخارجي [حسن البنا ثم سيد قطب] لا أن يرمى السلفيين بهذا الداء وهو يعلم يقينًا أن علماء الدعوة السلفية المعاصرين لا ينازعون الأمر أهله وأن التيارات التي ارتدت ثوب السلفية إنما استقت أفكارها الجهادية من كتب حسن البنا والمودودي وسيد قطب فأسامة بن لادن خرج على حكومته وعلمائه السلفيين وذهب طواعية إلى أحضان عبد الله عزام بأفغانستان وتجرع هذا الفكر حتى الثمالة وعلى نفس الدرب هرب أيمن الظواهري وترك مساجد أنصار السنَّة المحمدية بمصر لأنها لا تشفي غليله وتطرفه فذهب إلى معقل الخوارج في أفغانستان وفي رعاية عبد الله عزام الإخواني القطبي المتعصب لقطبيته، وهذا يعلمه القرضاوي، فلماذا لم يفصح عنه بدلًا من رمي غيره بما ليس فيهم وصدق من قال: رمتني بدائها وأنسلت؟. والآن نعود لأصل موضوع المقالات ألا وهو كتاب \"فقه الجهاد\" للشيخ القرضاوي: يقول يوسف القرضاوي في كتابه فقه الجهاد ص107 ج1: \"ومما يؤسف له أشد الأسف أن كثيرًا من أبناء المسلمين يتحرقون شوقًا إلى الجهاد لتحرير المسجد الأقصى ومساندة إخوانهم في أرض الإسراء والمعراج ولكن ...: دول المواجهة [الأردن ولبنان وسوريا ومصر] كلها تمنع دخول أي مجاهد إلى أرض فلسطين وقد تطلق قواتها الرصاص إذا حاول التسلل بالدخول ولا حول ولا قوة إلا بالله.أ.ه قلت: الرجل يكتب وينسى ما يكتب وأول الكتاب غير آخر الكتاب ففي الوقت الذي ذكر هنا نقده لدول المواجهة في منعهم لمن يحاول الدخول إلى فلسطين من قبلهم، يذكر في الجزء الثاني كما سيأتي مشروعية عقد اتفاقيات مصالحة بيننا وبين العدو، فإذا كان هذا الأمر جائزًا وقد عقدت هذه الدول ومنها مصر معاهدة سلام مع يهود فكيف بالشيخ ينكر
عليها أن منعت دخول محاربين مجاهدين عبر حدودها إلى فلسطين؟ إنه التناقض الذي يلازم فقيهنا الزئبقي، لأنه لا يكتب من منظور علمي فحسب بل يضع نصب يديه وقلمه ردود أفعال المتحمسين الذين أُشربوا الجهاد بفقه أعوج، فهو لا يريد أن يدخل في خصومة معهم وإلا كفروه أو على أقل تقدير جرّحُوه وربما استباحوا دمه، وأقوى دليل على هذا أنه حينما صدع بكلمة حق متأخرة في شأن الشيعة أول من وجه له النقد الشديد هم رفقاء دربه كالإخوان وفهمي هويدي وسليم العوا، ثم لماذا لم يوجه هذا النقد على وجه الخصوص إلى سوريا ولبنان حيث أنهما لا يرتبطان باتفاقيات مع يهود، فلماذا لم تسمح كل من لبنان وسوريا وعلى وجه الخصوص حزب الشيعة في الجنوب بدخول هؤلاء المجاهدين؟ وليس معنى ذلك أننا ندعو إخواننا المتحمسين والمتشوقين لتحرير بيت المقدس أن يدخلوا إلى فلسطين المحتلة عبر النظام العلوي في سوريا أو عبر الشيعة في لبنان وإلا قدمهم هؤلاء الشيعة والعلويون غنيمة سهلة إلى يهود، وإنما قصدت أن أبين أن شيخنا الزئبقي لا يزن الأمور بميزانها الشرعي وإن كان شعاره الشريعة. الفقيه الزئبقي (2) إن مصر تعيش حالة من الفوضى الفكرية المرتبطة بالدين، ففريق قاصر في فهمه ينكر الأحاديث الصحيحة بزعم وهمي أو خيال شخصي، وفريق يحمل النصوص الشرعية على غير مرادها، وأهل الحق دائمًا بين هؤلاء وهؤلاء يثبتون ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم تستوعبه العقول ويردون ذلك إلى مفاهيم الصدر الأول فهم أهل التقى والعلم والحكمة والعقل وأهل الرحمة وأهل الوسطية ولذا زكاهم الوحي في القرآن وفي السنة، إن الفريق الأول حينما أنكر بعض ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم يزعم أن صنيعه هذا لخدمة الإسلام وأهله، والفريق الثاني يزعم نفس الزعم، وردّي في هذه المقالات إنما على الفريق الثاني أما الفريق الأول فله ردٌّ في مجال آخر، والشيخ القرضاوي أحد أفراد الفريق الثاني كما وضحتُ ذلك في المقال السابق وفي هذا المقال أُكمل ما بدأته من تعليقات حول آخر ما كتب القرضاوي في كتابه \"فقه الجهاد\" حيث عنون في كتابه المذكور ص170 ج1 وما بعدها: \"ميدان الجهاد في داخل المجتمع\" فيذكر ميدان مقاومة الظلم والظالمين والأخذ على أيديهم وعدم الركون إليهم........ ويقول: ولهذا يدين القرآن جنود الطغاة كما يدين الطغاة أنفسهم كما في قوله سبحانه: (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) ...... فأوجب الرسول - صلى الله عليه وسلم – مجاهدة الظلمة والطغاة على كل مسلم بما يقدر عليه من اليد أو اللسان أو القلب ..... ولقد أهتم الإسلام بهذا الجهاد وحث عليه وجاء في بعض الأحاديث اعتباره أفضل الجهاد كما روى طارق بن شهاب البجلي - رضي الله عنه – \"أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم – وقد وضع رجله في الغرز : أي الجهاد أفضل؟ فقال: كلمة حق عند سلطان جائر\".أ.ه قلت: إن الشيخ يستدل ببعض النصوص إما في غير موضعها أو في موضعها بدون شرح وتوضيح يجعل القارئ يذهب بها حيث شاء فكره، فاستدلاله بآية فرعون وهامان استدلال لا ينطبق على مجتمعاتنا الداخلية كما أنها آية في أكفر الناس عبر الزمان ألا وهو فرعون فالآية في غير موضعها حيث أن الكلام عن الجهاد في الداخل أي داخل المجتمع المسلم، ثم يستدل بالحديث ولا يشرحه ولا يقيده بروايات أخرى بيّنت كيف تكون النصيحة للسلطان؟ حيث جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم – \"من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه\" [رواه أحمد وابن أبي عاصم والحاكم والبيهقي وصححه الألباني]، فالحديثان أي الحديث الذي ساقه القرضاوي والحديث الذي ذكرته يبيّنان أن كلمة الحق والنصيحة تكون عند السلطان بين يديه وليس خلف ظهره في المنتديات أو المؤتمرات أو من فوق المنابر، فكان على الشيخ أن يوضح ذلك ولكن كيف؟ والرجل ينصح للسلطان عن بعد ويثير الناس ضده من على المنابر وفي المحاضرات فليته يأتي إلى السلطان ويقول بين يديه كلمة الحق بدلًا من منهاجه الثوري الذي يثير الناس ضد حكامهم فتحدث الفتن، ففقه الحديثين في واد وفقه الشيخ في واد آخر. وفي صفحة 187 وما بعدها ينفث القرضاوي سمومه فَيُعَنْوِن قائلًا (ردّة السلطان) .....فيقول: وهنا يتعقد الموقف فمن الذي يقيم الحد - حد الردة – على هؤلاء؟ بل من الذي يفتي بكفرهم أولًا وهو كفر بواح كما سماه الحديث الصحيح؟ ومن الذي يحكم بردتهم، وأجهزة الإفتاء الرسمي والقضاء الرسمي في أيديهم؟ ليس هناك إلا (الرأي العام) المسلم والضمير الإسلامي العام الذي يقوده الأحرار من العلماء والدعاة وأهل الفكر والذي لا يلبث – إذا سُدت أمامه الأبواب وقُطعت دونه الأسباب – أن يتحول إلى بركان ينفجر في وجوه الطغاة المرتدين أ.ه. قلت: يصعب على القرضاوي أن يستمر في البحث العلمي بعيدًا عن الأسلوب الخطابي الحماسي والحنجرة العالية التي تستدرج البسطاء وتثيرهم فتقودهم إلى الطرق المظلمة والفتن الهالكة، إن القرضاوي قال بما لم يقله أحد من الفقهاء عبر التاريخ إلا فقهاء الخوارج الذين يكفرون حكامهم ويحشدون الناس للخروج المسلح، فالقرضاوي بكلام عام حول الكفر المباح جعله مباحًا للعوام الذين يعبر عنهم بالرأي العام، فهل الرأي العام مؤهل لإصدار أخطر الفتاوي والتي يترتب عليها رفع السلاح وإراقة الدماء، فيحكم أي الرأي العام بردة الحاكم ثم يثور عليه لإسقاطه فهل هذا من فقه الجهاد أو من فقه الخوارج؟! إن الإمام أحمد وهو إمام عصره إمام أهل السنَّة والجماعة والذي امتُحنت السنَّة في شخصه يسمع