من المؤسف حقاً أن نشاهد المسئول في أية جهة كانت وهو يعكس صورة مخالفة لتوجهات الحكومة، وخاصة فيما يتعلق بقضية السلاح والتجوال به.. في أكثر من مشهد نرى بعضاً ممن ينبغي أن يكونوا مسئولين وأكثر حرصاً على تنفيذ القانون والقرارات الحكومية الصادرة وهم يجوبون الشوارع محاطين بسرية من المسلحين يميناً ويساراً، أماماً وخلفاً.. وكأننا نعيش في حالة حرب تستدعي القيام بذلك!.. لا ندري هل هذا ناتج عن الثقافة المغشوشة التي تسيطر على رؤوس هؤلاء، أم هي لزوم الهنجمة والمسؤولية كما يعتقدون؟!.. وكيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا قدوة للمواطن وهم بلا قدوة أصلاً؟!.. - من المؤسف أن نرى هذا المشهد يتكرر هنا وهناك، ومن المؤسف أيضاً أن يكون واقعاً معاشاً في ظل الإجراءات المعتملة للحد من التجوال بالسلاح..، وفي ظل التصريحات المتتالية التي نسمعها من قيادة وزارة الداخلية وفي مقدمتهم الوزير المصري، الذي أكد في لقاء بثته الفضائية اليمنية مساء الجمعة الماضية نية الحكومة منع كل المظاهر المسلحة..، وعدم استثناء أي كان من تنفيذ قرار منع حمل السلاح!!.. في ظاهر القول، النية موجودة والإجراءات الصادرة مستمرة في التطبيق، ولكن في ظاهر الفعل يبقى الشيخ والمتنفذ والمسئول علت درجته أو خفضت مستثنى من التنفيذ، وغير مطالب بالرضوخ لقرارات المنع.. والواقع شاهد حي على ذلك.. - إن الحكومة عندما أصدرت القانون ومضت وزارة الداخلية والأمن في تنفيذه لم يكن الهدف منه وضع استثناءات تحت مسميات الشيخ والمسئول والمتنفذ.. بل جاء القرار واضحاً وصريحاً لا يستثني أحدا.. ولكن شاءت الحكومة ذلك وشاء الآخرون غير ما شاءت الحكومة.. وهنا أسأل وزارة الداخلية: ماذا يعني أن يتجول شيخ ومسئول محلي برفقة أكثر من عشرين فرداً، بعضهم بالزي العسكري، وآخرون بالزي المدني؟!.. وكيف يمكن إفهام هذا وذاك أن تقلد المسؤولية لا يعني مطلقاً تجنيد سرية أو كتيبة للسير خلفه ومرافقته؟!.. وهذا المسئول أو الشيخ هل يعي جيداً أن مسؤولياته التي يتقلدها بسيطة ولا تستدعي رسم تلك الصورة الموحشة ووضعها بجانبه؟!.. - أقولها هنا وبكل الصدق والمسؤولية: مهما أصدرت الحكومة ووزارة الداخلية القرارات تلو الأخرى، أو اتخذت إجراءات عدة للحد من حمل السلاح، ومنع التجوال به، فإن جهودها تلك ستبوء بالفشل ولن تنجح مطلقاً.. والسبب أن هذه القرارات والإجراءات لا يصاحبها وجود القدوة من المسئولين في مختلف مؤسسات وقطاعات الدولة أكانت مركزية أو محلية.. إن تفاعل المسئول والشيخ والمتنفذ مع تلك القرارات وكانوا أول الحريصين لتنفيذها والالتزام بها فستكون النتائج طيبة، ومع الأيام ستزول وتنتهي الظاهرة تماماً..، أما إن ظلوا بعيداً عن تلك الإجراءات والقرارات، وكانوا أكثر حرصاً على عدم تنفيذها كما هو حاصل اليوم فسيبقى السلاح منتشراً، بل وسيزداد انتشاره أيضاً.. هؤلاء " المتبندقون " ينبغي أن يكونوا قدوة للمواطنين، وسنداً لإنجاح قرارات الدولة في شتى مناحي ومجالات الحياة.. وإلا فلا فائدة من أي حديث عن الإصلاحات أياً كانت!.