سؤال تافه جدا الإجابة عنه مؤلمة للغاية، خاصة هذه الأيام التي نجد فيها من يزايد بجمهوريته ويتهم الآخرين، بينما هو مجرد غول كبير يمتص ثروات البلاد وخيراتها، ولم يكتفِ بذلك بل امتدت يداه إلى أقوات الناس وأرزاقهم. من هو الجمهوري إذن؟ من يدفع الضرائب من راتبه البسيط أم من يمنعها من شركاته ومؤسساته متبجحا،،، من يقف أمام إشارات المرور احتراما للنظام والقانون أم من يجوب الشوارع بمواكب مسلحين وسيارات مصفحة منتهكا أبسط القواعد الأخلاقية والإنسانية؟ من هو الجمهوري.. هو من يقف إجلالا واحتراما للجندي أم من يذبحه متباهيا ببشاعة أو من يمول الذبح أو يسكت عن من يذبح؟ الجمهوري هو من تؤلمه عشرة ريالات زيادة فوق أجرة الباص وعلبة الزبادي أم من تمتص شركاته النفطية ثرواتنا وخيراتنا ويحتكر الوكالات التجارية ويتحكم بالأسعار لتصب المليارات في خزينته المدفونة في بنوك أوروبا وآسيا. هل الجمهوري من أخرجه الجوع وضيق الحال إلى الشارع ضد الفساد والتسيب والانفلات الأمني والإرهاب والذبح على الهوية والعقيدة، أم من يدفع الملايين في سبيل استمرار الفساد ويحشد الأتباع حفاظا على دمى تفعل ما يأمرها وتنتهي عن ما ينهاها، فتيسر له الصفقات وشراء الذمم والضمائر ليصبح هو وماله السلطان المطلق على هذا البلد. هل الباحثون عن بقايا الطعام في صناديق النفايات ليقتاتوا ويقيتوا أطفالهم هم الجمهوريون أم أولئك المتخمون بأموال وخيرات اليمن والناهبون لأراضي وممتلكات غيرهم والمستحوذون على المناصب والبعثات، الذين يتسكع أبناؤهم في شوارع أوروبا صارفين ملايين الدولارات على إشباع نزواتهم. هل ذلك المواطن البسيط الذي يجبره ذل الإيجار على التنقل بين الحارات هربا من طمع المؤجر هو الجمهوري، أم ذلك الكائن الذي لا يستطيع عد فلله وقصوره الفارهة والفارغة في صنعاء وعدن وتعز والحديدة بالإضافة إلى ضِيعه ومزارعه في تهامة وغيرها. تمنى أحدهم ذات مقابلة أن يتمكن من التنزه في شوارع صنعاء دون مرافقين مثلما يفعل في المدن الخليجية والأوروبية، ولم يسأل نفسه لماذا لا يستطيع في صنعاء؟ يا هذا.. الجمهوريون فقط يفعلون ذلك.. أما أنت وأمثالك فتمنعكم أفعالكم.. تمنعكم الدماء التي سفكتموها والأموال التي نهبتموها والأعراض التي انتهكتموها. يمنعكم التاريخ الأسود الذي يجمعكم باليمن أرضا وإنسانا، يمنعكم أنكم لستم جمهوريون كما يجب، فالجمهورية عندكم ليست سوى مجموعة من الأرصدة في البنوك ومجموعة من الأراضي والتباب وآبار النفط مسجلة بأسمائكم.