ويرى ويناقش ويرد مقولة الكفر التي اعتقدها السلطان وامتحن الناس في ذلك وتسلط علماء البدعة على علماء السنَّة فأذاقوهم العذاب ومع ذلك رفض الإمام أحمد الخروج على السلطان أو إثارة الناس ضده بل كان يخاطبه بلقب أمير المؤمنين رغم أن الإمام أحمد وأهل السنَّة يكفرون القائلين بخلق القرآن، وما امتناع الإمام أحمد عن التكفير العيني للسلطان وعدم الخروج المسلح أو الخروج بالكلام إلا لموانع منها الجهل الذي كان عليه السلطان في القضية المطروحة أو التأويل الذي سوغه له علماء السوء، فهل فقه القرضاوي ما فقهه الإمام أحمد؟ إن أئمة أهل السنَّة عبر قرون تسلط فيه حكّام ظلمة ومع ذلك لم ينزعوا يدًا من طاعتهم ولم يثبت تاريخيًا أن إمامًا من أئمة أهل السنَّة عاصر حاكمًا ظالمًا ظهر منه ما ظهر فكفّره بعينه، لأنه من المعلوم شرعًا أن التكفير العيني يلزمه شروط وانتفاء موانع، ومن هذه الشروط إقامة الحجة الرسالية على قائل الكفر أوفاعله، فهل من حكامنا المعاصرين من قال كفرًا بواحًا أو فعله وأقيمت عليه الحجة حتى يحق لنا تكفير عينه؟ إن كلام القرضاوي يفتح أبواب الشر لأن كلامه بلا ضوابط لصدور الفتاوى من العامة لتكفير الولاة، فكما ذكرتُ في العنوان الرجل زئبقي متناقض، تارة ينتقد جماعات العنف والتكفير الذين خرجوا بالسلاح على حكامهم، وتارة أخرى يُعطيهم هذا الحق بعلة أخرى غير منضبطه. وفي ص1047 ج2: \"إذا كان المُنكَر من جانب الحكومة، فمن الذي يزيل هذا المنكر عند القرضاوي؟ ..... يجيب عن ذلك القرضاوي بقوله \"القوى التي تملك التغيير في عصرنا: إن من أراد ذلك فعليه أن يملك القوة التي تستطيع التغيير وهي إحدى ثلاث: القوات المسلحة ..... فمن كانت لديه القدرة على تحريك القوات المسلحة لتحقيق مطالب الشعب ومقاصد الشرع دون أن يخشى فتنة لا تعرف عواقبها من وراء ذلك فعليه أن يفعل ... إلخ\"أ.ه قلت: إن القرضاوي ينحى نفس المنحى للدجّال الشيعي في جنوب لبنان حينما وجه رسالة خبيثة للقوات المسلحة المصرية لتثور على قيادتها في مصر، وها هو القرضاوي يثير ويعيد فكر الخوارج من جديد فيجيز للقوات المسلحة أن تتحرك ضد قيادتها بحجة إنكار المنكر وتحقيق مقاصد الشرع وفي الوقت نفسه يثير الجماهير الشعبية كأحد القوى التي تملك التغيير فهل ما كتبه القرضاوي يستند إلى أدلة شرعية؟ فسوف أجيب على هذا السؤال بالتفصيل في المقال القادم. وللحديث بقية الفقيه الزئبقي (3) أواصل تعليقاتي على الكتاب الخطير والأخير للشيخ القرضاوي حول فقه الجهاد حيث يقول في ص1047 ج2: \"إذا كان المنكر من جانب الحكومة، فمن الذي يزيل هذا المنكر عند القرضاوي؟ ..... يجيب عن ذلك القرضاوي بقوله \"القوى التي تملك التغيير في عصرنا: إن من أراد ذلك فعليه أن يملك القوة التي تستطيع التغيير وهي إحدى ثلاث: القوات المسلحة ..... فمن كانت لديه القدرة على تحريك القوات المسلحة لتحقيق مطالب الشعب ومقاصد الشرع دون أن يخشى فتنة لا تعرف عواقبها من وراء ذلك فعليه أن يفعل ... إلخ\"أ.ه وفي ص1050 ج2: يحدد القوة الثالثة التي تزيل المنكر ألا وهي الجماهير الشعبية العارمة على حد وصفه، والتي أعطاها حق الحكم على الحكام بالردة كما ذكرت ذلك في المقال السابق فالقرضاوي بكلامه هذا جمع بين فرقتين من فرق الخوارج الأولى التي ترى الخروج على الحكام بالسلاح وهو ماعبر عنه في ص1049 كما أشرت بحثِّه للقوات المسلحة أن تتولى التغيير وتحقيق مطالب الشعب ومقاصد الشرع ثم ثنَّى بالفرقة الثانية من فرق الخوارج ألا وهم خوارج القَعَدَة وهم الذين يحثّون الناس على الخروج المسلح إلا أنهم لا يخرجون وهم من أخبث فرق الخوارج، والرد الشرعي على تلك الفرقتين اللتين عبّر عنهما الشيخ القرضاوي في صفحتي1049 ، 1050 على النحو التالي: إن المقرر عند أهل السنة والجماعة الصبر والسمع والطاعة في غير معصية على الحكام وإن جاروا وظلموا، لأن الخروج عليهم مفسدته أعظم لما يترتب على ذلك من رفع السلاح وسفك الدماء وإشعال نار الحروب الأهلية وقد جاءت الأدلة واضحة في وجوب الصبر على جور الحكام وعدم نزع اليد من طاعتهم وهاك بعض الأدلة: 1-قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) [آل عمران 103] 2-قال تعالى: ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) [آل عمران 105] 3-قال تعالى: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) [الأنعام 153] 4-وقال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شئ) [الأنعام 159] 5-وقال تعالى: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) [الروم 31:32] ومن الأحاديث الصحيحة التي وردت في لزوم الجماعة والتحذير من الفرقة والخروج على السلاطين والحكام ما ذكره الإمام أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المتوفى في سنة 387ه في كتابه \"الإبانة\" ما يلي: 1-عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال(ترك السنَّة الخروج من الجماعة) 2-عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – فيما رواه مسلم (من ترك الطاعة وفارق الجماعة ثم مات فقد مات ميتة جاهلية) 3-وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – أنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول (من خلع يده من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) 4-وعنه - صلى الله عليه وسلم – أنه قال (إنها ستكون هنّات وهنّات فمن جاءكم يفرق بين جماعتكم فاضربوا عنقه كائنًا من كان) 5- وروى الشيخان عنه - صلى الله عليه وسلم – قال: (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يُؤْمَر بمعصية فإن أُمِرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة) 6-وروى الشيخان عنه - صلى الله عليه وسلم – قال: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني) 7-وروى مسلم عنه - صلى الله عليه وسلم – قال: (ألا من ولي عليه والٍ فرءاه يأتي شيئا من معصية الله فليكره الذي يأتي من معصية الله ولا ينزع يدًا من طاعة) 8-وروى ابن أبي عاصم وصححه الألباني عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه – قال: قلنا يارسول الله لا نسألك عن طاعة التقي ولكن من فعل وفعل (وذكر الشر) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا) 9-وروى زيد بن ثابت - رضي الله عنه – عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (ثلاثة خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تُحيط من ورائهم) حديث صحيح رواه أصحاب السنن 10-وروى الإمام مسلم أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال (لا ما أقاموا فيكم الصلاة) والأحاديث في لزوم الحاكم المسلم وطاعته في غير معصية وعدم الخروج عليه ومنازعته الأمر كثيرة تصل إلى حد التواتر ولقد سقت في كتابي [الخوارج دعاة على أبواب جهنم] أدلة شرعية جاوزت الثلاثين دليلًا تحرم الخروج على الحكام المسلمين ولقد جمعتُ أكثر من عشرين قول إمام من أئمة أهل السنَّة يحرمون الخروج على الحكام وإن ظلموا ولمن شاء المزيد فليرجع إلى كتابي المذكور، وها أنا أذكر بعض كلام الأئمة تناسب هذا المقام على النحو التالي: 1-يقول الإمام أحمد \"والسمع والطاعة للأئمة [الحكام] وأمير المؤمنين البر والفاجر، ويقول رحمه الله في كتابه أصول السنَّة \"ولا يحل قتال السلطان [أي الحاكم] ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنَّة والطريق\" 2-وقال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري ج13 ص36 \"والدعاة على أبواب جهنم من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم\" 3-وقال الأشعري في كتابه \"مقالات الإسلاميين\" إن أهل الحديث اتفقوا على أن السيف [أي استخدام السلاح في تغيير السلطة] باطل ولو قتل الرجال وسبيت الذرية وأن الإمام [الحاكم] قد يكون عادلا ويكون غير ذلك وليس لنا إزالته وإن كان فاسقًا وأنكروا الخروج على السلطان\". 4-قال ابن تيمية رحمه الله \"أمر النبي - صلى الله عليه وسلم – بالصبر على جور الأئمة ونهى عن قتالهم ما أقاموا الصلاة ويقول ابن تيمية إن المشهور من مذهب أهل السنَّة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف. 5-وقال الطحاوي في عقيدته :\"ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدًا من طاعتهم\". 6-وقال النووي \"وأما الخروج عليهم [أي الحكام] وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين\". 7-وقال القرطبي \"والذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف وإراقة الدماء وإنطلاق أيدي السفهاء وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض\". 8-ويقول الحافظ ابن كثير :\"والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح أقوال العلماء ولا يجوز الخروج عليه لما في ذلك من إثارة الفتنة ووقوع الهرج وسفك الدماء الحرام\". 9-وقال الإمام أبو بكر الآجرّي: \"فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام [عدلا كان أو جائرًا] فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج\". 10-وقال الشوكاني \"ينبغي لمن بان له غلط الإمام [الحاكم] في بعض المسائل أن يناصحة ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد\". وقال رحمه الله \"لا يجوز الخروج على الأئمة وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة\". 11-وقال محمد بن عبد الوهاب في رسالة الأصول الستة الأصل الثالث \"إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا ولو كان عبدًا حبشيًا\". 12-وقال البخاري رحمه الله \"لقيت أكثر من ألف رجلٍ من أهل العلم فما رأيت واحدًا منهم يختلف عن هذه الأشياء: أن الدين قول وعمل، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يكونوا يكفرون أحدًا من أهل القبلة بذنب، وألا ننازع الأمر أهله، وألا يرى السيف [السلاح] على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم – \". ولمزيد تفصيل فيما نُقل عن أئمة أهل السنَّة والجماعة من السلف الصالح يراجع كتابي [الخوارج دعاة على أبواب جهنم]، وبعد هذا البيان الشرعي الواضح يظهر للعيان أن دعوة القرضاوي للعوام أو القوات المسلحة لتحقيق مطالب أو مصالح شرعية والتي منها كما ذكر تكفير عين الحكام إنما هي دعوة لا ترتبط بشرع ولا بمنهج أهل السنَّة وإنما ترتبط بهوى ومنهج الخوارج في القديم والحديث حيث لا يعرف الإسلام ثورة احتجاج أو ثورة استئصال لنظام وإنما يعرف الإسلام الدعاء للحكام والصبر عليهم ومناصحتهم بالتي هي أحسن وبالوسائل الشرعية التي تحقق الأغراض الشرعية بلا تشنيع أو اتهام ليتحقق الغرض من النصح بعيدًا عن المآرب السياسية وفي هذا القدر من الرد على هذه المسألة الخطيرة ما يكفي، ولكن يبقى تساؤل هام خطير حيث نُشر - إن صح الخبر - تعيين القرضاوي عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية والرجل أحد دعاة خوارج العصر فكيف يحدث ذلك في المؤسسة الرسمية الشرعية؟! وقيل أن أحمد شوقي الفنجري والذي ينكر أحاديث صحيحة متفق عليها عضوًا بنفس المجمع فكيف يستقيم ذلك ونحن بصدد تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم؟ أما من يعترض على ما سقته فليأتي بالبرهان على صحة دعواه وأنّى له هذا فالمسألة محسومة عند أهل السنَّة قديمًا وحديثًا. الفقيه الزئبقي (4) إن كتاب القرضاوي فقه الجهاد والذي اشتمل على جزئين تجاوزت فيهما الصفحات ألف وأربعمائة صفحة يحتاج مجهود كبير لأن الشيخ يسير بأسلوب أهل الكلام وهو أسلوب الإخوان المسلمين أي الكلام المسهب الذي تكثر فيه العبارات والألفاظ بغير داعٍ، ممّا يُشتت الأذهان ويصرف القارئ عن لُبّ الأمر المطروح ممّا يساعد على تسريب أفكار سقيمة ونتائج وخيمة، كما اشتمل الكتاب على حق يتخلله بعض الباطل هذا البعض هو أخطر ما في الكتاب كما بينت في المقالات السابقة وكما سأبينه فيما سيأتي: يقول القرضاوي في ص784 ج2: \"وكما ينسحب أعداء المسلمين من المعركة بغير قتال....... قد يحدث هذا الانسحاب من المسلمين أنفسهم يقتضيهم الموقف أن ينسحبوا من مواجهة العدو ..... إبقاءً على المسلمين أن يخوضوا معركة فناء مع عدو أكبر منهم .... قلت: إذا كان القرضاوي يعتقد ذلك الآن فلماذا انتقد الإخوان وغيرهم موقف السادات من الثغرة في حرب العاشر من رمضان وإيثاره وقف الحرب لمصالح يراها كولي أمر؟ لأنه وضع خطته لمحاربة يهود وليس أمريكا، وإذا كان هذا فقه القرضاوي فلماذا نفخوا في حماس ولا زالت تصر حماس على الخيار العسكري مقابل قوة لا قبل لهم بها، إنه التناقض الإخواني بين ما يدّعون من إسلامية أطروحاتهم وبين حال واقعهم المرّ. ويقول القرضاوي في ص785 ج2: \"وقد تنتهي المعركة بين المسلمين وأعدائهم بالصلح والمسالمة، إذا جنح إلى ذلك، وطالب المسلمين بالصلح والمهادنة، وكف الأيدي عن القتال، ومعنى الهدنة كما قال ابن قدامة: أن يعقد (أي الإمام) لأهل الحرب عقدًا على ترك القتال مدَّة، بِعوض أو بغير عوض. وتسمى: مهادنة وموادعة ومعاهدة. وذلك جائز بدليل قوله الله تعالى: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) [التوبة:1]، وقال سبحانه وتعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) [الأنفال:61]. وروى مروان والمسور بن مخرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – صالح سهيل بن عمرو (ممثل قريش) بالحديبية، على وضع القتال عشر سنين. ولأنه قد يكون بالمسلمين ضعف، فيهادنهم حتى يقوى المسلمون، ولا يجوز ذلك إلا للنظر للمسلمين: إما بأن يكون بهم ضعف عن قتالهم، وإما أن يُطمع في إسلامهم بهدنتهم، أو في أدائهم الجزية، والتزامهم أحكام الملة، أو غير ذلك من المصالح ..... بل ذهب الإمام ابن القيم إلى أن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضيٍم على المسلمين جائزة للمصلحة الراجحة، ودفع ما هو شرٌّ منه، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما، وهذا ذكره استنباطًا من فقه صلح الحديبية وما فيه من فوائد فقهية. وإذا كان بعض الفقهاء لا يجيزون المعاهدة [الصلح مع المشركين] لأكثر من عشر سنين فهناك من أجاز الهدنة لما هو أكثر من ذلك وفق مصلحة المسلمين وهذا ما أرجحه أ.ه قلت: أخيرًا أقر الشيخ القرضاوي بمشروعية الصلح مع الكفار الأعداء لمصلحة المسلمين وهذا منوط كما قرر القرضاوي ص785 للإمام أي للحاكم وليس للجماعات أو الهيئات أو أصحاب العمائم إنما كل هؤلاء أهل مشورة الحاكم ولكنهم ليسوا أهل القرار واتخاذه ومع ذلك فمشورتهم غير ملزم...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.